ثقافة التكنوقراط ....وتكنوقراط الثقافة

المصطلح الذي االذي اطلقه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال تبنيه الاصلاحات التي دعت اليها المظاهرات الأخيرة وقد سمعنا مرارا بهذا الاسم الجديد الذي ملا الدنيا وشغل الناس وتداوله العامون والخاصون الاكاديميون منهم والسياسيون والصحفيون والادباء والفنانون ولاالفضائيات والجرائد والمثقفون طبعا لأنه يهمهم اولا واخرا فثمة مايملأ الكون ضجيجا وكتابة وتسويد الصحف والمجلات والمواقع الأليكترونية وحتى الباعة المتجولون والمتحولون في مبادئهم وأحزابهم وكتلهم والمتنقلون في قيمهم واقاماتهم والذين لا فرق عندهم بين كرسي السلطة وكرسي السيارة ...!!
والقاصي والداني في ربوع عمليتنا السياسية العجيبة الغريبة الهجينة بعضهم خاف من تداوله و تناوله وتحليله في اعلامنا الموبوء يتصوره كانه أفعى خارجة من أحراش جنوب افريقيا او جبال الهند الصينية يخاف ان تلتهمه وبعضهم فسره حسب كتلته وحزبه المملوئة بالتكنوقراطيين المتأسلمين المسالمين ...!! وفصلوه على مقاساتهم مثلما كتبوا بالأمس الدستور العراقي الناقص الذي يحمل بين سطوره عبوات ناسفة تتفجر في الوقت المناسب بمساعدة برايمر سيءالصيت وعهده الذي انتج صيغا لاموضوعية في الحكم وأستثنائيه عراقية ترسبت خلالها الطائفية السياسية واستبدادا لامثيل له فرق النسيج العراقي وفرط بالكفاءات والعلماء والمخلصين وقتل القادة والوطنيين الصادقين والطيارين الأبطال وها نحن نجني ثمارها المريضة واشواكها التي تلدغ القريب والبعيد واكلت الصالح والطالح والحلو والمر والمالح وانكفأت المباديءوتراجعت البلاد بتخلفها قرون وتخنث شبابها وأزدادت بطالتهم وندرت ثرواتها وفرغت خزينتها بعد اعتمادها الكلي على النفط واشتداد ازماتها المركبة .....
ولو كانت امريكيا حريصة حقا على بلادنا بعد احتلالها له وحاكمها المدني الذي وضعته حينها على رأس هذه الشلة الموبؤة لطبقت هذا المفهوم ولجلبت التكنوقراط وبنت الدولة على اسس صحيحة ولطبقت تجربتها المعروفة التي قفزت بها قفزتها الانفجارية لتتحول في العام ((1933)) الى دولة عظمى لتنافس الدول الكبرى في كافة المجالات بعد تطبيقها لسياسة التكنوقراط في الحكم
وهذه انكلترا الاخرى التي شاركتها جريمة الأحتلال واكذوبة اسلحة التدمير الشامل ومشت وراءها بكل سياساتها المشبوهة سمعنا وزير خارجيتها وسمعتم معنا حتما
عند تفجيرمرقدي الأمامين العسكريين وخلال مؤتمره الصحفي في بغداد وقف يعلمنا اهمية التكنوقراط ليوضح لنا انه وزير خارجية انكلترا رغم ان حزبه لم يفز منذ عشرين عاما لكنهم اختاروه ليكون وزيرا للخارجية لدولة عظمى مهمة في تغيير سياسات العالم ....
وانظروا كل الدول المتقدمة والتي تتنافس على الصدارة بالتطور والبناء والتنمية والرفاهية ...وما الى ذلك ...فهم يختارون الرجل المناسب في المكان المناسب وكذلك الوزراء والمسؤولين في دولهم على اساس الوطنية والكفاءة والمهنية والخبرة العلمية واشخاص يمتلكون امكانية وضع الستراتيجيات المطلوبة للخروج من اي واقع متردي هكذا يفهمون التكنوقراط في كل ارجاء المعمورة والعالم الذي يريد البناء والاصلاح والتمنية الصادقة لا كما يفهمه سياسيوا الصدفة عندنا الذين خدعوا شعوبهم وعاثوا فسادا في ارضنا ونخروا الدولة واحرقوا والزرع والنسل وقتلوا المستقبل وفق نظريتهم في الحكم وتوزيع غنائمهم بأسلوب المحاصصة الطائفية التي أوصلتنا الى مانحن فيه من دمار...