اخبار طيبة ومسرة وتبعث البهجة والسرور في قلوب العراقيين الشرفاء جاءت من مدينة الفلوجة الجريحة , التي جرح كرامتها واساء الى تاريخها المجيد شلة من الغرباء ساعدهم على ذلك بعض الانذال من ابناءها . الاخبار تقول ان هناك ثورة شعبية داخل الفلوجة يقودها أبناء العشائر الاصلاء ضد مرتزقة تنظيم داعش الاجرامي. الخبر صحيح وثابت وان عدد غير قليل من أبناء العشائر قد انضموا الى هذه الثورة المباركة والتي انتظرناها طويلا. لا عيب , في التأني السلامة وكل تأخيره لها خيرة .
لقد راهن أعداء العراق على جعل مدينة الفلوجة عاصمة تنظيم الدواعش تلك المنظمة التي لا تشرف أحد بالانتماء لها لأنها قد غرقت بأوحال ارهابها وقذارة ايدولوجيتها ولم يعد بشر سوي قبول افعالها الشنيعة او السكوت عنها. لقد أراد التنظيم تمزيق وحدة العراق ويحل محل الاخوة بين العراقيين القتال ويحل الكراهية والاحزان محل المحبة والافراح لأبنائه. لقد انطلت أكاذيب وافتراءات وطائفية أعداء العملية السياسيين ومن وقف منهم في ساحات الذل والعار على أبناء المدن الغربية، ولكن الشمس لا يحجبها الغربال فقد انكشفت المؤامرة وهرب الذين كانوا يلوحون بالأمس بالجهاد الى دول أولياء نعمتهم وتركوا أبناء المدن الغربية تحت ظلم وسياط داعش .
اشراف الفلوجة لا يقبلون بالهون و الظلم الذي جرى عليهم و على مدينتهم العزيزة على يد داعش , وها هم الان يشمرون عن سواعدهم لتخليص مدينتهم من قبضة داعش وبذلك اثبتوا للعالم اجمع ان العراقيون امة واحدة وانهم ابات ضيم فلا يقبلون الا بالحياة الكريمة والعيش احرارا . هنيئا لأولادنا اهل الفلوجة هذه الثورة المباركة وقلبنا معهم ودعائنا لهم بالنصر المؤزر.
العيش بحرية وكرامة ليس منحة وانما يأخذ وفي بعض الأحيان بالعرق والدماء , وحان الوقت لان تتحنى شوارع وجدران الفلوجة بدماء ابناءها لتكون شاهدا على شموخهم ووطنيتهم ور فضهم للظلم والجور . ان انتفاضة أبناء الفلوجة الكرام انما جاءت من اجل مستقبل زاهر للفلوجة والتي ما زالت تعاني من ويلات النزاعات المسلحة منذ 2003 , من اجل شبابها وشاباتها الذين تخلفوا عن مدارسهم وجامعاتهم , ومن اجل حياة كريمة بلا سماع العيارات النارية , ومن اجل مستقبل زاهر وامان لأطفالها .
تحرير الفلوجة قد يتشرف ابناءها بالشهادة والتي كتبها رب العزة لنا فرض ضد من يريد بنا الشر والسوء، ولكن هذه الدماء الزكية ستبقى ناطقة مدى التاريخ وسيتذكرها أبناء العراق اجلالا واحتراما . ما زلنا نقرأ عن شهداء بدر وحنين , ومازلنا نقرأ عن شهداء كربلاء وشهداء لينينكراد واستالينكراد والنورماندي و الثورة العربية و ثورة العشرين وثورة عمر المختار وثورة الجزائر . ان دماء الشهداء فم ناطق يتحدث عن ظلم وهوان وسوف لن يسكت هذا الفم الا بمحو الظلم والهوان . ان اهل الفلوجة قد قرروا رفع الظلم والهوان عن مدينتهم الكريمة بدمائهم الزكية , عودة الامن والأمان لها , اعمارها لتواكب التقدم العمراني في كربلاء والنجف وفي السليمانية واربيل , وقف الدمار من جراء العمليات العسكرية لان حروب التحرير مهما جابهت من صعوبات الا انها اقل دمارا من المواجهات العسكرية , تفتح الباب لتحرير بلدات أخرى من قبضة داعش ولاسيما الحويجة الشرقاط والموصل ,و اهم من كل هذا و ذاك هو ان التاريخ سيخلد أبناء هذه المدينة الكريمة على وقفتهم ضد داعش.
لقد عانى اهل الفلوجة الكفاية من القتل والخراب والتهجير و الفقر , ومن شاهد صور الفارين من بطش داعش في مدينة جوبية شرق الرمادي على شاشة التلفزيون لا يمكنه الا الحزن والاسى والبكاء على أحوال الأطفال والكبار من الرجال والنساء . لقد شاهدت رجال كبار مكانهم البيوت بين أولادهم لا ان ينقلوهم على الحمالات من شارع الى شارع ومن مدينة الى أخرى وشاهدت نساء كبار في حالة صحية يرثى لها , وشاهدت كهول يبكون من معاملة داعش لهم ولعوائلهم .اتمني على أهلنا في الغربية ان يكونوا اكثر حكمة وذكاء في الانتخابات القادمة لاختيار من ينوبهم في البرلمان العراقي وان لا يختاروا أولئك الذين جلبوا السوء لهم . يجب ان يتأكد اهل الغربية ان ما حل بهم هو ليس من الله وانما من البشر , وهؤلاء البشر هم من أولادهم . هؤلاء الطائفيون هم الذين حشدوا اهل المنطقة الغربية ضد بغداد وضد العملية السياسية وضد اخوان لهم من اهل الوسط والجنوب , وهم الذين فتحوا أبواب العراق لداعش . لقد تركوكم تحت رحمة داعش ورجعوا مع عوائلهم الى بلدان أولياء نعمتهم في الفنادق الخمس نجوم. أهلنا من اهل الغربية يجب عليهم كنس سياسيهم الذين لم يجلبوا لهم الا الذل والقتل والفقر والتشريد. القرار السليم هو طردهم من وظائفهم واختيار الشرفاء من الذين يطالبون بوحدة العراق والعيش سوية بسلام بدون طائفية و اثنية , لان العراق يكفيننا جميعا .
|