مقالة لاتصلح للنشر |
بعد ان اطل علينا الاحتلال الانكلو امريكي عام 2003 بلباس جديد من الاستعمار الحديث الذي يسمونه مشروع (تحرير) البلدان الدكتاتورية وطرد ابنائها خارج التاريخ لتسلمهم شهادات وفاتهم في بلاد الشتات والوحشة والاذلال، فتبدلت الاحوال من حال الى حال حيث اختلطت السياسة بالمال والثراء بالفقر والمجاعة، والحلال بالحرام، والايمان بالالحاد، والتعبد بالاستعباد، والتسلط بالاستبداد، والعنف بالارهاب، والخطأ بالصواب وبدأنا نشك باننا نعيش في عالم لا تحده حدود ولاتقيده مقاييس وكأن كل شي قد تغير لاصابة الحياة بتضخم الفقر واليأس وادمان المخدرات السياسية في عالم ازداد ثراء وازداد فقرا كلما ازداد ديمقراطية ازداد عنفاً وكلما ازداد حرية ازداد فوضى. فانعكس ذلك على حياتنا العامة ولم يعد احد يمييز يمينه من شماله، وظهرت مبادىء اساسها الاتفاق على الاختلاف في كل شي من دون ان يدرك اصحاب هذه المبادىء ان الاعداء يحيطون بهم من كل جانب بل يتحركون من داخلهم ومن حولهم وعلى كل المستويات وفي كل الميادين يخاف بعضنا بعضا ويدمر بعضنا بعضا باسلحة من صنع ايدينا لكنها بمواد من صنع غيرنا لتخريب ديار المستضعفين من عباد الارض والسماء دون تمييز من حيث الدم او اللون او العرق او الدين، لان المهم عندهم هو دوي القنابل ولعلعة الرصاص، ودخان المتفجرات لتدمير سقوف تلك البيوت الخاوية على اصحابها من الام الفقر والحرمان والموت. اننا وبعد ما شهدنا من نتائج هذا الاحتلال البغيض، علينا ان نفهم ان التحدي يجب ان يكون قوياً وشاملاً من الداخل والخارج، من داخل ذواتنا ومن خارج ذوات الاخرين لنحرق الزمن ونخترق الحدود، من اجل تحويل الحروف الابجدية الى سيوف تقاوم القمع والاضطهاد والفساد وتحول الكلمات الى درع لمقاومة الظلم والاستبداد. بهذا السيف والدرع نقاوم سلمياً كل تحديات العصر من فقر وحرمان وعنف وارهاب وتسلط واستبداد وكشف المستور من السلبيات التي يحرص الفاسدون من السياسيين الفاشلين على سترها، رغم كل ما يجلب ذلك للوطن من آلام ومصائب، وما على المخلصين والوطنين الشرفاء الا تسخير الكلمة الحق من اجل المحبة، وتصعيد الزخم النضالي للشعب الثائر وادامة التظاهرات على ارض السلام ارض العراق ارض المحبة. |