أنتاج الكتاب ....وأسئلة الأبداع

متى نتعلم من تجارب الآخرين في هذا العالم المليء بالكتب والاصدارات الكثيرة المتسارعة والتي تمطرنا بشتى الأفكار والخواطر والتداعيات وتحرك مياهنا الراكدة التي وصلت حد العفونة واثقلتها رتابة الاشياء اذا كنا لا نستوعب لغة الثقافة والفكروالتطور فكيف بنا ان نطور رؤيتنا في مجالات الحياة الاخرى خلال تواصلنا الثقافي وتواصينا الفكري وتطبيقات عالمنا المليء بالمتناقضات وحين تكون قراءتنا سلوى واسترخاء ذهنيا واستنباطا روحيا تأمليا يتابع اسئلتنا الدائمة .في الوجود والعدم وفلسفتهما الدائرة ...لماذا نقرأ...!؟..ولمن نقرا ....؟! وماذا نكتب .....؟! وكيف نكتب ...؟ولمن نكتب ....؟!...أمام هذا الركام المتزايد من العناوين واالاصدارات والكتب التي لم نقرأها ولم نستطع حتى الامساك بملخصاتها رغم كوننا في عصر سرعة حصولنا على كل شيء واتصالنا عبر الشبكة العنكبوتية التي نشرت كل شبكات التواصل الاجتماعي بشتى اختصاصاتها وما تنتج من ثقافة اليكترونية وورقية لنحصل يوميا على آخرالاخبار والتحليلات والتلميحات والتصريحات سنضطر الى الانتقاء المزاجي الخاص المقرون بالوعي وتطوير لغة الاختصاص الدقيق ونحتاج حتما الى وقت أضافي غير وقتنا هذا وربما سنضطر الى التلاعب بنسبية الوقت فنحفز رغبتن..
فما زال البعض في شرقنا المتراجع والمتخلف عن هذه العجلة الراكضة ومازال كاتبنا يطبع الألف نسخة ولم يستطع توزيع المئة التي بحوزته ودور النشر تعلن براءتها من سوء توزيع كتبه حين تربط الجدوى الأقتصادية بسوق الكتب بالعرض والطلب بالجدوى الابداعية وممكناتها ...اما المؤوسسات الحكومية فهي الوحيدة التي تتحمل عبأ خسارة الكتاب وسقوطه او ركونه في دوائرها المعتمة عندما تأخذ على عاتقها النشر والتوزيع لتتكدس في مخازنها الكتب الصالحة والطالحة على حد سواء ...
لكننا حين نقرأ عن ((امبرتوا ايكوا)) الذي رحل عن عالمنا هذه الأيام وأثر فينا خلال سحر اعماله العظيمة فأصبحت حياته سيرة ذاتية لنا وللاجيال القادمة في كل مكان فقد طبعت روايته العظيمة ((أسم الوردة )) ونشرت وبيعت منها اكثر من عشرة ملايين نسخة وانا هنا كان تركيزي على هذه الارقام والفرق او المقارنة بين مبيعات كتبنا او نشرها وتوزيعها
ومبيعات وتوزيع الكتب في هذه الدول التي انتجت هؤلاء العمالقة الذين وصلوا الينا بلغتنا بعد اجتازوا اللغات العالمية الحية وتكرار طبعاتهم ....هذه الاسئلة تطرح نفسها لكل من له علاقة بما نقول ....لكي نبحث عن العلة والخلل وكل الاسباب التي تعرقل انتاج كتابنا ودخوله عالم المنافسة الابداعية الحرة