19 شباط 1999

 في مثل هذا اليوم توقف الزمن وانتحرت عقارب الساعه المشؤومه وصاح الناعي ببيوتات الفقراء والمستضعفين قتل محمد الصدر.. في مثل هذا اليوم ثقب من لديهم المال والسلاح سفينة الله وقتلوا النبي نوح ولم يفور التنور ولم يحدث الطوفان بل ترك الله ثأره لصاحب الزمان ومن يقول اخذنا بالثأر فهذا واهم لأن الصدر قتلوه الظالم والهادم والعالم ... في مثل هذا اليوم مطرت السماء دموع الملائكه ودماء عبدالله الرضيع قبل دموعنا ودماء الشهداء علي الكعبي ومحمدالنعماني وحسين جمعه... في مثل هذا اليوم صلى التلميذ المخلص على جنازة الاستاذ الصدر الغريب صلاة الجنازه وصلاة الوحشه تحت بنادق الجلادين البعثيين الصداميين وكأنني به قانتا ويقول الصدر يولد من جديد... في مثل هذا اليوم ارتجل فرسان جامعة الصدر الدينيه من رحلة الدرس الى الشارع مرتدين الاكفان وحاملين سلاح المقاومه... في مثل هذا اليوم سلمت شمس الصدر على علي بن ابي طالب ع وتوادعت معه وتركت عنده الوصيه والوديعه والعصى النسخه الاصليه... في مثل هذا اليوم اكمل الصدر الفيلسوف كتاب فقه الشهاده.. في مثل هذا اليوم تشفت وفرحت امريكا واسرائيل وبريطانيا ومحور الانبطاح بموت الصدر المقاوم.. في مثل هذا اليوم ذهبت الحوزه العراقيه العربيه مع الريح وخرجت من تحت كساء الصدر ولن تعود... في مثل هذا اليوم توفت ودفنت القياده الجامعه للاشتر ومقداد وعمار وابا ذر... في مثل هذا اليوم اغلق باب الحوائج وبيت ولي امر المسلمين.. في مثل هذا اليوم شعرت المقلدين باليتم وهرب الانصار بدينهم وتشتت الشمل وهوى عمود الخيمه التي جمعت الناس على حب الله... في مثل هذا اليوم بدء التيه والفوضى وعاد تقبيل اليد وتقديس الاصنام البشريه.. في مثل هذا اليوم ودعنا صلاة الجمعه والجماعه .. في مثل هذا اليوم فتحت السجون لنا ابوابها والبنادق الحاكمه افواهها.. في مثل هذا اليوم هاجر حمام الكوفه وانتقلت السفاره وتغربت كلمة حبيبي... في مثل هذا اليوم قتل علي الثاني وحسين العصر والذبح العظيم.. في مثل هذا اليوم عقروا ناقة الصدر وقتلوها قرب الشجره بالحنانه... في مثل هذا اليوم تحولت حوزة علي بن ابي طالب الى فاتيكان بعد ان نزغ بيننا الشيطان فبأي الاء ربكما تكذبان... في مثل هذا اليوم قتل الصدر الاطهر على يد الشيطان الاكبر والاصغر والاصفر والاخضر.. في مثل هذا اليوم كتب الشاعر الشهيد الحي العقابي{تبت الأيد الأثيمه..القتلت السيد الصدر}