حلول الذكرى السنوية المائة على انتهاء حصار الكوت اشهر حصار عسكري في التاريخ الحديث والمعاصر

تحل علينا في التاسع والعشرين من شهر نيسان من هذا العام 2016م ذكرى واحدة من بين اشهر الوقائع الحربية والانسانية في التاريخ الحديث والمعاصر التي شهدتها مدينة الكوت (180 كم جنوب بغداد) التي عُرفت بـ"حصار الكوت" نسبة لأسم هذه المدينة التي حوصرت فيها القوات البريطانية على ايدي القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى (1914-1918م) للمدة ما بين 3 كانون الاول 1915م و29 نيسان 1916م وقد أرخ الفريق شارلز فير فريزر طاوزند قائد القوات البريطانية التي تم محاصرتها في الكوت للمشهد الختامي من قصة الحصار قائلاً في مذكراته :(وفي اليوم 29 نيسان اتلفت المدافع وجميع الاسلحة والمواد الاخرى والعتاد ومعدات التلغراف اللاسلكي وغيرها فدخل فوج تركي البلدة وتولى حراستها وجاء خليل باشا لمقابلتي فقدمت إليه سيفي ومسدسي فرفض اخذهما قائلاً ليظلا معك لأنك تستحق حملهما) وهذا الحدث عُد ذا شأن كبير في تاريخ العراق الحديث حسب وصف المؤرخ العراقي الدكتور علي البكري في كتابه تاريخ واسط للحصار الذي انتهى في اواخر عام 1916 م باستسلام القوات البريطانية التي لم تفلح محاولات فك الحصار عنها وعودة السيطرة العثمانية عليها مضيفاً القول بان احداث هذه البلدة ويقصد الكوت قد جعلت اسمها يلمع آنذاك لتداوله من قبل وكالات الانباء العالمية فيما اتجهت انظار العالم باسره صوبها فيما شكل الحصار حدثاً هاماً لدى ابناء هذه المدينة على مر الاجيال وكان هذا الحصار قد استمر 147 يوماً اي اربعة اشهر و27 يوماً وهو الاقسى على البريطانيين منذ هزيمتهم في كابل عام 1842م وهو الاقسى ايضاً حتى هزيمتهم في سنغافورة عام 1942م والأطول زمناً مقارنةَ بحصار بلاونة أو بلونا عام 1897م الذي استمر قرابة 143 يوماَ وهو من المعارك الشهيرة في حرب البلقان وحينها ابت الحامية التركية التي كان يقودها عثمان باشا ان تستسلم للقوات الروسية المحاصرة لها فبيدت عن آخرها.

اسباب الحصار

بعد اتمامها لاحتلال البصرة بشكل تام عقب معركة الشعيبة في 14 نيسان 1915م قررت القوات البريطانية احتلال كلاً من العمارة والناصرية باعتبارهما مكونان لولاية البصرة في جنوب العراق ولغرض منع العثمانيين من بلوغ شط العرب مجدداً والمحافظة على مصافي وانابيب النفط التابعة لشركة الانكلو-فارسية في مدينة عبادان الايرانية فتم لهم احتلال العمارة بتاريخ 4 حزيران والناصرية بتاريخ 25 تموز من عام 1915م فزادت الانتصارات البريطانية الآنفة الذكر من طموح القادة البريطانيين بالسيطرة على بغداد وقد التقت في ذلك طموحات العسكريين بطموحات السياسيين على حد سواء هذا راغب بتحقيق انجاز عسكري وذاك بإنجاز سياسي والهدف المعلن كان تحقيق اكبر سيطرة بريطانية ممكنة على ممتلكات الدولة العثمانية في الشرق فتوجهت قوات بقيادة طاوزند الذي كان وقتها برتبة لواء فاحتل الكوت بعد معركة عنيفة مع الجيش العثماني بقيادة نور الدين بك الذي قرر الانسحاب إلى المدائن عند حدود بغداد الجنوبية الشرقية وقد لاحقه طاوزند بقواته بهدف القضاء عليه واحتلال بغداد إلا ان عدة امور اسهمت في عدم تمكن اللواء طاوزند من احتلال بغداد بل والتراجع نحو الكوت وحصاره فيها منها ان لواء من الفرقة السادسة التي يقودها طاوزند تم ارساله قبل احتلال الكوت لمساندة الفرقة الثانية عشرة في تأمين البصرة واحتلال الناصرية وثانياً وصول الجنرال الالماني فون دير كولتز وتوليه أمرة الجيش التركي السادس وهو الجيش المسؤول عن العراق والخليج العربي وهو واضع اسس حصار القوات البريطانية في مدينة الكوت وعدم اقتحام هذه المدينة لحين استسلام القوات البريطانية وكان له ما شاء إلا انه لم يشهد ذلك لوفاته وحلول قائد جديد للجيش العثماني السادس وكان تمسك طاوزند بالدفاع عن الكوت دون الانسحاب إلى العمارة لدواعٍ تتعلق بالدفاع عن القوات البريطانية التي استقرت في مدن العمارة والناصرية والبصرة.

