دليل الهواتف .. إشتياق الذاكرة العراقية اليوم |
كنا ايام زمان نعيش حالات ونماذج استحضارية موفقة قد اعطت ثمارها الطيبة الباقية في نفوس العراقيين… حضارية في زهوها … خدمية في سيمائها … جميلة في اكتنازها في البيت والعمل … نجدها امامنا متجددة ومتجذرة بداية كل عام دون كلل او تأخر بل فيها الشيء الجديد من التصميم والتنفيذ والاخراج وسعة المعلومة , نعم عشناها سنوات طويلة ، فتحت عيني عليها منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي بحجومها الكبيرة تركن الى حبيبها (التلفون) بأنواعه المتداولة بدءاً من ابو القرص والرقمي الاسود والابيض والجوزي حتى التلفون الحمال … انه (دليل الهواتف) الذي تصدره سنوياً وزارة المواصلات كي يضم سرباً خدمياً لكن مواطن لأحتياجات معرفته بعناوين هواتف الاطباء والصيدليات والوزارات ومؤسساتها والشركات والمصانع والاتحادات والمنظمات الاجتماعية ودور العرض السينمائية والفنادق والمسارح وجميع البيوتات المستحصلة على هذا الجهاز الاتصالي دون استثناء وحسب الترقيم الهجائي للحروف العربية . فلا ضعف الذاكرة والفقدان يحجبك عن أي رقم تريده ، فحينما تتصفح هذا المجلد الكبير الذي يزيد عن الف صفحة كبيرة تجد ضالتك …ترى أي جهد مخلص بُذل لأنجازه وتوزيعه في كثير من الاحيان مجاناً لكل مشترك هدية من المؤسسة الهاتفية المعنية … او مقابل ثمن زهيد لايذكر ثقله على كاهل المواطنين ، حيث ظلت هذه الخطوة الكريمة سنوات طوال حتى الثمانينات ثم أفلت بالذبول والنسيان والنوم العميق دون ان تحرك لها ساكناً حتى يومنا هذا ، بل لم يذكرها أي مسؤول وكأنها اصبحت في طي النسيان … لابد ان تستذكرها الشركة العامة للاتصالات بشيء من الفخر والاعتزاز لمسيرة عملها سابقاً . ان الشيء الجميل والمسجل لمجد هذا (الدليل الهاتفي) انه باكورة عمل متقن فنياً ولغوياً ورقمياً لم تسجل عليه سهواً في التثبيت والمراجعة والتدقيق وحصل على تقدير وتثمين الجهات الاتصالية الدولية العربية والاجنبية كونه المتابع الجاد لكل مشترك حكومي او مختلط او اهلي مع التعاميم والتوجيهات المدرجة في مقدمة هذا الدليل كمعلومات اضافية للمواطن . اذن.. من المفروض بل امنية ان نجد انواعاً مشابهة (دليل الهاتف) بأنواعه الحضارية اليوم والتي تطلق عليه تسميات دولية كالجوال والنقال والموبايل واللاسلكية والهوائيات.. في اطار الخدمات العامة للمواطنين لتسهيل الحصول على الارقام والاتصال بالشكل المطلوب عن طريق دوائر البريد والبرق والهاتف والشركات المعنية خدمة للصالح العام
|