نطالب حكومتنا بـ(چـذب مصفط ...)

 

عادة يكذب السياسيون , وفي كل العالم , والكذب جزء من فنون السياسة , يضطر اليه السياسي السوي , اذا كان الأمر يتعلق بمعلومات عن اسرار امنية وعسكرية واقتصادية تخص دولته, ويتعرض الى المسائلة اذا تجاوز الحدود او اساء ( تصفيط الكذب ) حيث في هذه الحالة يجب ان يكون الكذب انيقاً محكماً يتجنب الثغرات كما تقول الحكمة الشعبية (الچـذب المصفط خير من الصدگ المخربط ) .

حكومتنا للشراكة ( الوطنية !!! ) , وبعد ان تعرت تماماً عن الصدق وتخلت عن التزاماتها تجاه االمواطنين وناخبيها بشكل خاص , فقدت سيطرتها على ايقاع اكاذيبها واخذت ترطن كذباً, تصرح اليوم بأمر وتلغيه غداً , تعد الناس ثم تتجاهل وعدها , تتظاهر بمحاربة الفساد لتجعل منه نظام مؤسساتي مليشياتي فوق الدولة ,تتكتم على ملفات فساد , لكنها تتراشق بها اذا تعلق الأمر بمصالحها ومواقعها في الحكومة , تشير الى ملفات تزوير شهادات لأكثر من الفي مسؤول حكومي , ثم تصدر اعفواً عنهم , تعلن عن دولة للقانون والعدل واحترام حرية وحقوق المواطن وتعمل ولأسباب انتخابية على اعادة قوانين واعراف وتشريعات النظام العشائري ( دمقرطة العشائر !!! ) , تتحدث عن نظام الدولة المدنية المؤسساتية , وعملياً تعيد تأسيسها على اسس طائفية عرقية , تدعي احترام الحريات الديموقراطية والثقافة والأبدع المعرفي والفنون والفلكلور الوطني والموروث الشعبي وهي جادة في اعادة تلوين وجه العراق اسوداً بأصباغ المتخلف من موروثات ايديولوجياتها, وحتى على الصعيد الأمني , تحاول من اجل تخفيف وطأة المجزرة , التقليل من عدد الضحايا والخراب , واعلانات اغلبها كاذب عن القاء القبض على .. كذا.. والعثور على .. كذا من الممخخات الجاهزة للتفجير ومنصات صواريخ جاهزة للأطلاق والحصول على اعترافات خطيرة ــ وعلى هل رنه ــ , ثم تتكرر المجازر النوعية بأكثر دقة وتوقيت محكم تشير كل الدلائل , ان التخطيط والتهيئة والوصول الى اماكن التنفيذ تتم حصراً من داخل وبحماية وتغطية مسؤولون كبار في حكومة الشراكة ( الوطنية !!! ) .

اما العلاقات السرية لمشروع المصالحة الوطنية مع الشبكات الأستخباراتية للنظام السابق ( حزب البعث ) , انها امور مثيرة للريبة والأستغراب والتسائلات ايضاً , ان كان بعض مدعي الوطنية والمعارضة , لم يكونوا يوماً على علاقات مع تلك الشبكات , او ارتبطوا بها عبر ضغط المشروع الأمريكي ( للمصالحة والشراكة الوطنية !! ) , والتي قد تكون سبباً لأبتزازهم واستسلامهم تجنباً للفضائح التي قد تودي الى موتهم السياسي والأجتماعي والأخلاقي , اذن كيف استطاع البعث اختراق مؤسسات الدولة واجهزة الحكومة , من مركز الشرطة ونقطة التفتيش حتى مكاتب ومستشاري الرئاسات الثلاثة والقضاء , ان لم يكن هناك خللاً يفتح ابواب وشبابيك العملية السياسية والدولة والحكومة ؟؟؟ . هناك اكثر من سبب مثيراً للشك ومخاوف الناس , فبالأمس القريب مثلاً , وافقت مكونات التحالف الوطني وصوتت بالأجماع على مشروع تعديل ــ الغاء ــ قانون المسائلة والعدالة , ثم التصويت عليه من داخل مجلس الوزراء وبالأجماع ايضاً .. بعد ساعات على تمرير الفضيحة , استنكرت وادانت ورفضت جميع مكونات التحالف الوطني ( الشيعي ) لما اتفقوا وصوتوا عليه في اجماعهم الموقر !, وهذا نهج تكرر واعتدنا عليه منذ عشرة سنوات , الا يستوجب الأستغراب والتسائل ؟؟؟ .