مكان هذا المشهد العالمي والفاعلون فيه

كان مكان هذا المشهد العالمي مدينة الكوت مركز محافظة واسط حالياً وعُرفت بلواء الكوت في العهد الملكي تقوم على الضفة اليسرى من نهر دجلة في موضع يبعد عن الجنوب الشرقي لمدينة بغداد بـ(180 كم) واصل لفظة الكوت هندية أو برتغالية وتعني القلعة ومفهومها في العراق ما يبنى لجماعة من الفلاحين على حافة نهر أو ساحل بحر ليكون مأوى لهم أو مسكناً

وهو اما من القصب والبواري (مفردها بارية وهي الحصير المصنع من القصب) وأما من الطين أو اللبن وأقرب ما تكون التسمية دالة على الميناء أو المجمع أو مخزن الذخائر الحربية وزمن تأسيس الكوت في التاريخ الحديث قد اختلف فيه إلا أن الراجح بأنه يعود إلى عام 1812م وأنها عُرفت بتسميات شتى منها كوت سبع نسبة إلى شخص من قبيلة مياح يدعى سبع وهو أول من نزل فيها وكوت الإمارة نسبة إلى قبيلة ربيعة التي تشكل مياح احدى بطونها وكوت العمارة نسبة إلى مدينة العمارة التي تقع على نهر دجلة وبامتداد واحد مع الكوت للقادم من بغداد نحو جنوب العراق وبالعكس وكان اطلاق التسميات السابقة جاء لتمييز مدينة الكوت عن عدة مدن وقرى عراقية عُرفت بتسمية الكوت مثل كوت الزين وكوت المعمر وكوت الافرنجي وكوت العصيمي وكوت الباشا وكوت ابن نعمة , وفيما عدا عن كونها المكان الذي شهد احداث الحصار لم يكن لأهالي الكوت البالغ عددهم في ذلك الوقت ستة آلاف نسمة يد في موضوع القتال العثماني البريطاني وليكونوا مجرد دافع لضريبة النزوة الاستعمارية البريطانية التي انسجمت ايما انسجام مع طموحات شارلز فير فريزر طاوزند قائد الفرقة السادسة التي انيطت بها مهمة احتلال بغداد وكان عمره في حصار الكوت 54 سنة وكان برتبة لواء وهو من اسرة اللورد جورج طاوزند الذي خلف وولف بعد مقتله في آمرية الجيش في كويبك بكندا ثم اصبح فيلد مارشال عُرفَ عنه ميله للترقية العسكرية دون ان يكون في ادنى فكره رفعة بلاده خدم اول امره في مصر عام 1884 كضابط بحري ثم في فيلق الاركان الهندي ثم الخدمة في مدينة سواكن التي تضم ميناءً يحمل اسمها وهو من الموانئ المهمة على ساحل البحر الاحمر ثم عاد للخدمة في فيلق الهجانة (الجمال المصرية) ليتم نقله بعدها إلى الح\جيش الهندي وشارك في عام 1891 في معركة قبيلة الهنزا وهي احدى القبائل الهندية الشهيرة وليكون بعدها حاكماً عسكرياً لمنطقة الهنزا وفي عام 1893 شارك في قمع الانتفاضات التي شهدتها مدينة جترال في ولاية كشمير إلا انه بعد سنتين قدر له ان يحاصر في قلعة جترال إلى جانب اربعمائة رجل وهذا الحصار دام 46 يوماً وقد نال على اثرها تكريم امير ويلز وقد اناط به اللورد كتشنر امرة احدى الكتائب في مصر وقاد في عام 1898 قوة بريطانية لقتال رجال المهديين في معركة عطبرة في السودان ولينتصر مرة اخرى ولينال تهاني اللورد كتشنر ويعين كمعاون مساعد للحاكم العسكري في جنوب افريقيا وليلتحق بكتيبة الغدارات الملكية الاولى في الهند مع ترقيته إلى رتبة رائد وليعين بعدها في باريس بصفة ملحق عسكري بالوكالة ليستمر الى عام 1906 وليعاد وبرتبة عقيد إلى الهند وفي عام 1908

