العباقرة والطماطمة |
ما شاء الله، عبارة نطلقها حين نعجب بشيء ما، أو بشخص ما، وما اكثر ما يعجبنا الآن، وما يصيبنا بالدهشة فنحن والحمدلله، نمتلك قادة يديرون مؤسساتنا على أفضل وجه، فكل واحد منهم عبقري زمانه، فهو اذا ذكر العلم كان من جماعة جيمس واط واينشتاين وعادل شعلان، واذا ذكر الشعر كان من جماعة اليوت ورامبو والمتنبي والجواهري ومحمد الماغواط، واذا ذكرت الفلسفة كان من بطانة ارسطو وافلاطون وجان بول سارتر وسلامة موسى، واذا ذكرت السياسة والاقتصاد وكان على شاكلة كارل ماركس وآدم سميث، ولسان حال الواحد منهم يقول وهو يمتلك الارض والسماء امطري حيثما تشاءين ايتها الغيمة فان خراجك لي!. الطماطة في المطبخ العراقي سيدة الطعام فلا يستغني عنها أي قدر فهي لها الشأن المعلى، وكل واحد من هؤلاء مثل الطماطة سيدة الاطعمة أياً كان شكلها ومضمونها، فترى الواحد منهم خبيراً ستراتيجياً في شؤون الطاقة والامن والاقتصاد والتربية والتعليم والمواصلات والزراعة والري والتجارة!. وهو لهذا تراه اليوم مسؤولاً عن قطاع ما، ثم تراه في يوم آخر مسؤولاً عن قطاع آخر لا علاقة له بالقطاع الاول، وهكذا دواليك، أليس هو العبقري الفذ الذي لا يضاهيه أحد ولا يستطيع إنسان أن يتفوق عليه لانه مصنوع أو مخلوق من طينة أو عجينة اخرى غير تلك الطينة أو العيجنة التي خلق منها بقية البشر. اللهم لا تحشرنا مع العباقرة في جنانك، بل دعنا نعيش أمنين على قدر عقولنا المتواضعة الخجولة التي لا تهش ولا تنش، وارحمنا برحمتك الواسعة آمين! |