ليتهم كـ ( خوسيه موخيكا ) ان لم يكونوا كخليفة المسلمين

 

(خوسيه موخيكا) هو رئيس اوروغواي ، تولى الرئاسة للمدة من 1 آذار 2010 الى 1 آذار 2015 ، ولد بتاريخ 20 مايو 1935، أصبح رئيسا منذ 2010، كان مقاتلاً سابقاً في ( منظمة توباماروس الثورية اليسارية ) ، عمل موخيكا وزيراً للثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية من سنة 2005 حتى 2008 وعمل بعدها في مجلس الشيوخ ، ثم فاز في الإنتخابات الرئاسية لعام 2009 ،  ويصنف كأفقر رئيس في العالم ، بسبب أسلوب حياته التقشفي وتبرعه بقرابة 90 بالمئة من راتبه الشهري الذي يساوي 12 الف دولار أمريكي للجمعيات الخيرية والشركات الناشئة ، يقتني خوسيه سيارة فولكس واجن بيتيل صنعت عام 1987 , ويقيم في مزرعة بسيطة في منزل زوجته لوسيا توبولانسكي بالقرب من العاصمة الأوروغوانية مونتفيدو , زوجة خوسيه ( لوسيا توبولانسكي) وهي عضو في مجلس الشيوخ الأروغواني وتتبرع هي الأخرى بجزء من راتبها بهدف تحفيز مشاريع الشباب و المشاركة في الأعمال الخيرية , ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الأروغواني لا ينتفع بالحراسة المشددة كبقية رؤساء العالم ، وفي شتاء عام 2014 فتح أبواب قصره الرئاسي المعروف بكاسا سواريث أي رييس للأشخاص المشردين في حال عدم اكتفاء مراكز إيواء المشردين في العاصمة ، والرجل صاحب العبارة المشهورة ( من يعشق المال لا مكان له في السياسة ) ، فهو لا يملك حسابات مصرفية ولا ديونا ، وكل ما يتمناه عند انقضاء فترة حكمه هو العيش بسلام في مزرعته  برفقة زوجته ، ويشير مؤشر منظمة الشفافية العالمية أن معدل الفساد في الأوروغواي انخفض بشكل كبير خلال ولاية موخيكا ، إذ يحتل هذا البلد الواقع في أميركا الجنوبية المرتبة الثانية في قائمة الدول الأقل فسادا في أميركا اللاتينية ، ويقول موخيكا إن ( أهم أمر في القيادة المثالية هو أن تبادر بالقيام بالفعل حتى يسهل على الآخرين تطبيقه ) ، يسكن موخيكا في نفس المنزل ونفس الحي وبنفس الطريقة قبل توليه الرئاسة ، لأن أغلبية الشعب الذي صوت له من الفقراء ، لذلك يجب عليه كما قال ( أن يعيش مثلهم ولا يحق له عيش حياة الترف) ، حياة حرمها على نفسه لكنه سعى جاهدا طيلة فترة رئاسته لتوفيرها لأبناء بلده ، اسوق هذه المقدمة عن رئيس دولة عاش كأفقر رئيس في العالم يذكرنا بالامام علي عليه السلام الذي زهد بالدنيا ( يادنيا غري غيري ) وهو خليفة المسلمين تقع تحت سيطرته دول وليست دولة واحدة ، ولكنه يشعر بالمسؤولية تجاه الجميع ، فمال بيت المسلمين لديه خط احمر قولا وفعلا ، وليس كما يفعل ساسة اليوم في العراق ، يعلنون شيئا ويفعلون العكس تماما ، حتى انك ترى التقشف واضحا عليهم من خلال حياة الترف والبذخ التي وفرتها لهم المليارات من الدولارات المنهوبة من المال العام ، ومن هنا تصح مقولة الرئيس ( موخيكا ) بان  (من يعشق المال لامكان له في السياسة ) ، لان هذا هو من ديدن التجار ، وقد اثبت سياسيو العراق انهم تجار فعلا ، تاجروا بكل شيء ، فصار الدين لديهم بضاعة كأية بضاعة في سوق السياسة ، الامر الذي جر الخراب على البلاد وجعل حياة العباد جحيما لايطاق ، حتى صار سد العجر في ميزانية الدولة في ظلهم من جيوب المواطنين عبر ضرائب لايحصل منها المواطن على شيء يذكر ، بينما مواطنو الدول المتحضرة المتقدمة يجنون ثمار هذه الضرائب في خدمات راقية صارت حلما لدى العراقي المنكوب ، واليوم يتقدم السيد مقتدى الصدر زعيم تيار الفقراء الذي يقتدي انصاره بماخطه لهم السيد الشهيد الصدر الثاني قدس سره الشريف ، يتقدم لعموم الشعب وللحكومة بمشروع اصلاحي يهدف من ورائه اصلاح البلاد لتعود العافية للعباد الذي يعيشون وضعا اقتصاديا خانقا وبطالة متفشية تهدد الامن والسلم الاجتماعي ، وصراعا سياسيا على المنافع التي تغلبت على مصلحة العراق ، فهل سينجح المشروع الاصلاحي الوطني هذا الذي سيواجه صعوبة في تنفيذه  ، رغم التأييد الذي اعلنته اكثر من جهة سياسية له ؟ ، فالكتل السياسية هذه حسب قول الدكتور حيدر العبادي تعلن دعمها للاصلاح والتغيير لكنها تتمسك بوزرائها في السر ، وقابل الايام سيكشف لنا المزيد من الصراعات والتخندقات ضد هذا المشروع الذي يتعارض ومصلحة جميع الكتل السياسية التي لم تعلن براءتها من كل فاسد رافعة الحصانة عنهم ، كما فعل السيد مقتدى الصدر ، فالمشروع وطني بامتياز يهدف الى انقاذ العراق من واقع اليم ، وحال السياسيين لدينا كالطحالب التي ترى في الظلام نعمة ، فشمس الاصلاح لابد ان تشرق على اللصوص وان طال ظلام الفــــــساد ، وختاما كما قال ( موخيكا ) الــــسلطة لا تغير الاشخاص ، انما تكشـــــف حــقيقتهم .