حيدر العبادي طبق مقولة الحجارة الماتعجبك تفشخك‎

اليوم كان كلام رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي مع مايسمى نواب الشعب وهم بالحقيقة نواب   وخدم لزعماء الكتل  الذين جعلوهم نوابا لهم وليسوا نوابا للشعب عدا القليل منهم والذين عددهم أقل من أصابع اليد الواحدة واليوم كانت فكرة العبادي هي نفس فكرتي في المقال السابق ولكن يبدو أن زعماء الكتل مصرين على السير في نفس النهج  وهو نهج جعل وزارات الدولة بقرة حلوب تدر عليهم الاموال التي تمول نشاطاتهم بل وأن البعض منهم كانوا متفقين أتفاقا ضمنيا أنهم لن يتنازلوا عن مكاسبهم التي حصلوا عليها حتى لوضاع البلد وحتى لوتم تقسيم العراق على أيديهم ولنأتي عما يقوله زعماء الكتل في الكواليس فالشيعة وخصوصا المجلس الاسلامي ألاعلى لايريد التنازل عن مكاسبه في وزارة النفط والنقل والشباب لان هذه الوزارات تدرأموالا وكتلة الاحرار تنازلت عن وزاراتها ولكنها أشترطت  تسمية وزراء التكنوقراط  من قبلهاوأما الاخوة السنة فهم يرفضون طرح العبادي إلا أذا كانوا هم من سيسمون أسماء الوزراء وهم لن يقولوا شيئا أي الكتلة السنية لانهم متأكدين من رفض المجلس ألاعلى للطرح الذي طرحه العبادي وأما ألاكراد فهم يرفضون مناقشة الموضوع ومتمسكين بوزرائهم ووزاراتهم وطبعا كتلة الدعوة هي ساكتة لانها لاتريد أن تكسر برئيس الوزراء الذي هو منها ولاتريد أن تخسر مكاسبها في المناصب والوزارات وألان ماهو المطلوب فعله من الدكتور العبادي؟
زعماء الكتل أو أمراء الحروب أو أمراء المليشيات هم بالحقيقة يريدون أن يبقى الوضع على ماهو عليه أو تجميل صورة الحكومة بتعديلات وزارية محدودة أي يتم أستبدال نصف الوزراء وهذا الموضوع أقول للعبادي  أن الجميع سيوافقون عليه ولكن بشرط أن يسمي رؤساء الكتل ألاسماء وأن لاتخسر الاحزاب والكتل وزاراتها وهم يقولون في مجالسهم الخاصة أن العبادي محرج أمام الجميع وأنه سيكون مجبرا على القبول بهذا الحل الوسط  ولكن على العبادي إن كان يريد النجاح وإن كان يريد أن يثبت أنه ليس ضعيفا ومترددا  وأن يختار وزراء مستقلين مختصين  ولهم خبرة أكاديمية ولايدينون بالولاء ألا للعراق وليس للطائفة وبعيدا عن التوازن الطائفي والحزبي لان المركب مثقوب والماء يتسرب اليه وسيغرق المركب بالجميع وهم منشغلين بجمع المؤن والمال ولاأعرف كيف يحافظون على ماجنوه وهم في عرض البحر وعلى وشك الغرق وعلى العبادي القيام بما يلي متوكلا على دعم الشعب والمرجعية وهذا الدعم مضمون مئة بالمئة
المطلوب من العبادي وهو ألان يمتلك فسحة زمنية وليس فترة محدودة أن يقوم بأختيار الوزراء بنفسه وأن يغير الوزراء جميعا بدون أستثناء وبدون مجاملة لاحد لاحزب الدعوة ولاغيره من ألاحزاب وتغيير الاحتلال الطائفي للوزارات مثل وزارة الداخلية والنفط للشيعة ووزارات الدفاع والكهرباء للسنة وغيرها من الوزارات ويستطيع الدكتور العبادي أن يجمع مئات السير الذاتية لعراقيين لاعلاقة لهم بالاحزاب وهم مختصين وليسوا طائفيين ويختار منهم الشخصيات الكفوءة بل يستطيع أن يتصل ببعض العراقيين الذي يعملون خارج العراق ويدرسون في الجامعات ويعملون في مراكز قيادية في كبرى الشركات العالمية وأنا أعرف عراقيين يعملون مهندسين في شركة بوينغ وفي جنرال موتورز وفي جنرال ألكتريك وفي شركة رولز رايس وبمناصب قيادية وتنفيذية عليا وأن يكون الشرط ألاول لتعيين الوزير الجديد هو أن مدير مكتبه ليس من أقاربه ولاأقارب زوجته بل قد نصل الى أن مدير مكتبه ليس من نفس طائفته والمطلوب أيضا تغيير الوكلاء الذين عشعشوا في الوزارات وشفطوا ألاموال والمطلوب أولا وأخيرا أحداث تغيير شامل في طريقة عمل الوزارات ودعم المفتشين العامين في الوزارات وترتيب أجتماع نصف شهري لكل المفتشين العامين لكي يطرحوا بحرية كاملة مايرونه من عمل في وزاراتهم لان المفتش العام منصب يطلع على كل شاردة وواردة وهو مسؤول عن حالات الفساد التي تحصل في وزارته وأنا أعرف مفتشا عاما تم دفع مبلغ مليون دولار لكي يتم تغييره ونقله من الوزارة التي يعمل فيها وهذا الموضوع سنتطرق أليه بالتفصيل في المقالات القادمة
الان على حيدر العبادي تشكيل كابينته الوزارية الجديدة والذهاب الى مجلس النواب ببيان وزاري واضح المعالم وألاهداف ووزراء لايعرفهم أحد ولايمتلكون غير شهاداتهم وخبرتهم وحبهم للعراق فقط لاللطائفة ولاللقومية ووضع مجلس النواب أمام مسؤولياته وتبيان حقيقة النواب أمام الشعب العراقي وفضح الكتل السياسية التي ترفض منح الثقة للحكومة  وأنا متاكدة أنهم سيوافقون مجبرين لانهم يخافون من الشعب أن يقتلعهم من كراسيهم ومن أمتيازاتهم بل حتى يخافون اللجوء ألى أنتخابات مبكرة لانهم متأكدين من عدم أنتخابهم مرة أخرى عدا البعض القليل منهم ولننتظر هل سيكون العبادي ضعيفا ومترددا كما يصفه زعماء الكتل والنواب أم سيطبق المثل العراقي العامي الذي يقول (الحجارة الماتعجبك تفشخك) وحمى الله العراق والعراقيين