العراقيون ولعبة الادوار المركبة

تتذكرون المجلس الوطني الكارتوني الذي اقامته السلطة البائدة

[ناطور خضرة] اعضاؤه جنود شطرنج لايهشون ولاينشون تاتيهم التشريعات مختومة وما عليهم سوى رفع ايديهم .وهذا حال برلمانات ومجالس شورى الدول العربية عدا لبنان .ولاحاجة للتذكير بحكومة الرجل الواحد الممثل للحزب الواحد او العائلة الواحدة .

طبعا لا وجه للمقارنة بين هذه الحكومات والبرلما نات وحكومات وبرلمانات د ول العالم المتمدن والتي تتحول احزابها الفائزة في الانتخابات الى حكومة في حين تتحول الاحزاب الاخرى الى معارضة من دون نقاش او جدل او تخوين .تحرص الاولى على تقديم افضل اداء يخدم اوطانها ‘ويعزز مكانتها السياسية والاقتصادية .يرضي المجتمع ويقطع الطريق على تربص المعارضة ويؤهلها للفوز بدورات انتخابية اخرى.بينما تنهمك المعارضة بلعب دور رقابي يتابع اداء الحكومة خطوة خطوة عادا حركاتها وانفاسها على المستوى التشريعي والتنفيذي فضلا عن متابعة المسار السياسي لتوجهات الحكومة على الصعيدين الدا خلي والخارجي .

اجزم ان الحالة السياسية العراقية الراهنة تختلف شكلا ومضمونا وتركيبة واداءا عن جميع انظمة الحكم في العالم بل سجلت قصب السبق وتفردت بهذا الابتكار الذي نخشى سريان عدواه الى اوربا والامريكتين فتسجله لصالحها . فلا برلماننا الحالي ناطور خضرة لانه برلمان حر منتخب يمتلك اوسع الصلاحيات.ولاهوقريب من اداء البرلمانات الحرة التي يشاكلها تركيبة وصلاحيات وقواعد.ولا حكومتنا المنتخبة تناظر السلطة السابقة اوتشبه انظمة المنطقة العربية كونها ولدت بعد مخاض عسير ونضا ل مرير ،كما انها لاتقدم الا الشكل والهيكلية لانظمة الدول الديمقراطية .

حالتنا خاصة مثلما كانت اشتراكيتنا خاصة وحصارنا خاص وطرق اعدامنا خاصة ومقابرنا الجماعية خاصة.برلماننا حكومة وحكومتنا معارضة .فهل سيراقب البرلمان نفسه ام هل يصدر تشريعات تضره ؟.وهل ستعترض الحكومة على اداء وزرائها ام تدين نفسها وتنتقد مسوؤليها وتفضح اخطاءهم.؟

عليه ظل الحال على ما هو عليه منذ اثني عشر عاما وظلت الاوضاع تراوح مكانها .ويبدو انها ستستمر وتطول بوجود من راق لهم الازدواج ، ومن فضلوا التذبذب ، ومن اجادوا لعب الادوار المركبة .