2016 - 1982 = 35 سنة

تضج الانترنيت اليوم بتعليقات مكثفة من كل حدب و صوب و بكل اللغات عن الخطة الاسرائيلية التي افصح عنها الصحفي الاسرائيلي عوديد يانون عام 1982 و التي فصلت في ماذا سيجري لـ سوريا في المستقبل و كأنه يقرأ الغيب.
النص ادناه اقتطع من تلك الخطة:
"سوريا ستتفكك الى مكوناتها العرقية و المذهبية الى عدة دول كما الحال اليوم في لبنان، فتكون هناك دولة شيعية علوية على الساحل، دولة سنية في حلب، و دولة سنية اخرى في دمشق تناصب العداء لجارتها الشمالية، اما الدروز فسيقيمون دولة و لعلها في جولاننا و بالتأكيد في وادي حوارن شمال الاردن. الامر الواقع هذا سيضمن السلام و الامن في المنطقة على الامد الطويل، و هذا الهدف حتى في متناول اليد اليوم".
حينما تستطيع قوة التحكم بمصائر الشعوب بهذه الدقة على مدى عقود، عليك الادراك ان مستقبلك و انت في الشرق الاوسط لا يغدو ان يكون مجرد تاريخ تقرر على يدها منذ 35 سنة و اكثر. يأتي صدام، تأتي امريكا، يذهب صدام، يحكم المالكي، ينحى المالكي، يظهر العبادي، يقول الاعرجي، يكتبون عن الفساد، تهرب الجاف المليارات، يموت الجلبي، يبيع الشهرستاني النفط و هو في آباره بـ بلاش، يوقع عقدا وهميا لاصلاح الكهرباء بمئات الملايين، تذهب الوفود لشراء السلاح الخربان، تظهر داعش، تختفي داعش، تسقط الموصل، تتحرر الرمادي، جاءت المجوقلة 101، ذهبت المجوقلة 101، استرجلت روسيا، هاجت السعودية، انتفضت طهران، لم يقل السيستاني، كم رائع كان صدام بالامس و الاسد اليوم اذ اشرف كلاهما على خراب بلادهما يوما بيوم و كانهما يتصلون بسلك نحاسي يبدأ من تل ابيب، كم رائع هو محمد بن سلمان اذ يعتقد اليوم كذلك انه *** رجال، لكم هي عفيفة هيئة النزاهة، الله ما احلى الديمقراطية، الله كم رائعة هي العملية السياسية، نزح اربع ملايين، قتل نصف مليون، هدد البرزاني باستقلال ضيعة كردستان، تضور الشعب الكردي جوعا، هرب اردوغان نفطا، عادت اسطنبول الى العهد العثماني، قبض الصدر نصيبه من النفط، تظاهر الصدر ضد الفساد ، تكنوقراط؟ لا – آل البيت و تراويح حتى الصباح..... هي جميعها ثانويات تركوك تتسلى بها كما و انك تملأ بها لعبة الفراغات حينما كنت طفلا بالمدرسة الابتدائية.
مستقبل الشرق الاوسط هو تاريخ تمت كتابة فقراته بخطط سطرت و أقرت منذ اكثر من 35 سنة، بينما نعتقد نحن ان احداثه هي وليدة اللحظة، و انت و انا نفر برؤوسنا متعجبين و واحدنا يتساءل كل يوم بل كل دقيقة كـ الأثول – ترى مالذي يجري، بحق السماء، من حولنا في حقيقة الامر؟
من ناحية ثانية فان خطة مهندس الامم التي تفصح عنها هنا نبوءة يانون منذ العام 1982 هي خطة للخراب، و اشاعة الخراب سهلة، بل كبشر نميل بطبيعتنا للتحضر وإلا ما وصلت الحضارة الى ما وصلت اليه اليوم، حتى ان افضل القوانين التي انتجتها الشعوب تضع الساعين للدمار في السجون حالهم حال القتلة و سفاكي الدماء.
ما يواسينا في الشرق الاوسط انه ليس الشرق الاوسط وحده قررت مستقبله الاسود خططا كخطة يانون المريضة، بل العالم كله.
خطط شريرة شيطانية لعالم كئيب، عدواني، متوحش، لا انساني، متعطش للدماء لا يحكمه إلا قانون الغاب.
لكم عظيم اذا هو الشعب العربي ان تحشد كل تلك القوى الجبروت منذ عقود النوائب ضده و هو لا يزال على قيد الحياة، بل سيبدع و يبرع فيها ما دام ظل فيه رمق. ali.sattar2@hotmail.com
النص بالانكليزية:
“Syria will fall apart, in accordance with its ethnic and religious structure, into several states such as in present day Lebanon, so that there will be a Shi’ite Alawi state along its coast, a Sunni state in the Aleppo area, another Sunni state in Damascus hostile to its northern neighbor, and the Druzes who will set up a state, maybe even in our Golan, and certainly in the Hauran and in northern Jordan. (...) This state of affairs will be the guarantee for peace and security in the area in the long run, and that aim is already within our reach today."
Oded Yinon, “A strategy for Israel in the Nineteen Eighties”, Kivunum, translated by Israel Shahak, February 1982.”
الرابط: http://www.voltairenet.org/article185957.html http://www.voltairenet.org/article186019.html