تحليل عسكري.. الخرّق الأمني في خان ضاري |
الموقف العام تشن القوات المسلحة العراقية وجهاز مكافحة الارهاب والقوات المتجحفلة معها من شرطة الانبار وقوات الحشد الشعبي والحشد العشائري وبإسناد من القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي ، عمليات تعرضية واسعة النطاق في عموم محافظة الانبار لتحرير المناطق التي اغتصبها تنظيم داعش الارهابي منذ ايار 2015 ? حيث تمكنت تلك القطعات من تحقيق انتصارات كبيرة على عصابات داعش الارهابي وتحرير مدينة الرمادي والمناطق المحيطة بها وصولا” الى فتح الطريق الرابط بين جزيرة الخالدية ومدينة الرمادي ، بالإضافة الى التقدم باتجاه مدينة الفلوجة (62 كم غرب بغداد) ، وتطويقها استعدادا” لتحريرها من عصابات داعش الارهابي . الأمر الذي الحق خسائر كبيرة بعصابات داعش الارهابي ، وقطع طرق امدادها وحرمها من قابلية المناورة بعناصرها في المنطقة الممتدة بين قضاء الفلوجة والرمادي ، فضلا” عن حرمانها من دعم وتعزيز عناصر التنظيم الارهابي المحاصرين في مدينة الفلوجة. الموقف الخاص شن تنظيم داعش الارهابي صباح يوم الاحد 28/2/2016 ? هجوما واسع النطاق امتد من المصنع العراقي في منطقة الصبيحات في الكرمة( 19 كم شرقي الفلوجة) ثم صومعة الحنطة في ناحية خان ضاري وصولا” الى مركز شرطة ابو غريب في قضاء أبو غريب غربي العاصمة بغداد” . ! حيث استهدفت عصابات داعش مقرات القطعات العسكرية التابعة الى الفرقة الأولى واللواء 24 ولواء الكرمة التابع للحشد الشعبي، مستخدمة عددا من الانتحاريين و عجلات ملغومة يقودها انتحاريون بالإضافة الى عدد من العجلات المدرعة ، وتقدر مجاميع عصابات داعش بما يقارب 40ـــــ 50 عنصرا” من الدواعش . وقد انطلقت هذه المجاميع الارهابية من منطقة الصبيحات التابعة للكرمة بإسناد من خلايا نائمة في الزيدان والحمدانية والهيتاويين وخان ضاري .. وبعد ساعات من المواجهات تمكنت مجاميع عصابات داعش من إختراق خطوط الصد للقوات العراقية وتمكنت من الوصول الى منطقتي العبادي والهيتاويين الواقعة ضمن قاطع أبو غريب ، ثم وصلت إلى منطقة خان ضاري حيث سيطرت على صومعة الحبوب (السايلو) بعد مواجهات مع القوة المسؤولة عن حمايته وبعد سيطرة داعش على السايلو … إمتدت المواجهات لتشمل قرية كاظم العذاب و الحمدانية والحصوة باتجاه مقر الفوج 3 التابع للواء 24 فق1 . كما استهدفت عصابات داعش مواقع وابراج قوات الجيش قرب شركة الرضوان ومحطة القطار قرب جسر البو حمدان وقرب المصنع العراقي ، مستهدفا” اختراق الدفاعات وخطوط الصد باتجاه مطار بغداد الدولي . سير المعركة اشتبكت قطعات الفوج 3 التابع للواء 24 فق1 ولواء الكرمة التابع للحشد الشعبي مع عصابات داعش المهاجمة وخاضت بعض القطاعات العسكرية قتالا” تراجعيا” الى مواقع خلفية ، حيث تمكنت من احتواء زخم هجوم العدو الارهابي وصده والصمود لحين وصول التعزيزات العسكرية من الجيش وجهاز مكافحة الارهاب إلى منطقة الاشتباك حيث تم فرض حظر للتجوال في قضاء أبو غريب وأغلقت الطرق المؤدية اليه …وقامت بشن هجوم مقابل بإسناد من طيران الجيش تمكنت فيه القوات المسلحة العراقية من تدمير عصابات داعش الارهابي في المناطق والمواقع التي وصلت اليها وتحرير منطقة (السايلو) والمصنع العراقي وقتل اعداد من عناصر داعش يقدر عددهم بـ (25ـــ 30) ارهابيا” معظمهم من جنسيات اجنبية وعربية . وتمت السيطرة على الموقف بعد هروب وانسحاب من تبقى من عناصر تنظيم داعش الارهابي باتجاه مناطق جنوب شرق الفلوجة . التحليل اولا” : العدو
ثانيا”: قواتنا
استنتاج نهائي اكد الخرق الأمني في خان ضاري ، أن الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي تعّد من (الحروب الهجينة Hybrid war) باعتبارها نوعاً متميزاً من القتال بين القوات المسلحة العراقية النظامية وقوات تنظيم داعش الارهابي غير النظامية ، والتي تخوض حرباً ، بأفكار تكفيرية متطرفة مبتكرة هي خليط من مفاهيم الحرب النظامية واساليب حرب العصابات، و تستخدم فيها أساليب قتالية واعلامية ونفسية وتكنولوجيات عسكرية لا تخضع لشكل معين أو قواعد ثابتة بداية من القيادة وانتهاء بالعمليات العسكرية الجارية خلالها . الأمر الذي يتطلب الاهتمام الجاد بالعمل الاستخباري لمراقبة تحركات ونشاط العدو في مختلف الاتجاهات لتحديد والمعرفة المسبقة لنواياه واهدافه . كما أن اعادة النظر بتنظيم الموضع الدفاعي بحسب السياقات العسكرية النظامية وتامين الاحتياطات السيارة المدرعة كفيل بصد تعرضات حرب العصابات التي قد يشنها تنظيم داعش الارهابي خصوصا” في مناطق حزام بغداد .
|