اعتراضنا هنا ليس على ثقافة الأكاذيب التي ادمنت عليها اطراف الأسلام الشيعي فقط , بل : ان حكومتنا ( الموقرة جداً ) وفي مقدمتها اطراف التحالف ومن ضمنها المكونات الخمسة التي اندمجت اخيراً مع بعضها طائفياً داخل ائتلاف دولة ( .. الطائفة .. ) , تقدم لنا الآن كذباً مغشوشاً ( مخربط .. ) , ومثل هكذا كذب غير ( مصفط .. ) كما تعودنا عليه من الزمن البعثي , يثير استغرابنا واستنكارنا ولا يستحق اصواتنا .

لا نعلم ان كان الزيتوني قد اعتمر العمامة حقاً مع ملحقاتها من مسبحة وخواتم وتسريحة ( موده ) تتدلى على جبين ( المتمؤمن ) تحتضن غيمة سوداء على جبينه من اثر السجود , ام ان العمامة قد تقمصت الزيتوني لأيصال المتبقي من رسالته الدموية لتصفية الحساب مع المتبقي من صبر العراقيين ؟؟؟ .
الذي نعلمه , ان ( ولد الخايبه ) , سيزحفوا افواجاً وقطعاناً كأسراب نمـل فاقد رشده ليجددوا البيعة , ذات البيعة التي دفع لهم ثمنها صدام حسين مقابر جماعية من زاخو حد الفاو , ذات البعية التي جعلتهم مشروع موت وفقر وجهل وتخلف وجهل وخوف وفرائس اوبئة ومجازر حروب واوكار تعذيب وتصفيات ومن مدنهم وقراهم وبيئتهم مجمعات حافية للأرامل والأيتام والمعوقين والمهجرين والمهاجرين , وصدورهم توابيت للأحزان والكئآبة والأوجاع النفسية والروحية والمعنوية والجسدية ( والفوز العظيم ) .

وشر الأمور ما يضحك , بعد سقوط النظام البعثي , اخذت بعض قيادات وتنظمات الأسلام الشيعي , تردد بلجاجة مفردات " البعث الصدامي " , واعتقدنا في حينه ان الأمر غير مقصود, لكنه اخذ يتكرر الى يومنا هذا, مما اثار الريبة والتسائلات , هل هناك حقاً بعث صدامي , اذن من سيكون البعث الثاني .. ؟؟؟ .
بعد عودة البعثيين الى مؤسسات الدولة والحكومة , وبعد التصويت الأخير من داخل التحالف الشيعي على مشروع قانون تعديل ( الغاء ) قانون المسائلة والعدالة الذي كان مادة دستورية لأجتثاث البعث , ثم السماح لقادة الفرق ( رسمياً ) بالعمل في وظائف حكومية , وتكريم فدائيي صدام بتقاعد ومكاسب والمستور اعظم , تأكد لنا , ان صدام واقزامه السبعة الذين نفذ حكم الأعدام بهم , هم البعث الصدامي , اما حزب البعث العربي الأشتراكي بأمته العربية ورسالته الخالدة , فهو الشريك والشبيه والصديق لممثلي ( ولد الخايبه .. ) . ( 1 ) .

نعم اننا طائفة (ولد الخايبه), اصحاب وفاء وبيعة وتضحية ـــ بالمجان ــ .. وعلى مراجعنا الدينية والسياسية والأجتماعية , ان تقدر فينا تلك الشمائل الرفيعة, نستنكر فقط , ان تتعامل معنا بــ ( چـذب مخربط ) لا يليق بأصالة تاريخ جهلنا واستغبائنا , ونطالبهم بشدة , ان يكون كذبهم علينا ( مصفط .. ) تماماً كما كان يتعامل به معنا ـــ البعث الصدامي !!! ـــ , حتى يجعلونا مطمأنيين على اصواتنا في كياس الأيادي الأمينة لرموزنا المذهبية والسياسية .

ـــ واخيراً : على بنات وابناء الجنوب والوسط , الكف عن ان يكونوا اولاداً ( للخايبه) , وهم احفاد ارقى واجمل الحضارات , عليهم ان يستوقفوا زمنهم , ويفتحوا في جدار الجهل والشعوذات ثغرة , يتبصروا منها واقعهم , ويتلمسوا بدايات طريقهم , ويكفوا عن اهانة ثقتهم وهدر اصواتهم , ويستعيدوها من الذين جعلوها ممراً لجلاديهم , ويقلبوا زمن الشعوذات الذي يريد بهم مشروعاً للمقابر الجماعية , ان يرفعوا قامتهم ليسقط العابرون على ظهورهم , فالعراق لم يخلع جلد حقائقه التاريخية والحضارية والوطنية الأنسانية لينتهي مكباً للفاسدين والأرهابيين والأميين والعاقين ..اهلنا الكرام : اقطعوا الخيط معهم , انهم يكذبون .