لماذا تركتنا بالصحراء يازهير

مات زهير الدجيلي .. هل تعرفون من هو زهير الدجيلي ....؟
هو صاحب أكبر حقل غنائي يزهر بالعذوبة والنقاء وعمق الشجن العراقي ، كان يغازل حلما عراقيا ظل يطارده بالنصوص الغنائية التي توجز برقي مدهش ملاحم الروح الشعبية العراقية العاشقة بوجد لايضاهى ...!
أربعون عاما وزهير ينسج سلالم من روحه كي يصعد لذلك القمر البعيد بعد ان تعب (هوى الناس) من الصراخ عليه ...!
كانت الطيور رفيقا ً دائما لدموعه حين تغسل فيض الاحزان لذاك الجريح البعيد البهي المسمى عراق .. ياطيور الطايره بديرة ... سلميلي وشوفي شنهو اخبارهم ..؟
رحيلك أبا علي... احسبه عقوبة قاسية لنا وأنت تتركنا وسط صحراء قاحلة تلفها عتمة الأرهاب الذي طال الأغاني والأرواح ومراسيل الأرض والسماء...!
كنز من الترف والإصرار الثوري على الجمال وقضية الوطن والمبادئ ..!

اغترب سنين طويلة من أجل هذا ، لكن روحه لم تفارق شواطئ دجلة وشوارع الناصرية التي أرتضع منها الشعر والحنين ...، أنهزم من وطن يحكمه جلاد لكنه انتصر عليه بالأغاني ، ليترجم ماقاله المغني الثوري اليوناني ( ثيودوراكس ) " الفاشست بكل اسلحتهم ينهزموا امام أغنية ".
اغنياته كانت سلوتنا( حسبالي ) ( يانجوى )(الطيور الطايره ) ( ياهوى الناس ) ( البارحة)...وغيرها .
زهير الدجيلي الشاعر الكبير والصحفي الألمعي والمثقف العميق .. يلتحق بركب الخالدين الذين اعطوا للعراق بعض جماله وحنينه .... وستبقى يازهير في ارتحالات اغانيك أنيسنا وسلوتنا في هذا الزمن الذي صار ينازعنا أنسانيتنا ويرمي بنا الى غابات الوحوش ومرابط الحمير .
( حسبالي عدينه الوفه والعمر واتوافينه ..)
مازلت اذكر ابتسامتك الوديعة و كلماتك المشعة على شاطئ الخليج في الكويت كنت بالغ الأصرار على ولادة عراق جديد ، تحاول استيلاده بقصيدة أخيرة عصماء .
هل جاء موتك ليكتبها ....!
(وصيت الك وياما البحر غرّك وصايا السفن والسفانه ....!
نم بهدوء ايها الحبيب فقد وفيّت الدين للوطن والناس وذلك الحلم الذي طارته كل سنين حياتك .
لك الحب والجمال والرحمة والذكر العظيم ايها العراقي الأشم .