التقسيم أفعوان يهدّد الأمة

 

التقسيم أفعوان خطر يكاد يطال خطره كل شبرٍ من أرض و سماء الوطن العربيّ الأشم الذي قهر عبر عشرات القرون متحدّيه و الطامعين  فيه ,  فخريطةُ ذات فضاءٍ جغرافيّ للعالم العربيّ  لنْ تظلَّ على حالها مستقبلًا وسيُعاد رسمهَا على إثر كلِّ ما يعتمل من تحوّلات جيواسراتيجيَّة بعد اندلاع أحدَاث “الربِيع العربِي”، أطاحتْ بأنظمة و ما تزال تحاول الإطاحة بأخرى لتدخلَها في حروب أهليَّة ضارية وفق مصالح أمريكيّة و شيطانيّة إسرائيليّة يهوديّة . و ما زال أصحاب طموح التّقسيم يسعون إلى تحقيق طموحاتهم بتقسيم البلاد إلى عدة دويلات هذا المشروع الذي يخدم بقية مشاريعهم الاستعمارية بتفتيت لحمة الشعب الواحد من أجل مرتزقة يعملون ضد البلد الموحد  وليس من مصلحتهم أن يكون قويّا بوحدته ذو كيان استقلالي وسياسي قوي. إنَّ بلداناً متعددة كسوريا أوْ العراق أوْ لبنان أوْ الدُّول الصغيرة في الخليج، بجانب ليبيا، واليمن لنْ يكون أمامها بدٌّ منْ أنْ تشهد تحولاتٍ مصيرية خطيرة خاصة و أنّه لم تزل مساعي التقسيم موجودة وواضحة لديها سواء  داخليا أو خارجيا  معتمدة عوامل و أسباب عدة منها تنوّع التركيبة  القبلية والطائفية كحال اليمن الذي يتراجع نظامه مثلًا أمام سطوة الحوثيِّين وتنظيم القاعدَة في جزيرة العرب،  وحال العراق وسوريَا الذي  يستغّل العهر الداعشي  تنوع شعبيهما ليفرقهما مللا وفرقا ليسود فيهما بطشا وقتلا حراما .  أما بعض البلاد كالسعودية  فنجد فيها كثرة الأمراء الذين يستر بهم الخلاف لمطامع فتح أبواب الحكم خاصة بعدما شاخ أبناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود هذا  ما قدْ يؤدِي بالبلاد إلى التصدع و هذا ما يجب أن يلتفت إليه السعوديون  و يضعون نصب أعينهم أنهم لن يفلتوا من عصبة التقسيم مما يتوجّب عليهم توخّي الحذر و تجنبه بدل من دعم الإرهاب و التصفيق له . خطر التقسيم سوف لن يستثني أحدا حتى في بعض دول الخليج الصغيرة ذات التعداد السّكاني المحدود فمن الوارد أنْ يدفع عدم توزيع الثروة المحصلة من ريع النفط، بصورة عادلة على العموم، من إلى تلبيد المستقبل بكثير من الغيُوم، وفتحه على التقسيم.. وفيما ترتفعُ أصواتٌ بالقول إنَّ التشتت الذِي ستعرفهُ المنطقة مستقبلًا ليس إلا تنفيذًا لمخططات غربيَّة مسطرة سلفًا خدمة لإسرائيل، و أمريكا نفسها سوف لنْ تكون قادرة على كبح وتيرة الانقسام العائدة إلى عوامل داخليَّة، فيما لنْ يكون أمام باقي العالم سوى أنْ يصطفَّ إلى جانب الطرف الرابح.

لقد  بدأت ملامح التقسيم تتضح في بلداننا و خاصةً في ظل الدعوات الطائفية والعرقية وعلى الجميع أن يتوحد ويقف الوقفة الوطنية فيتصدى لهذا المشروع و يسقط  كافة مشاريع التجزئة التي استهدفتهم وأرادت النيل من وحدتهم وتكاتفهم مما يستدعي أيضاً وقوف الكتل السياسية وقفة وطنية حازمة تنأى بمصالحها الشخصية بعيدا عنها  متجاهلة  الأنظمة الديكتاتورية التي تعمل وفق مصلحة بعض الأجندات الخارجية المعادية للأمّة والتي ما زالت تخطّط لهذه المشاريع التقسيميّة لإضعاف البلد الواحد  من خلال تحويله إلى دويلات صغيرة ضعيفة لا تقوى على مواجهة التحديات التي تعصف بها . كمحاولة تمرير الكونغرس الأمريكي لمشروع القانون الذي يهدف إلى التعامل مع السنة و الكورد في العراق كدولتين منفصلتين وتزويدهما بالسّلاح من دون المرور بالحكومة الاتحادية ، الأمر الذي واجهه العراقيون بسخط واستياء وما زالوا يعبرون عن رفضهم له وتمسكهم بوحدتهم وتكاتفهم بوجه التحديات.