معلمي الاول

 

 بمناسبة ذكرى عيد المعلم ،حضرتني أيام الدراسة فهي ايام لا تنسى مهما طال الزمن ،جميل  أن تعود بالذاكرة الى سنوات الدراسة الابتدائية والأجمل أن تتذكر تفاصيل يومك الاول والثاني فيها،وتحديدا في العام الدراسي 1978م ــ 1979م ، على ما أذكر كان اليوم الاول فيه شيء من الرهبة والتوجس وربما اكون أقل الطلاب شعوراً بذلك كوني دخلت مرحلة ( التمهيدي) قبل التسجيل في صف الأول الابتدائي ، في يومنا الاول تم توزيع الكتب الدراسية علينا مع القرطاسية ، دفاتر وأقلام ومبراة وممحاة ومسطرة ،كلها مجاناً ،الشيء الملفت هو أن كل الطلبة يعاملون بنفس الطريقة دون تمايز ،أبن الفلاح وأبن العامل وأبن الطبيب وأبن المهندس وأبن المعلم أو المدير ، الكل سواسية، في اليوم الثاني دخل علينا مرشد الصف ،الذي كان وما يزال صديقا مقربا جداً لوالدي (أطال الله بعمرهما) معلمي الاول الاستاذ ( صلاح ياسين مطر)،يومها اغلبنا لم يجلب معه كتابا أو دفترا أو قلما من التي وزعت علينا في اليوم السابق ،مما أثار غضب الاستاذ متسائلاً ؟؟ لماذا لم تجلبوها معكم ، هل وزعناها  عليكم لتبقوها في بيوتكم ؟؟ فعاقب جميع الطلبة دون استثناء ابنه ــ الذي كان معنا ـــ ولا انا ابن صديقه المقرب،حتى نتعلم الترتيب والالتزام بأداء الواجب ونهاب المعلم ونحترمه ،بدليل بقاء هذة القصة راسخة في بالي رغم قدمها ، جميع المعلمين ومنهم الاستاذ( صلاح) كانوا مهنيين على اعلى المستويات من حيث استخدامهم لوسائل الايضاح التي كانت متاحة في وقتها مثل لوحة الحروف والارقام ،لتسهيل ايصال وتلقي المادة العلمية للتلاميذ ،حتى الدروس التي تعتبر في ايامنا هذة عند اغلب المدارس غير مهمة مثل درس الرسم ( الفنية) ودرس الرياضة ،ودرس ( النشيد) الشبه ملغي في وقتنا الحالي ، ايضاً معلموها كانوا يتعاملون مع التلاميذ بمستوى عالي من الحرفية حيث تقام معارض للرسم و مسابقات رياضية وكذلك معلم النشيد كان يجلب معه ألة الكمان ويعزف لنا أثناء ترديد الاناشيد ،وهذة الامور مجتمعة تولد لدى التلاميذ حب المدرسة وحب المعلمين والمعلمات.أما اليوم بعض المعملين والمعلمات بعيدين كل البعد عن معلمي الامس في شتى الامور سواء بطرق التدريس وفنونه أوالخبرة والعلمية ضمن اختصاصاتهم ،أما هيبة الاساتذة وتعاملهم مع الطلاب فحدث ولا حرج ، هناك مدرسين لمواد علمية يتعمدون عدم شرح المادة الدراسية بأتقان ووضوح ، لكي يضطر الطالب للبحث عن الدروس الخصوصية التي يكون دخلها مجزي للاستاذ ومثقل على كاهل العوائل المتوسطة الدخل، ألا القليل من الاساتذة والمعلمين، داوموا على نفس النهج والنمط  لسلفهم ، وهؤلاء القلة يمثلون اليد الواحدة التي لا تصفق ولا تدير عجلة التعليم بالعراق ، حسبنا أن يصل الصوت لأولئك الذين أساءوا لشرف هذه المهنة من المعلمين والمدرسين ليعيدوا حساباتهم لاعطاء مهنتهم الانسانية حقها بالاخلاص واداء رسالتهم على اتم وجه .