زواج عتريس من فؤاده باطل

 

بعد نكبة احتلال العراق عام 2003 ..عاش ابناء الشعب العراقي كما هم في السنوات قبل الاحتلال اخوة متحابين متصاهرين تسير بهم عجلة الحياة دون توقف ..حركة العجلات لم تفارق شوارع بغداد …الحركة التجارية والاقتصادية وتبضع المواطنين من الاسواق مستمرة

 

تَنقل ابناء الشعب بين مناطق بغداد بحرية بعيدا كل البعد عن التفكير الطائفي المسخ ..خطوبة وزيجات وافراح بين العراقيين خطوبة رجل من الاعظمية لفتاة من الكاظمية …امرأة من الرمادي تتزوج رجل من البصرة ..فريق شعبي لكرة القدم من ابي غريب ..يلعب مع نظيره في الشعلة ….اسواق الكاظمية والشعلة والصدرية عامرة من المتبضعين من كل مناطق بغداد ..مرأب نقل المسافرين في قاطعي الكرخ والرصافه لنقل المواطنيين بين المحافظات مستمرة ..لا وجود لحبال الشياطين الطائفية والمذهبية بحياة العراقيين ….

 

قد يتفاجىء القارءىء الكريم غير المطلع على احوال العراق …ان كل ما أشرت اليه اعلاه…حدث دون وجود قانون او مركزا للشرطة او رجال مرور في الشوارع …ولم تحدث حالات نهب وسلب بين ابناء الشعب تحديدا ……لقد عبر الشعب عن اسمى معاني الوحده والتأخي والمحبه فيما بينهم ..فلا يوجد شعب على هذا الكوكب ينظم حياته

 

ويعيش بلا قانون او اوضوابط وتعليمات حكوميه …لقد فرضت الانسانيه

 

والتعايش السلمي التي كان عليها العراقيون قبل الاحتلال نفسها للسيطره على عجلة الحياة ….. حتى عام 2006 …الذي تمكنت شياطين الانس من نشر شباكها التي حيكت بايادي امريكيه صهيونيه

 

ومخابرات دول الجوار التي قامت بتفجير قبة الامامين العسكريين في سامراء لتشعل حرب طائفيه راح ضحيتها خيرة ابناء الشعب العراقي  ولتمزق خيوط النسيج الاجتماعي الذي كان يجمع العراقيين قرون من الزمن …؟؟

 

ولكن ماذا جرى ولماذا هذا التحول الكبير في حياة العراقيين ..وكيف تهدم البناء العراقي بين ليلة وضحاها …ومن يتحمل كل ها الخراب الذي مازال يدفع الشعب ثمنه في كل مجالات حياته ….وهل كان لبعض من ابناء الشعب من نفذ وساعد على خراب بلده ؟؟….هذا ماأروم

 

الاشاره اليه في مقالي لهذا اليوم …عسى ان تفتح اقفال عقول وقلوب مازالت متمسكه بحبال الشياطين …؟؟؟

 

نعم كان لكثير من ابناء الشعب دور بكل ماجرى ويجري للعراق لحد الان …الم ينقاد الكثير منا كالخرفان بيد عمائم الشر ..الم نحمل السلاح لنقتل جيراننا واصدقائنا وحتى اقاربنا ..بناءا على توجيه رجال من تبرقوا بعباءة الدين ..؟؟والدين منهم براء ..الم نستبيح اموال واعراض الكثير من ابناء شعبنا …الم نفجر الجوامع والمساجد والحسينيات بايدينا ….الم نقتل الشيخ والمرأه والطفل ..ونحن اصحاب المروئة والشهامه ..الم ننقاد كالعبيد لمخابرات دول الجوار ننفذ اجنداتها ومخططاتها الاجراميه لتمزيق العراق ..؟؟

 

الم ننخدع بالمحافظه على هذا المذهب او ذاك بقتل بعضنا البعض ..فجرنا ..قتلنا ..هجرنا ..سرقنا ..ذبحنا …..وماذا بعد انكشفت اللعبة وبان سيناريو المسرحية وفصولها …شعب وبلد عظيم اصبح كالركام

 

امثوله للجريمة واللصوصية والوساخة ومسخرة بين بلدان العالم..

 

من جانب اخر الم نكن عامل مساعد بالتجاوز على حرمات الارصفة والطرق ..الم نبتعد عن كل الضوابط والانظمه التي تنظم حياتنا في السوق والشارع ودوائر الدوله …الم نكن ايادي تنفذ عميات الفساد ليبتلع رجال الاحتلال ثرواتنا وحقوقنا …الم نتجاوز على الاطباء في المستشفيات وهم يقدمون اسمى معاني الخدمة الانسانية …الم  تتقاتل عشائرنا فيما بينها بمختلف انواع الاسلحة باعلى درجات التخلف …الم تعلوا وتصدح اصواتنا بكلمات سيد شهداء الجنه ((هيهات منا الذله )) ونحن نعيش بذله ليس بعدها ذله … لقد اثرى بحمايتنا لصوص السلطه ثراء فاق كل اثرياء العالم ..بيعت اراضينا ودخل علينا الارهاب من كل مكان …ولم تهتز شعره من رعاة دارنا ….

 

ياأصحاب النخوة والشهامه ايها العراقيون الاباة ..ستمر علينا مناسبة الزيارات الدينية وخروج الملايين من ابناء شعبنا لاداء الزياره ..اقول ان الحسين لا يحتاج زيارتنا..يريدنا ان نقتدي به احرار اباة ..نسترجع حقوقنا ممن سرقنا وتسبب في فرقتنا ..ولندعو جميع الزائرين بالتوجه الى بيت عتريس متحدين متماسكين تصل اصواتنا جبال دهوك الى فاو البصره تصدح ((زواج عتريس من فؤاده باطل ..باطل ..باطل)) هنا سنكون فعلا ابناء علي وعمر والحسين …ابناء حقيقيين لدجلة والفرات …ولكل العراق .