العراق والملحمة الكبرى

هي ليست ملحمة او معركة كالمعارك التقليدية التي تستخدم فيها البنادق والدبابات والطائرات العراق بحاجة الى ملحمة فكرية تنويرية كبرى سلاحها الاقلام ذخيرتها  الفكر السليم نحتاج الى حملة توعية شاملة تنبذ التطرف والارهاب والطائفية والمغالاة وهذا يقع على عاتق منظمات المجتمع المدني والمثقفين البعيدين عن السياسة والاحزاب فالعراق يمر بمرحلة خطيرة ولاشك ان كل ماجرى على العراق سببه انعدام الثقافة والوعي لدى الشعب وهذا نتاج سنوات الحرب والفقر والعوز والحرمان فعندما نعود الى حقبة السبعينيات من القرن الماضي ونطلع على الارشيف العراقي نجد ان المجتمع العراقي كان نموذجاً يحتذى به وفي مقدمة الدول العربية والجارة في الثقافة والتفكير كان الشباب العراقي طموحاً ذو افكاراً مختلفه لديه الاتكيت الخاص به حتى في الملبس وفي طريقة التفكير والتعبير عن الرأي ذالك الجيل الذي ترك لنا ارثاً ادبياً وفنياً خالداً لا يمكن ان يمحى ، ومع دخول العراق بحرب طويلة دامت لثمان سنوات مع ايران وبعدها غزو الكويت وفرض حصار دام ثلاثة عشر سنة اظطر الكثير من اطفال وشباب العراق الى ترك الدراسة والبحث عن لقمة العيش مع هجرة كبيرة للمثقفين واصحاب الكفاءات لكن رغم كل هذا بقي المجتمع العراقي متماسكاً محافظاً على ثقافته رغم قساوة الظروف ولكن الظربة القاضية كانت بعد الاحتلال الامريكي ومع دخول الاحزاب الطائفية التي قادت البلاد حيث انتشر الفساد والسرقة ولعبت هذه الاحزاب على الاوتار الطائفية وانجرت فئة كبيرة من المجتمع العراقي للاسف خلف هذه الاحزاب ،  ومع الاستهداف الكبير للمثقفين والكفاءات شهد العراق هجرة غير مسبوقه لهم ولم يبقى امام الشباب العراقي الا الانتماء الى الاحزاب الطائفية الفاسدة او المكوث معدماً في البيت  ومنهم مع الاسف من انجرف ودخل في مستنقع الارهاب لعدم توفر فرص عمل توفر العيش الكريم للأسف لم يستطع المجتمع العراقي مدة ثلاثة عشر سنة من تغيير وطرد الفاسدين الذين دمروا البلاد وانهكوا العباد ، والتطور الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي كان له الاثر السلبي حيث انتشرت المواقع التي تحرض على الطائفية والعنف وصار الشباب العراقيين يتبادلون الشتائم والمسبات من اجل دول او اشخاص وتناسوا انهم ينتمون الى العراق مهد الحضاره فالعراق من علم الناس القراءة والكتابة اصبح في مقدمة الدول من حيث ارتفاع نسب الامية في المجتمع والجامعات العراقية خرجت من التصنيف الدولي لافتقاره الى ابسط معايير الجودة العلمية دعاة الدين صاروا يدعون الى طوائف ومذاهب معينة ويطعنون بأخرى وتناسوا الدعوة الى الله من يدخل السياسة صار همه الوحيد كيف يجني المال وصارت السياسة تجارة يدخلها العراقي من اجل تحقيق المكاسب المادية والامتيازات الشباب العراقي يقدسون اشخاصاً ومذاهب واحزاب ولا احد يقدس العراق يستميتون بالدفاع عن دول جارة ولا احد يستميت بالدفاع عن العراق الندوات الثقافية والمنتديات جلها يقام برعاية احزاب سياسية فاسدة زادت الطين بله وفاقمت المشكلات لذالك على التيار المدني الواعي ان يأخذه دوره بتوعية الشباب وتصحيح الافكار علينا ان نتعلم حب الوطن والمواطنة ، علينا ان نعي ان الدين لله هو من يحاسب العبد لانحن والنصيحة تكون بالحكمة والموعضة الحسنة لا بالشتم والانتقاص  والا فلا يمكن الخلاص من هذه المرحلة المظلمة والخروج منها الا بنهضه فكرية عمادها الشباب