وبرتبة لواء تم نقله الى مستعمرة نهر الاورانج في جنوب افريقيا وليعين بعدها برتبة لواء حاكماً عسكرياً في انكليا الشرقية وليتطوع للخدمة في ما وراء البحار وتسنى له في عام 1913 التعرف على قائد الفرقة الثانية عشرة جون نيكسون والقائد العام قائده الجديد الفريق بوشاف دوف وعندما اصبح نيكسون آمراً للفيلق الذي عرف بالقوة (د) والتي تضم فرقتان اصبح طاوزند آمراً للفرقة السادسة وانيطت به مهمة احتلال العمارة قبل ان تناط به فيما بعد مهمة احتلال بغداد وانيطت بالفرقة الاخرى بقيادة غورنج احتلال الناصرية , وفي الجهة المقابلة كان الفاعل الرئيسي عقب وفاة القائد الالماني مهندس حصار القوات البريطانية في الكوت فون دير كولتز الفريق خليل باشا آمر القوات التركية في العراق ومحافظ بغداد وكان قد لمع اسمه في سنوات الحرب العالمية الاولى وحارب في القفقاس ضد روسيا القيصرية قبل تعيينه قائداً عاماً للقوات التركية وقد اقترنت شهرة خليل باشا بالإضافة إلى كونه من قد انتصر في واقعة حصار الكوت تشييده لشارع الرشيد الشهير في بغداد.

معاناة اهالي الكوت ايام الحصار

كما مرَّ بنا كان الفاعل الرئيسي في قصة الحصار الشهير الجيش البريطاني ممثلاً بقائده طاوزند والجيش التركي بقائده خليل باشا فيما كان على اهالي الكوت تحمل ويلات هذا الحصار الذي اغفلت معظم المصادر التاريخية التي دونت قصة الحصار حجم المعاناة التي شهدها الانسان والحيوان والنبات والجماد بدعوى غياب التدوين المحايد لأحداث الحصار في مدينة ربما لم يكن عدد من يعرف القراءة والكتابة فيها يتجاوز اصابع اليد وعدا اشارات قليلة من المؤلفين الغربيين التي اشارت إلى مظلومية مدينة الكوت من بينها قول المؤرخ هنري فوستر في كتابه نشأة العراق الحديث (فهذه مدينة الكوت التي عانت الكثير من التدمير نتيجة الحصار الطويل الذي فرض عليها وتناوب الاتراك والانكليز على احتلالها) غاب عن هؤلاء المؤرخين الذين انهمكوا في درس الواقعة من الناحية العسكرية استقراء مدونات القادة العسكريين البريطانيين وعلى رأسهم طاوزند والتي من خلالها يمكن الوقوف على حجم المعاناة قال احد قادة الجيش العثماني مخاطباً طاوزند يدعوه فيها للاستسلام (انه من غير الشهامة لطاوزند بسبب احتلاله المستمر للكوت ان يعرض سكانها الآمنين إلى ويلات القصف مخالفاً بذلك جميع قوانين الحرب المتمدنة) وحالة القصف الشديد للمدينة تأتي في مقدمة ما عانى منه سكان هذه المدينة إلا انها على الرغم من انها

