الفيــديــو الذي فضح الجيــش الأمــريكي

أطلقت وزارة الدفاع الامريكية قبل سنة ونصف تقريباً، وبالتحديد بعد أحتلال داعش لأجزاء من العراق، فيديو يظهر كيف يستهدف الطيران الامريكي مجاميع المتطرفين في الجبال وبدقة وانتقائية عالية جداً، إلى درجـة أن الطيران يقوم بقتل المسلحين ويتجنب بغالهم المربوطة بالقرب منهم . ساضع رابط الفيديو في نهاية مقالتي هذه حتى يطلع القراء والمتابعـون، على الأزدواجية الفعلية للسياسة الامريكية الخبيثة فيما يخص العراق وغير العراق .
السؤال الذي سيتبادر الى ذهن المشاهد والقارئ بعد مشاهدة الفيديو هو: لماذا لايقوم الامريكان بأستعمال سلاح الطيران نفسه في استهداف داعش في الموصل والانبار وسحقهم بشكل كامل وبوقت قياسي ويعيدوا الامور إلى نصابها ويحروار هذه المدن التي حيلت خراباً، ويجنبوا العراقيين والقوات الأمنية، وعشرات الآلاف من شباب الحشد الشعبي القتل والقتال، أذا كانوا جادين فعلاً في مساعدة العراق من الخروج من تلك الأزمة الكارثية .
السلاح يسمى ( سفينة الأسلحه ـ GUNSHIP ) ولا يمتلكه جيش آخر غير الجيش الامريكي . وقد حاولت كل من بريطانيا وروسيا وغيرهما جاهدين في تصنيع سلاح مماثل إلأ أنهم عجزوا جميعاً عن صنع سفينة الأسلحة هذه . تحلق هذه الطائرة عالياً جداً، بحيث يصعب أستهدافها من قبل السلاح الارضي المقاوم للطائرات، وتحمل خمسة أشخاص يعملون كفريق لأنتقاء الأهداف وأستهدافها بدقة متناهيه كما يظهر الفيديو.
المشاهد للفيديو يدرك أنه لو أستعمل السلاح نفسه لأستهداف الموصل مثلاً، لحررت الموصل في ظرف أسبوع . حيث وكما يظهر الفيديو، يستطيع الطيار أو فريق الطيارين رؤية كل من يحمل سلاحاً في الشارع أو ساحات المباني أو السطوح، في السهول والجبال وفي كل مكان، ويستطيع قتله بلا عناء، دون الأضرار كثيراً بما يقرب منه، مثل استهداف شخص برصاص بندقية دون قتل من يجاوره. لذا فأستعمال عدد محدود من سفينة الأسلحة هذه ( الطائرة ) وتحليقها لأيام وليالي قليلة فوق الموصل وأستهدافها للمسلحين والدواعش، سيعني قتل الالاف منهم كل يوم وليلة، دون الحاجة الى أستخدام أسلحة آخرى .
باختصار، يستطيع الامريكان تحرير الموصل والرمادي وصلاح الدين في وقت قياسي بأستخدام سلاح الطيران هذا وبدون خسائر تذكر . فلماذا لايفعلون ذلك ؟ علامة أستفهام كبيرة.
ولماذا أطلقت البنتاغون هذا القيديو ولايزال عاليوتيوب؟ ما الغاية منه ؟ هل الغاية أنهم يريدون مباهاة العالم بقوة وسلاح الجيش الامريكي، وكأنهم يقولون : نحن الوحيدون، لا أحد يستطيع مضاهاتنا؟
والسؤال الموجه للقادة الأمنيين العراقين بــدءًا بالقائد العام للقوات المسلحة : لماذا لاتسأل اوباما علناً وعلى مسمع العالم أجمع، عن عدم أستخدام هذا السلاح بالذات في أستهداف داعش وتجنيب العالم كل هذه الدماء والقتلى.
يقول جون ماكين عراب الحروب في الكونغرس الامريكي : أن 75% من طائراتنا تعود إلى قواعدها
بحمولتها دون ضرب المسلحين . لماذا ... يعلل ماكين: أن السبب هو أحتماء أفراد داعش بالسكان والتجمعات السكنية؟... حسناً ، أين كان سلاح الجو والرصد الجوي والاقمار الصناعية، عندما زحفت ارتال داعش عبر الصحراء في الرمادي والموصل وتكريت وغيرها .
هذا هو السؤال نفسه الذي طرحه قاسم سليماني على اوباما بعد احتلال الرمادي : عندما قال : سيد اوباما، أين قواتك وقواعدك وداعش يسيرون في طول العراق وعرضه وانت تشاهد، لماذا لم تفعل شيئاً؟...
اوباما لم يجب على تساؤل سليماني . نقلت وسائل الاعلام الامريكية تساؤل سليماني . لكن ليس هناك جواب من اوباما. الجواب المستور معروف، وهو أن الأمريكان تساهلو ويتساهلون كثيراً مع وجود داعش لتطبيق أجندة التقسيم المشؤومة، ولأرساء قواعدهم في العراق .
وليس هناك إلأ شئ واحد يمنعهم من تحقيق ذلك، وهو الواقع على الارض . تحرير كل هذه المناطق من قبل الجيش العراقي ذو الأغلبية الشيعية، والأقلية السنية، والحشد الشعبي، وبقاءهم فيها . لأن تحريرها ثم الأنسحاب منها، يعني عودة الأرهابيون والأنقساميون والمتآمرون أليها.
لازال القادة العراقيون من الحريصين على وحدة تراب العراق وتخليص العراق من هذا الغزو الهمجي الداعشي -السعودي –الأردوغاني – الخليجي السلفي الأخواني، يمنون النفس في أن ينقلب الأمريكان الى صالح وحدة العراق ومستقبله، لذلك نراهم حذرون من أغضاب الجانب الأمريكي...بل كلنا نعلم الآن أن الجيش الأمريكي مستمر في تعزيز قواته في العراق. ودعوى أنهم هنا للأستشارة فقط، لم تعد تنطلي على أحد، بل هم هنا للبقاء...وتساهلهم مع احتلال داعش للعراق غايته معروفة الآن. بل أظهرت ال CNN مؤخرا كيف تلقي السي آي أي 50 طنا من الأسلحة الى جبهة النصرة في سوريا، بشكل علني...وبلا حياء، بعد أن هالتهم ضربات الطيران الروسي.
كذب أمريكا لم يعد ينطلي على الشعب العراقي، وأذا كانت هناك فئات منه في السابق تعتقد بصدق الأمريكان في أرساء الديمقراطية في العراق، فأنها الآن ستصرخ في وجه أوباما : Shut Up أذا تجرأ وتحدث عن نية أمريكا في أرساء الديمقراطية في العراق.
رابط الفيديو OiEvII-https://www.youtube.com/watch?v=eBEU