حيّرني صاحبي المجنون هذا الصباح عندما سألته عن أحوال العباد , وما ستؤول إليه البلاد. قلت له : هل سمعت بالتكنوقراط؟ قال : التنكو قراط , أن تضع رأسك في "تنكه" , أو أن تحملها وتضرب عليها بيدك , فتحدث صوتا , وهذا ما أعرفه !! وللتنكه فوائد كثيرة , كإستعمالها كمكيال , وحاوية للدهن والتمر والدبس والجبن والمأكولات المتنوعة , ونقل الماء والتراب , وأحيانا النفايات , لكنها مختصة بالدهون والزيوت , وفي بلدان النفط يبنون بها البيوت , فما المشكلة في إستعمال التنكه؟ قلت : يبدو أنك ما سمعتني جيدا!! قال : بل سمعتك؟!! وأضاف متبرما : " إشتري إبعقلك حلاوة"!! قلت : تكنو تعني فني أو تقني وقراط سلطة أو حكم , أي تشكيل حكومة من الفنيين أو المهنيين , للتغلب على المشاكل , وأنت تحدثني عن التنكه!! حدق المجنون بوجهي غاضبا وهو يقول : مُغفلين , مغفلين أولاد الخايبات!! وحرك يده اليمنى ساخرا وهو يقول : " من هالمال حملوا اجمال"!! قلت : يبدو أنك لست على مايُرام!! فانزعج وقال : أنا أم أنتم , تقولون عني مجنون , وما يجري يؤكد بأنكم بيت الجنون والفساد والدمار!! قلت : هل أخذت دواءك هذا الصباح؟ قال : المشكلة ليست في الدواء ولكن بمن يصفه!! قلت : وماذا تقصد؟ قال : هل وجدت وعاءً يسكب غير ما فيه؟ قلت : لا!! قال : " نفس الطاس ونفس الحمام" فماذا ستتوقع؟! قلت : أنا لا أفهم بهذه الأمثال. قال : الأمثال هي الدواء , فقد جاءت من صلب العلة. قلت : وما الحل؟ قال : نو نو قراط!! قلت : وماذا تقصد؟ قال : المعنى في قلب الشاعر قلت : لا تمزح قال : أنظر من حولك , فالحجارة متأهبة لشج الرؤوس!! قلت : أنت اليوم في ذروة جنونك. قال : خذ تنكه وضع رأسك فيها, لأراك كيف تمشي في طريق. وأضاف : هل وجدت رأسا في تنكه ويعرف بما يدور؟!! أزعجني صاحبي فتركته ورحت أبحث عن تنكه لإجراء التجربة!! |