حزب البعث وحزب الدعوة ـ ١ |
انا رجل كبير في السن و الذكريات ، خبير بممارسات السياسة العرجاء ، و لي نظرة ثاقبة في اكتشاف المسرحيات و الكلاوات السياسية التي يمارسها بعض الحكام لاشغال الشعب في امور تنسيهم ممارسات السلطة و ما يدور وراء كواليس الحكم . في زمن البعث و بعد عام 1968 ابتكر البعثييون فكرة ( ابو طبر ) التي انشغل بها الناس و بثت الرعب في صفوف المواطنين لدرجة ان كل ما كان يمكن تمريره ابان انشغال الناس في اقفال الابواب جيدا و ابتكار وسائل للانذار المبكر في اسوار البيوت و الابواب الرئيسة خوفا من ان يتسلل ابو طبر الى غرف نومهم و ينقض على العائلة بالكامل ، في الصباح تنقل وسائل الاعلام من صحف و تلفاز و راديو اسفة متالمة على مقتل عائلة باكملها حتى الطفل الرضيع منهم على يد ابو طبر . و ياتي دور الحكومة بالوعيد و التهديد في ايقاع اقسى العقوبات حين يكتشف الفاعل . عام 1969 اخبرني ابن عمي ( نور يحيى المحنه ) الذي كان يععمل في فرقة الاغتيالات التابعة للاستخبارت العسكرية البعثية انذاك و الذي صفاه البعث عام 1972 في جنازة رسمية عسكرية مع موسيقة التوشيح و مسيرة استعراضية كبيرة في النجف ، مجلس فاتحة حضرة كبار المسؤولين ، كات فقط توقيت تصفيته لدفن معلوماته مع حسده كونه كان ثرثارا . عام 1974 اكتمل الفصل الاخير من المسرحية بالقاء القبض على عائلة من المسيب مكونة من رجل امي فلاح الخلفية و زوجته ساجدة العورة ، تمت محاكمتهم علنا على شاشة التلفاز ، حكمت عليهم محكمة الثورة برئاسة السيد علي هادي وتوت بالاعدام شتقا حتى الموت ، كنت حينها في سجن ابي غريب المركزي موقوفا في قسم الموقف العام العائد لدائرة الامن العامة دون اصدار اي حكم علي من اية محكمة حتى اطلق سراحي مفصولا من وظيفتي ، المهم في الامر لم يصل السجن او قسم الاعدام العائد الى محكمة الثورة اي ممن حكم عليهم في الاعدام على اساس انه ابو طبر او ساجدة العورة زوجته. بعد ان تمت مسرحية ايو طبر و سئم الناس ملابساتها و بدأ بعض الاذكياء و المثقفون يعلنون ريبتهم و تشكيكهم في مسالة هذا الجني ابو طبر ، توجه البعثيون الى لعبة جديدة اعلامية و رياضية مشوقة و مهدئة لأعصاب العراقين بعد سنتين من الذعر خوفا من افتحام ابو طبر . كانت المسرحية الجديدة هي المصارع ( عدنان القيسي ) غدا باذن الله سنواصل مسرحيات البعث و الدعوة ... |