بسمايه ( ربذة ) الصحفيين

 

رحم الله ابا ذر فقد ذكرت كتب السير والتاريخ انه كان مواطنا متعبا مقلقا مزعجا يثير المشاكل للحاكم ويكشف ليس عن اخطائه فقط وانما احيانا حتى نواياه ولم يهنأ للحاكم وقتها بال ولم ترتاح له نفس الا عندما وجد له منفى لايسمعه احد فيه ولايرى هو اخطاء الحاكم وكانت جزيرة الربذة (ستر وغطا) لابي ذر الذي قال عنه النبي (ص) ما اظلت الخضراء ولاحملت الغبراء رجل اصدق لهجة من ذا ابو ذر في الوقت الذي تنبأ له (ص) وقال : تعيش غريب وتموت غريب وتحشر وحدك . وابو ذر لم ينتمي لنقابة او اتحاد او جمعية للصحفيين ولم تشمله مكرمة الحكومة المركزية او المحلية بمكرمة قطعة الارض وانتظرها لسنوات طويلة وطويلة وبالنهاية كانت ( منفى ) . يعرف الجميع ان الصحفيين هم اكثر من يستحدم قدميه للتنقل بين الوزارات ودوائر الدولة وضواحي العاصمة وفيهم من يسبق ليس الكيا وانما حتى الشيري والسايبا بعد ان تعود على النزول منهن في زحام السيطرات واستخدام سيارته الازلية (رينو 11 ) وهو يعرف اكثر من غيره المساحات الشاسعة الخالية من البناء في بغداد وكم كان حلم رعايا صاحبة الجلالة ان توزع عليهم احدى تلك القطع ليشيدوا عليها بيوتا صغيرة قريبة من عملهم وكم منوا النفس بأن تكون قطعة الارض القريبة من شارع فلسطين والمملوكة سابقا لشركة الضلال او تلك التي تقع بين نهاية النعيرية والكلية العسكرية او المنطقة المحصورة بين بوابة الكاظمية والشعلة (الصابيات ) او حتى في الغزالية او الشعب او غيرها من المناطق التي تعرفها الجهات المختصة جيدا ليشعروا ان الحكومة تهتم لامرهم وتفكر بهم وتوفر لهم سكنا قريبا من اماكن عملهم . لكنهم للاسف اكتشفوا ولو متاخرين ان بينهم وبين اباذر وشيجة قربى واسباب اتصال وعمل متشابه والذي لم يسكت عليه ابو ذر ونفي بسببه لربذته كذلك لم يسكت عليه الصحفيين المشابهين لابي ذر في ازعاجه واقلاقه راحة السلطات فتم اختيار ربذة جديدة لهم لينفوا اليها لكن تحت مسمى ( جزيرة البسمايه ) واذا سارت الامور وفق رغبة الحاكم وتخطيطه فان البسمايه ستبتلع الصحفيين واصواتهم وتسكتهم قهرا او ياسا وبذا يحصل السلطان على راحته والصحفيين على ربذتهم .