الاخطر على حياة المواطنين لم تكن الوحيدة على الرغم من محاولات طمس الحقائق التي مورست من قبل بعض الكتاب الذين تناولوا قصة الحصار امثال رسل برادون الذي اشار في كتابه "حصار الكوت" من ان طاوزند اعلن انه لم يجمع المؤن من اهالي الكوت وانه في اربعة مناسبات قام بإصدار مواعيد كاذبة عن جمعه للطعام ليوحي لآمريه انه بحث عن الطعام وهذا كذب لسببين الاول ان طاوزند قد ذكر في مذكراته بأنه استخرج من سكان مدينة الكوت اثناء الحصار 900 طن شعير و150 طن حنطة و1600 طن سمن والآن نطعم 3500 عربي أما الباقون فلم يزل عندهم حتى الآن ما يكفيهم من الطعام ويستطيعون الصبر على الحصار بقدر استطاعتنا اما السبب الثاني فهو ان مؤلف الكتاب قد ذكر في موضع آخر من كتابه بان القوات البريطانية عند انسحابها من المدائن القريبة من بغداد باتجاه الكوت قد باتت متجردة من كل مؤن عند وصولها إلى قرية اللج جنوب بغداد فمن اين جاءت إليهم المؤن في الكوت وطاوزند اعلن بصراحة في مذكراته عن ندمه لعدم اخراجه اهالي الكوت جميعاً منها لكي يوفر المؤن لقواته وهو ما طالب به مركز القيادة البريطاني في مدينة البصرة إلا انه بناء على توصية من بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي ومن ثم العراق رفض ذلك على اعتبار ان ذلك سيحط من قيمة بريطانية في العالم الاسلامي فأكتفى بإخراج الغرباء عنها كما يقول ذلك طاوزند نفسه : (فاكتفيت بعد هذا بطرد جميع العرب المسافرين والغرباء القاطنين الكوت ويبلغ عددهم ستمائة أو سبعمائة شخص وسمحت لأصحاب البيوت والاسر بالبقاء في البلدة وكان الترك يطلقون النار على كل عربي وقع نظرهم عليه وهو يحاول الخروج من الكوت) ولاستدلال على حاجة القوات البريطانية للطعام تدل عليه وقائع عدة منها ان جندياً بريطانياً حكم عليه بالسجن اربعة سنوات لأنه سرق قطعة لحم اثناء عمله في فصيل الجرايات , ووصف طاوزند الاسباب التي دعته للتفاوض بشأن الاستسلام للأتراك العثمانيين قائلاً : (فأسفرت النتيجة عن ان أفاوض رغماً مني خليل باشا في 26 نيسان وانا عالم بأن لا كسرة خبز عندي استند اليها في المفاوضة وان خليل باشا عالم باننا في حاجة ما من حاجة بعدها إلى الطعام لأنه كان يموت في اليوم عشرين جندياً من جنودي جوعاً) وحجم معاناة اهالي الكوت لا يتوقف عند هذا الحد فحالة الحصار قد اصابت الحياة في هذه المدينة بالشلل التام منها ان الزراعة وهي حرفة اغلبية سكانها قد تعطلت لعدم القدرة على خروجهم إلى اراضيهم الزراعية التي تقع في اطراف المدينة خشية التعرض لأطلاق النار من الطرف المحاصر للمدينة علماً ان طرفي القتال في الكوت قد

مارسوا مهنة القتل لكل ما يتحرك امام اعينهم خشيىة كليهما من نقل الاخبار الجاسوسية إلى الطرف المعادي , اما فيما يتعلق بالمهن فان تعطل الزراعة قد اصاب هذه هي الاخرى بالشلل لان معظمها له علاقة بالزراعة من بيع الفواكه والخضر واللحوم فيما ادى نقص الوقود عند البريطانيين إلى حرق ابواب وشبابيك الدور السكنية العائدة للمواطنين وإلى حرق المقاعد الخشبية المخصصة لجلوس الزبائن في المقاهي التي اشتهرت بها الكوت إلى جانب ذلك عانى اهالي الكوت من اعمال السخرة بدليل ان طاوزند قال في مذكراته انه فاتح قيادة الجيش البريطاني في البصرة بشأن ابعاد جميع سكان الكوت باستثناء البعض من الرجال الذين سيستفاد من وجودهم اما فيما يتعلق بدفن موتى الاهالي اثناء مدة الحصار لم يكن الحصار من هذه الناحية لأن المقبرة التي اتخذت لهذا الغرض هي مقبرة الاطفال التي تقع وسط المدينة القديمة بالقرب من السوق المعروف حالياً بتسمية سوق هويدي والتي لم يعد لها وجود في الوقت الحالي ولم تكن اصلاً لأهالي الكوت مستشفى أو مستوصف صحياً فقد عُرف عنهم التداوي والعلاج بما شاع وعرف بالطب العربي والحالات المرضية الشديدة المستعصية يتم نقلها إلى بغداد لغرض علاجها ومن المؤكد ان حصاراً بطول المدة التي استغرقها حصار الكوت قد ترك تأثيراً على الأهالي من الناحية الصحية سواء ما يتعلق بحصول الاصابات المباشرة بالإطلاقات الحربية او نتيجة الرعب الذي ساد المدينة أما فيما يتعلق بالجانب التعليمي لا توجد في مدينة الكوت مدارس في هذا التاريخ لأن اول مدرسة قد تم انشائها فيها كان في العهد الملكي وعلى وجه التحديد في عام 1922م وقد عرفت بمدرسة الكوت الرسمية للبنين وكان التعليم يتم في المساجد ليس إلا ولا نستبعد ان هذا التعليم على دنو مقداره قد تأثر هو الآخر بحالة الحصار.

