هل ينجح وقف النار؟ |
أعلنت موسكو وواشنطن عن خطط لوقف اطلاق النار في سوريا ،من شأنها ان تصبح نافذة المفعول ابتداء من يوم السبت 27 شباط 2016 على ان لايشمل تنظيم داعش وجبهة النصرة والمجموعات الارهابية الاخرى ،وصدر بيان مشترك لواشنطن وموسكو عن وزارة الخارجية الامريكية الاثنين 22 شباط 2016 جاء فيه ( ان أطراف النزاع ستعلن ما اذاكانت ستوافق على وقف القتال في موعد أقصاه منتصف نهار الجمعة 26 شباط حسب التوقيت المحلي لمدينة دمشق ،وسيدخل حيز التنفيذ منذ منتصف ليلة السبت 27 شباط ، ويطلب نص الاتفاق من قوات المعارضة وقف الهجمات باي نوع من الاسلحة بما في ذلك الصواريخ ومدافع الهاون والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ضد القوات النظامية التابعة لسوريا واي قوات مرتبطة بها، ويؤكد البيان المشترك على ان الاعمال العسكرية التي تشمل الغارات الجوية السورية والروسية والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة ستستمر على تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها من المجموعات التي يصفها مجلس الامن بانها ارهابية ، واضاف البيان ان روسيا والولايات المتحدة ستعملان معاً على ترسيم حدود المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الارهابية المتشدة . وفي احدث الردود الدولية بشأن وقف اطلاق النار المقترح اعلنت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها (فيليب هاموند) الاثنين 22 شباط 2016 ان الاتفاق حول الهدنة في سوريا سينجح فقط اذا غير فيها نظام بشار الاسد وحلفاؤه (روسيا في المقام الاول) من سلوكهم جذرياً ، واضاف هاموند ان الاتفاق اذا ماتم تطبيقه بالكامل و بنزاهة سيكون خطوة مهمة للحد من مستوى العنف المرعب في سوريا ومن ثم سيؤدي الى تسوية سياسية بعيدة الامد. اما رد الفعل الروسي جاء على لسان (قسطنطين كوسا تشوف) رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ان اتفاق الرئيس بوتن ونظيره الامريكي باراك اوباما بشأن سوريا يستحق دعم مجلس الامن الدولي واضاف ان اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا مهم جداً، والاهم من ذلك النجاح الدوبلماسي الروسي الامريكي عل مستوى رئيسي البلدين ، ويرى (كوساتشوف) ان هذا الاتفاق يسمح باخراج الجماعات الارهابية المتشددة التي ليس لها علاقة بالنزاع الداخلي ، التي استخدمت بشكل علني لاغراض خاصة بها في اطار النزاع بين السلطة الشرعية والمعارضة. رحب (بان كي مون) الامين العام للامم المتحدة باعلان وقف اطلاق النار وقال انه يمثل خطوة مهمة الى الامام اذا احترمته جميع الاطراف واضاف فوق كل شئ هو بارقة امل طال انتظار الشعب السوري لها ، انه بعد خمس سنوات من الصراع قد تكون نهايته وشيكة، اما المبعوث الاممي الى سوريا (ستيفان دي مستورا) اعلن انه سيشكل فريق عمل لمراقبة اتفاق الهدنة فور سريانها ليلة 27 شباط 2016 واشاد وزير خارجية ايطاليا (باولو جينتي لوني) بالاتفاق الذي توصل اليه وزيرا الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) والامريكي (جون كيري) حول شروط وقف النار في سوريا ، واعلنت المعارضة السورية المدعومة من السعودية الموافقة على اتفاق روسيا والولايات المتحدة بشان وقف اطلاق النار لكنها وضعت شروط لتنفيذه مثل رفع الحصار عن المدن المحاصرة واطلاق سراح السجناء ووقف قصف المدنيين وايصال المساعدات الانساية، وطلب رياض حجاب ضمانات دولية لوقف القتال. اشادت الجهود الدولية بهذه المبادرة وطالبت جميع الاطراف الالتزام بتنفيذ الاتفاق واعلاء مصلحة الشعب السوري الذي تفاقمت معاناته نتيجة استمرار القتال والعنف والدمار …. وهل سينجح وقف اطلاق النار ومايزال الارهابيون يبطشون ويرتكبون ابشع الجرائم كيف يشاءون ووقت مايشاءون ؟، وهل يستمر وقف اطلاق النار والقوة الدولية لم تتفق بعد على تصنيف الجماعات الارهابية ؟ وهل سيصمد هذا القرار والارهابيون يعيثون بالارض فسادا ؟ يضاف الى ذلك ان الفصائل الارهابية المستثناة من الهدنة منتشرة ضمن مجتمعات سكانية مدنية كبيرة منها مدينة ادلب السورية وبعض بلدات جبل الزاوية وريف حلب الشرقي والغربي وقد يستمر قصفها بالطيران الروسي مما يؤدي الى نزوح المزيد من المدنيين. |