التظاهر يعني التعبير عن الرأي بطريقة حضارية سلمية كفلها الميثاق العالمي لحقوق الانسان والدساتير العالمية, والتظاهر يعتبر ظاهرة صحية تؤشر وعي الجماهير والقدرة على تشكيل الرأي العام. لابد من معرفة وادراك أن حق التظاهر مكفول ولا يعتبر حقاً مطلقاً، بل ينظم وفق قوانين خاصة بظروف كل بلد، ويتعلق هذا التنظيم بالمكان والتوقيت والمدة، وغالباً ما يتم ذلك من خلال لجنة متخصصة, وحرية التعبير تسبقها مقدمات من اهمها تكوين الرأي ضمن الاطار العام, ويتجسد ذلك التعبير في المقولة الشهيرة للشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس) "ان الشعوب اقوى من الطغاة". ثقافة المجتمع والوعي السياسي من العناصر المهمة في تشكيل الراي العام الصحيح الذي يتميز بالارتباط بالوعي, وتشكيل وجهات النظر للقضايا الهامة بمختلف الطرق والوسائل, ومن هنا يجب التمييز بين حرية التعبير بالرأي العام والاتجاهات والميول لدى الافراد المشاركين في الرأي, ولا يختلف اثنان على ان الرأي عبارة عن (الرأي العام القائد, الرأي العام المتعلم, الرأي العام المنقاد). الرأي القائد يكون مسؤول والمتعلم ملتزم بالضوابط وتبقى المشكلة في الرأي المنقاد الذي من صفاته حدية التعبير في التأثير على اتخاذ القرار مما يؤدي إلى سلب حرية الرأي والتعبير بالطرق المكفولة والتي تشترط تحديد الزمان والمكان والالتزام بالتوقيتات, كما ان الرأي المنقاد يتأثر بالأوضاع السياسية والمناخ الذي يؤثر من خلاله المنقادين لجهات معينة والتي هدفها استغلال الرأي العام واقتياده لتحقيق غايات بعيدة عن طلب الحرية والتحرر والخلاص. تلك النتيجة غاية بعض الاحزاب السياسية الخاسرة او المتضررة في استغلال الرأي العام لتقوية دوامة صراعاتها الحزبية مع الاخر, بالخصوص حين يكون تيار الفساد الجارف العنوان الابرز للبحث عن نقطة الانطلاق في تسقيط الاخر وتحقيق سبق في استغلال صوت الجماهير التي تنادي بالإصلاح وتشكيل رأي عام ساند. ذي قار المدينة المبتلات بالفتن على الدوام, وللبعض فيها القابلية على جرف الرأي العام بعيداً عن جادة الصواب, في محاولة سلب الشرعية عن ابنائها في حرية التعبير, فتراهم يبتعدون عن الهدف الاسمى من التظاهر بأبعاد المتظاهرين عن مكان وهدف التظاهرة, ويسوقونهم تارة الى بيت مرجع ديني بسبب تصدر الابن للمسؤولية, وفي اخرى لاقتحام مقر حزب اسلامي عريق ورمي المتواجدين فيه بالحجارة والشتائم والسباب. المغرضون والمنقادون يخلون بشروط التظاهر السلمي وحرية التعبير ويسنون سنة سيئة يكون عليهم اتباع وزرها ووزر من عمل بها من منقادي الرأي, بل ويعرضون المتظاهرين الى المخاطر نتيجة الصدامات مع الأخر او الاعتقال لمخالفة ضوابط وشروط التعبير عن الرأي, وبالخصوص حين الانقسام والتشظي لمجاميع الرأي وخروج فئات بوجهات غير شرعية وغير مشروطة بالحصول على مكاسب تحقق الغاية من التظاهر. يبقى القانون الفيصل في حالة حدوث خروقات وما لا يحمد عقباه, وعلى جميع المتضررين اللجوء للقانون في الحصول على الحقوق, لينال المتسبب في الحوادث الجزاء العادل
|