الشواخص العمرانية الدالة على حصار الكوت

اختار طاوزند بيتاً في منطقة السراي الشرقي وسط الكوت ليكون مقراً له وبيت آخر بالقرب منه ليكون مقراً لضباطه وليكون كلا الدارين مكاناً ملائماً لإدارة عمليات قواته وعلى الرغم من تعرضهما للقصف إلا انهما صمدا ولم ينهارا كليةً خلال الحرب وبينما تم هدم البيت الذي اتخذه طاوزند مقراً لضباط جيشه لا يزال البيت الذي اتخذه هو مقراً له شاخصاً إلى يومنا هذا وما لم يسبق لأي كتاب الاشارة إليه عدا ما ذكرته انا في احدى المجلات العراقية عام 2010 فأن هناك وجود للدار التي اتخذها طاوزند مستشفى لجرحى قواته والدار حالياً مستأجرة من قبل احدى

الاسر لأغراض السكن ومن بين الشواخص العمرانية الاخرى التي لا زالت تروي قصة الحصار الاشهر في التاريخ مقبرتان الاولى لقتلى الجيش البريطاني الانكليز والهنود وتضم رفات450 قتيلاً وتبلغ مساحتها تقريباً 2000م2 وتقع بالقرب من الاسواق التجارية وسط الكوت وقد تعرضت للإهمال الكبير مؤخراً مما طمس الكثير من معالمها والى الشمال الشرقي من هذه المدينة تقع مقبرة الاتراك والتي ظهر ان حالها افضل بكثير مما هي عليه مقبرة الجيش البريطاني وتبلغ مساحة المقبرة 2500م وتضم رفات 50 قتيلاً بحسب العلامات او الشواخص الموجودة التي دونت عليها اسماء المقتولين.

المصادر التي أرخت لحصار الكوت

أبرز المؤلفات عن حصار الكوت خلال المائة سنة الماضية هي بالدرجة الاساس مذكرات طاوزند وكتاب حرب العراق للعميد الركن طه الهاشمي صدر عام 1927 وكتاب صدر في عام 1935 حمل نفس العنوان السابق لمؤلفه الفريق الركن محمد امين العمري وكتاب حمل عنوان (حرب العراق دراسة علمية) لمؤلفه شكري محمود نديم صدر عام 1954 وكتاب حصار الكوت لرسل برادون صدرت طبعته المترجمة إلى اللغة العربية سنة 1985 وثلاثة كتب باللغة التركية للعقيد الركن محمد امين زكي وكذلك كانت هناك مذكرات لقائد الجيش السادس العثماني الفريق خليل باشا الذي قاد حصار البريطانيين في الكوت.

اهم مصادر البحث

1- هنري فوستر , نشأة العراق الحديث, تر : سليم طه التكريتي, ج1, دار الفجر , (بغداد/1989).

2- رسل برادون , حصار الكوت , تر : سليم طه التكريتي وعبد المجيد ياسين , ج1 وج2, دار احياء التراث العربي , (بغداد/1985).

3- مذكرات الفريق طاوزند , قدم له وعلق عليه : حامد احمد الورد , الدار العربية للموسوعات, ط2, 1986.

4- سنان سعيد , قائد حصار الكوت يتحدث – مذكرات الجنرال خليل باشا , مجلة آفاق عربية , العدد 5 , (بغداد/1981).

5- محمد طاهر العمري الموصلي , تأريخ مقدرات العراق السياسية , المجلد الاول , دار الراية البيضاء , (بيروت/1925).

6- عامر ناجي حسين , حصار الكوت صفحات لا تنسى من تاريخ المدينة , جريدة المنارة , العدد 489 , (البصرة/2008). مقبرتا الاتراك والانكليز في الكوت شاخص على قصة حصار المدينة الشهير, جريدة البيان , العدد 219 , (بغداد/ 2009). منزل طاوزند في طريقه للزوال , مجلة شعوب , العدد 29, (بغداد/2010).