الضحايا الصامتون و المجتمع الأعمى

 

في وطننا وعلى امتداد مستوى النظر هناك ضحايا يئنون بصمت لا احد يسمع لصوتهم اولانين ألمهم في اغلب الحالات يصلون الى الموت دون ان يكون للمجتمع أدنى كلمه لهم اوالأخذ بحقهم . في وطننا تزداد المشاكل وتتفاقم الظواهر السلبية تبعاً للتدهور الاقتصادي والسياسي للبلد فيعصف الحال ويصبح الانتهاك شكلاً مقبولاً حتى لمن لا حيلة له. وفي الآونة الاخيرة بدات ظاهرة اخرى بدات بالتوسع والامتداد الآ وهي العنف ضد الاطفال. لم يعد التربية بشكل صحيح مهم ولكن الأهم ان أثور لأخرج ثورة غضبي على من هم اقل حيلة واضعف من ان يكون له صدى صوت ممسموع. مع زيادة الأوضاع سوءا.ً عموما ظاهرة العنف ضد الاطفال لا تقتصر على بلد دون الاخر بل هي مشكلة عالمية تتفاوت من بلد لآخر بحسب الإحصائيات للمنظمات والمؤسسات الدولية التي تسعى جاهدة لمنع العنف ضد الاطفال والتصدي لها. لكن مازلت هذه المشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم في المجتمعات التي تفتقد المؤسسات الرقابية والقانونية، والمناطق التي تتسع بها الخلافات والنزاعات السياسية والعسكرية وتعاني مشكلات اجتماعية . فتجد تلك المجتمعات قضايا الاطفال متشعبة والعنف لها أشكال عدة من سوء المعاملة والاعتداء الجسدي اوالجنسي اواستغلال الاطفال للعمالة ونجد كثيراً من الاطفال من لاذ بالشوارع واتخذها منزل له ليتلحف ببرد الشتاء ويقتات على حر الصيف بدون شفقة اورحمة . والعنف الأُسَري يتصدر القائمة في المجتمع العراقي ولا يمكن حصره بسبب غياب المؤسسات الاجتماعية التي تتخصص في الوقوف ضد ظاهرة العنف ومعالجتها. طبقاً لاحصائيات اليونسيف التى تشمل 190 دولة فقد وجد ان العنف نابع من الأماكن التي ينبغي أن يتمتع فيها الأطفال بالأمان كالبيت والمدارس ومن خلال المجتمع .

 

نتائج رئيسة

وتشمل النتائج الرئيسية ما يلي:

