مهما تكن الحقيقة مرة وصادمة ويصعب تصديقها لكن لا بد من التصدي على كشفها وإن كان الجزاء العداء والبطش والكيد والمكر , وتزداد أهمية التصدي من أهمية هذه الحقيقة وأثرها النفسي والاجتماعي والديني والسياسي , فدعوى النسب السيادي للسيستاني والاتصال بنسب أهل البيت عليهم السلام ليس هو بذاته المقصود ولكن بما اقترن وارتبط بصاحب هذه الدعوى من مرجعية عليا ورشيدة ونيابة عن الامام تحكمت وتسلطت وتصرفت بالمال والعباد والبلاد وسُخر لها الاعلام الغربي والطائفي والُبست برداء التقديس الأعمى حتى إنقاد لها السواد الأعظم جهلاً وغروراً , فكشف حقيقة النسب المفقود وبطلانه يهدم ركن مهم من أركان هذه المرجعية المدعاة وبالتالي يثبت بطلان وسفاهة وانحراف كل ما صدر عنها ومنها وهو ما أثبته الواقع بتدخلاتها التي لم تجلب الا الويل والثبور والدمار وسفك الدماء والتناحر والطائفية والانشقاق والتفرقة والفتن والتسافل بكل القيم الى أدنى مستوياتها, وبعد نشر هذه الحقيقة المرة في الواقع وفي مواقع التواصل الاجتماعي وكل روافد الانترنيت من أجل الإرشاد والتوعية وتنوير البصائر وتحذير الناس وإنقاذهم وإنتشالهم من الوهم وضلال أهل البدع وبعد التحدي العلمي والمطالبة باثبات نسب السيستاني من مصادر الأنساب وشهادة المؤرخين دون أن يصدر أي رد أو اي اثبات لهذا النسب المفقود المزعوم والتي على أثرها انهالت التساؤلات والاستفهامات والاستفتاءات من أتباعهم وعموم الناس على وكر وحواشي ومؤسسات ومكاتب السيستاني الذي كشف عجزهم التام وحرجهم الشديد أمام هذه الصاعقة التي لم يكن يتوقعونها, فجاء ردهم بتلعثم وارتباك وتكبر بالاعتراف ضمناً أنه لا نسب سيادي للسيستاني وليس لدينا ما يثبت هذا النسب ونحن عاجزون فقد صرح أحد المسؤولين في العتبة الحسينية بتصريح لا يخلو من المغالطة والمصادرة والهروب من المطر الى الميزاب حيث قال (ليس المهم النسب ولكن المهم التقوى ) !! فنقول 1- أن التقوى لا دخل لها بثبوت أو عدم ثبوت النسب فلا ملازمة بينهما فليس كل من كان تقياً كان سيداً بالنسب , لوجود من هو تقي لكنه ليس بسيد نسباً ويوجد من هو ليس بتقي لكنه سيداً بالنسب ويوجد من هو تقي وبنفس الوقت هو سيد بالنسب , وهنا فالكلام عن التقوى هو هروب من حقيقة النسب لأجل التعمية والخداع فالقائل يريد أن يصرف أذهان السامعين ويطلب منهم ان يركزوا على جانب التقوى ويتركوا مسألة النسب وهو ما يعني ان لا دليل عندنا عن النسب و لا كلام ولا رد , والسبب انهم عاجزون عن اثباته وإلا فلماذا لم يجمع بين الفضيلتين (النسب والتقوى ) ليكون نور على نور, وهل يعقل ان يبخل على إمامه ومرجعه وصمام الأمان ويبخل على المتسائلين والمشككين والمترددين ! 2- مصادرة ومغالطة وخداع وجهل فالسؤال والاستفهام والاشكال على النسب فيلزم الجواب عنه وبخصوصه دون التطرق والتعرض الى صفات ودرجات إيمانية لا دخل لها بالنسب , وهي محاولة ترقيع فاشلة لأنها تفتق عليهم جوانب أخرى لأن التقوى كدرجة ايمانية ومقام راقي وعالي تمنع وتعصم صاحبها عن الكذب وإدعاء النسب من غير دليل وحجة ويتجنب اللعن الصادر على لسان رسول الله صلى الله عليه واله (لعن الله داخل النسب وهو خارجه وخارج النسب وهو داخله ) فأي تقوى اذن وأي ادعاء بها وأي توجيه كأمر مهم فمن كان متقياً لا يدعي النسب زوراً وكذباً ومن كان متقيا واقعاً يستحيل انه لا يملك الحجة والدليل على نسبه وهذا مفقود ولا دليل ولا حجة فيثبت أنه لا تقوى له !! بالتالي فأنه يثبت ان لاعدالة له فهي ساقطة فتسقط دعوى مرجعيته ويثبت بطلانها لان العدالة من الشروط المهمة للمرجعية فمعنى العدالة تعني الاستقامة على حدود الشريعة وتجنب الذنوب والمعاصي أولها الكذب الذي يخرج الانسان من دائرة الايمان أصلاً , والإيمان شرط أخر من شروط المرجعية الذي يسقط بمجرد الكذب ,!! وبسقوط هذا الشرط وانتفاءه تنتفي اصل دعوته بالمرجعية وتسقط !! والنتيجة أن السيستاني ( لا نسب .. ولا عدالة ...ولا إيمان) 3- إن القول (ليس المهم النسب ...المهم التقوى) هذا يُطرح ويُقال إذا كان النسب ثابت مسبقاً , وكانت مناسبة الكلام يدور حول أفضلية من كان سيداً ولكن لا تقوى له وكان أخراً غيره ليس بسيد ولكنه متقي فيستحق الثناء والمدح والاجلال في الدنيا والثواب في الآخرة فيعترض أحدهم منحازاً لصاحب النسب السيادي فيقال له ليس المهم النسب بل المهم التقوى ! وعليه فمفهوم هذا الكلام كأنه يريد أن يقول (وإن كان السيستاني ليس بسيد لكنه له تقوى وهذا هو المهم )!!! 4- وبهذا ومن تصريح هذا المسؤول في العتبة والموالي المدافع عن السيستاني يثبت ضمناً الاعتراف بعدم صحة نسب السيستاني و عدم وجود أي دليل يثبت نسبه ويثبت عجز ماكنته الإعلامية والمالية والمؤسساتية ومن فيها عن اثبات نسبه والاتيان بمشجر تام صحيح وكذا يثبت كذب اسطورة اللقاء بالإمام الحجة عليه السلام بدعوى ان السيستاني التقى به وألهمه فتوى التحشيد لإنقاذ العباد عندما أصاب السيستاني الهم والغم والأسى والحيرة كيف يفعل للخروج من المأزق , أليس دعوى النسب وما يترتب عليها من مأزق وبطلان وتهوين وحرج وفضيحة للسيستاني وهم وغم تستوجب اللقاء بالإمام عليه السلام ليلهمه الخلاص بالحجة والبرهان !! والنتيجة أن السيستاني يفحم نفسه بنفسه ويفند احدوثته
|