عادة ممقوتة

 

 عادة ممقوتة يمارسها بعض المسؤولين واستطيع ان احدد أسماءهم ومواقعهم وهذه العادة المقيتة هي مغادرتهم للقاعة او الحفل او المؤتمر الذي يحضرونه ولهم فيه كلمة..

يغادرون القاعة بمجرد الفراغ من القائها بحجة التزام معين او اجتماع محدد في مكان اخر او لضيق وقته..

وحيث ان هذه الحجة غير مقنعة بالمرة فعلى المسؤول المحترم ان يلغي كلمـــــــته او يكلف احداً غـــــــيره بالقائها شرط ان يبقى ممثله الى الأخير ويسمع كلمات الاخـــــرين علها تتضمن أشياء مفيدة له وهي بالتأكيــــد كذلك ويمــــكن ان تعــــينه في تخطي عوائق قد تعترض عمله.

واذا كان وقت المسؤول المحترم ثمينا الى هذه الدرجة وهو بالتأكيد ليس كذلك فلماذا يحضر أصلا الى المؤتمر؟ ولماذا يكلف نفسه بالمجيء طالما وقته ثمين جدا.. وان من سيلقون كلماتهم بهده سوف لا ترقى الى مقام حديثه هو بل وليست بذات بال أصلا لذا هو يغادر القاعة او الاحتفال او المجلس بمجرد القائه لكلماته.

يا مسؤول هذا عيب وهذا السلوك مرفوض تماما وهذه العادة الممقوتة عندك يجب ان تتوقف فمثلما استمع الناس اليك عليك ان تستمع اليهم بل وتستفيد من ما عندهم من طروحات وأفكار والا بحضورك لا يغني ولا يسمن والأفضل الا تأتي أصلا. ويقينا ان هذه العادة المتجذرة بكل اسف عند المسؤولين ناجمة عن عادة (لربما قديمة) في نفوسهم وهي عادة عدم الاصغاء الى الاخرين..

 وهذه كارثة فعلى المسؤول ان يصغي قبل ان يتكلم وان يزن الأمور بمعيار من الحكمة والدقة قبل ان يطلق كلامه على عواهنه.. بعيدا عن الانفعال والاضطراب..

وقد ذكر احد مشاهر الكتاب العرب مرة ان احد الرؤساء الكبار في دولة عربية مهمة كان قد احد خطايا ليلقيه في حفل جماهيري كبير يعقد بمناسبة وطنية لكنه وهو في طريقه الى المؤتمر استمع الى تصريح من مسؤول امريكي يخالف رأيه فبدل فحوى الخطاب الذي كان سيلقيه وفيه عبارات دبلوماسية غاية في الانتقاء كتبها وزير خارجيته الانسان الذي قضى معظم سني عمره في أروقة الأمم المتحدة دبلوماسيا يشار اليه بالبنان ويبدو ان الرئيس انزعج وهو في الطريق من التصريح الأمريكي فمزق الخطاب المعد للمناسبة بالكامل وبدله بعبارات غاية في الحد والانفعال ليقول امام الجماهير:

اننا دولة وطنية وهذه مواقفنا وان كان هذا لا يرضي أمريكا او فلان وعلان فليشربوا من ماء البحر وكانت هذه الكلمات سببا في تأزم العلاقات بين البلد العربي وامريكا لسنوات وسنوات صحيح ان أمريكا دولة مصالح واستغلال واحتلال ونهب ثروات بل ومعادية لآمال وتطلعات الشعوب الظماء الى النور لكن التعامل معها في العلن وبهذه الصراحة المطلقة يأزم الأمور ولا يحلها ويحطم المصالح ولا يبنيها. لذا تنمية القدرة الى الاصغاء عند الناس واجب تربوي يجب ان نسعى لترسيخه جميعا في نفوس الأجيال الجديدة.