  • العنف الجنسي: هناك نحو 120 مليون فتاة دون سن العشرين في جميع أنحاء العالم (نحو1 من كل 10  فتيات) تعرض للاعتداء الجنسي. اي ان  22 بالمئة  من الفتيات و8بالمئة  من الفتيان قد تعرضوا لحادث واحد على الأقل من العنف الجنسي .
  • القتل: خُمس ضحايا جرائم القتل في العالم هم من الأطفال واليافعين دون سن العشرين، مما نجم عنه نحو 95000 حالة وفاة في 2012. إن القتل هوالسبب الرئيسي للوفاة بين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً . • الترهيب: أكثر بقليل من 1 من كل 3 طلاب تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً في العالم يتعرضون للترهيب بانتظام في المدارس. وفي بعض المناطق تصل النسبة إلى نحو 3  من كل 4 طلاب. ويقوم ثلث الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عاماً تقريباً بترهيب الآخرين.
  • التأديب العنيف: نحو 17 في المائة من الأطفال في 58 بلداً يتعرضون لأشكال قاسية من العقاب البدني (الضرب على الرأس أوالأذنين أوالوجه أوالضرب بشدة بشكل متكرر). وأكثر من 40  في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2  و14 عاماً في تشاد ومصر واليمن والعراق يتعرضون للعقاب البدني الشديد. وعلى الصعيد العالمي، يعتقد ثلاثة من كل 10 بالغين أن العقاب البدني مطلوب لتربية الأطفال بشكل جيد.بالنظر الى تلك الإحصائيات ندرك اننا امام مشكلة مجتمعية حقيقية . واضافة الى ما نشاهده من خلال المواقع الالكترونية والفيس بوك فإننا نجد الامر يتجاوز الإحصائيات فالكثير من المقاطع المؤلمة التي تنتهي بوفاة اطفال بعمر الزهور بسبب القسوة والعنف الاسري . فنصاب بذهول هل أصبحنا وحوشاً نتلذذ بتعذيب فلذات أكبادنا اورميهم قسراً بشوارع الحرمان والجوع لتلتقطهم ايدي المارة اوليتقطهم الموت فيلفظون انفاسهم الأخيرة ما بين ردهات المستشفى اوعلى قارعة الطريق. فحقيقة العنف ضد الاطفال يكشف عمق المشاكل الاسرية وعدم الوعي في كيفية التربية مما يترتب عليه اننا سوف ننجب جيل مدافأ بالعقد والالم النفسي فآثار العنف على المدى البعيد قد تتناقل لعدة أجيال في كثير من الأحيان، فالأطفال الذين يتعرضون للعنف تزداد احتمالات أن يصبحوا عاطلين عن العمل وأن يعيشوا في فقر وأن يمارسوا العنف تجاه الآخرين. وفي حالة نضجهم واستقرارهم يمارسون العنف على اطفالهم ومحيطهم الاسري ومن ثم فان العنف يولد العنف ويترتب عليه ان الشخص يكون حاقاًد على ذويه وناقماً على طريقة المجتمع في التربية الا انه يمارس نفس الطريقة . ان الطفل تمام مثلك يشعر ويتألم العنف لا يغير شي اويربي جيل نافع كل ما يولده العنف تربية على الخوف والانعزال وزرع عنف جديد في قلب طفل اقبل على العالم . مما يجدر الإشارة اليه ان نسبة العنف تعد من أسباب الرئيسية للوفيات بين الاطفال الذين في عمر السابعة والثامنة عشر بنسبة 60بالمئة  خلال السنوات الاخيرة . وعلى اساس هذه النسبة المريرة من واقعنا الاجتماعي والإنساني فهناك قصص تدمي الفؤاد لها وهي كل يوم تتكرر وتزداد تحت مسمى التربية. لكننا بالحقيقية نقتل كل ملامح الطفولة كمثال لذلك ما حدث قبل بضع أسابيع في بغداد امرأة وجهها يواري الشر وقلبها قد غادرته الرحمة تحلق شعر ابنة زوجها وتملي جسدها بالكدمات مما يسبب لها نزيفاً داخلي وحين تنقل للمستشفى تكون قد فارقت الحياة رغم انها لا تتجاوز الثامنة من العمر في تربية تلك التى تؤدي بها الى طريق الموت واي قانون يسكت عن تلك القاتلة. ومن مدينة الكوت ذاك الأب الذي يشد وثاق ابنه الصغير بقوة بأسلاك من البلاستيك، ثم قام بربطه إلى جانب الشباك الحديدي تحت أشعة الشمس اللاهبة وتركه وذهب، وبعدها رجع الى ابنه الوحيد الذي جاءه على خمس بنات بعد عناء وتوسل وتطورات، وإذا بالطفل مغمى عليه من شدة العذاب وعندما نقلوه وجدوا ان الدم متخثر في قدمية ؛ فاصيب بالـ ( الكنكري ) فقام الأطباء بقطع ساقيه وأصيب الأب بجلطة قلبية . اي تربيه هذه وهي قائمة على اساس قتل كل جمال بالطفولة حتى احلامهم البسيطة. حتى الاطفال الذين يستنجدون بالمؤسسات الحكومية والمدراس التعليمية فهم حقيقية كالمستجير من الرمضاء بالنار. فنجد استخدامها للضرب والعقوبات الجسدية كضرب بالمسطرة اوربما يَصْل الطفل وعلى وجهه اثار أصابع معلمة لمجرد ان اخطأ بسؤال اوتحرك من مقعده وكان الاطفال يذهبون لمعتقل ويعدون لمعتقل. دون ان نفكر بالعواقب النفسية والاثار الصحية التي تلحق بالطفل المضروب ونتبجح بالكلام وبجملتنا الشهيرة (( نحن تربينا على ذلك ولم يحصل لنا شي )) ونسيت ان الناس على دين الملوك فما ننتهي من حقبة ظلام حتى تأتي الأظلم والاحلك منها. فلوكنّا نفكر كشعوب المتقدمة لإسقطنا كلمة عقاب وعقوبة لانها الفاظ تستخدم للمجرمين وهل اصبح اطفالنا مجرمين ؟؟ تفكروا قليلاً ورفقاً بقلوب لا تجيد التعبير كفاكم سطوة وظلم وهمجية ارتقوا بتربيتكم وعاملهم كأصدقاء لتجدوا سند تستندون عليهم ان وهن عظمكم . ولتجدوا دعوة صادقة ترتفع بالظهر الغيب لكم بدل من ان تجدوا دعوة مظلوم غارق يشكوا لربه انين ألمه .

 

عنف الاطفال

كفاكم عنفاً تجاه اطفالكم وربوا انفسكم اولا على الحب واغرسوا ثمرة بقلوب صغاركم . كونوا لهم اصدقاء يشاركوهم احلامهم وبخوهم لكن بالعقاب المعنوي وليس الجسدي . هناك كلمات تؤلم اكثر من الضرب من شأنها ان تبني القيم في الطفل. لابد ان ندرك ان الطفل بطبيعته يقلد فان عنفنها وضربتها سنجده يضرب الاطفال حوله ليكبر ويحمل معه العنف كسلوك ما نزرعه اليوم تحصده غداً وتظل دائرة العنف تكبر وتكبر من جيل لآخر وتتوسع في شكلها ومضمونها من عنف اسري لعنف مجتمعي الى ان تتحول غرس في طريق الارهاب. ما ان تموت الرحمة والعاطفة حتى يموت بعدها كلشي ويبدأ التلذذ بالدمار والانتهاك . كما اننا نطالب الحكومة والمؤسسات التابعة لها ان يكون لها موقف فعال أتجاة الاطفال وحمايتهم من ذويهم المختلون نفسياً وعقلياً ومن المشرفين الجلادين الذين ماتت الرحمة بقلوبهم والذين يبطشون بهم ويجعلون منهم لقمة سائغة على شفاه الموت. لابد ان يكون هناك ضوابط واحكام لاجل عدم انتهاك انسانية الاطفال فهم مستقبل البلاد في الغد القريب والبعيد. ولابد ان تكون هناك دورات تثقيفية للآباء والمدرسين ترشدهم الى التعامل والتربية الصحيحة . كما لابد تعزيز النظم والخدمات الاجتماعية ودعم المتطوعين والمنظمات الانسانية والأخذ بأيديهم للارتقاء بأطفال الشوارع وجعلهم أناس محترمين متعلمين . ولابد ان نزود الاطفال بالمهارات الحياتية وكيفية صقل مواهبهم من خلال المدارس. لابد ان تكون للحكومة وقفة حازمة من خلال قانون صارم يجرم العنف وعدم التساهل مع قتلة الاطفال وقتلة طفولتهم . ان الاطفال ملائكة يهبها الله لنا لتنير قلوبنا المعتمة ويرشدوننا الى البراءة والعفوية. اخطائهم لا تستحق ان نقتلهم لاجلها ولكن لنكون اصدقاء لهم نربيهم على الحب والعطاء والتضحية . لنغرس بهم كل ماهوجميل ليجملوا حياتنا في الغد.