أختار العبادي اثنين من قادة كتلته وحزبه للجنة التي ستختار طاقم الوزراء التكنوقراطيين، وهما نوري المالكي زعيم حزب الدعوة وعلي الاديب القايدي في نفس الحزب ورئيس كتلة دولة القانون في مجلس النواب ..وبالطبع لم يجد من يوكل اليه رئاسة اللجنة هذه الا شخصه !
ولعل المضحك المبكي هنا هو ان العبادي يصرح كل يوم منددا باحتكار الاحزاب الحاكمة للسلطة على اساس المحاصصة والابتعاد عن الكفاءة .وهو هنا مثل الذي ينهى عن امر ويأتي بمثله .ويمارس ما يعيبه لدى الاخرين !
لا ادري ما الذي وجده العبادي من محاسن في المالكي الذي وصفه مرة بالقائد الضرورة ،تشبيها له بصدام حسين !وكذلك سمع الكثير من المقربين اليه رأيه بألاديب الذي قال عنه بأنه الاسوأمن بين كابينة المالكي الوزارية الثانية ! فالضرورة والاسوأ اصبحا بقدرة حيدر من يختارا العناصر المناسبة للوزارة التكنوقراطية الي سيشكلها العبادي قريبا .
ان اختيار العبادي للآثين صار محل استهجان لدى الكثير من العاملين في ادارة الدولة ومن ذوي الاختصاص، لان المالكي يفتقر الى ادنى مميزات الخبرة في ادارة الدولة .وبغض النظر عن توليه رئاسة الوزراء لدورتين بالصدفة، الا انه لم يعمل سابقا في مراكز ادارية او علمية تؤهله لهذه المهمة الخطيرة ،وافصى ما وصل اليه في حياته العملية هو كاتب في مديرية تربية الحلة .امأ ( الخبير ) الاخر ( الاديب ) فقد فشل فشلا ذريعا عندما تسلم وزارة التعليم العالي ،يضاف الى انه لم يحصل على شهادة علمية اعلى من شهادة دار المعلمين الابتدائية تؤهله لاختيار ذوي الادمغة الكبيرة لعضوية الوزارة الجديدة .اما العبادي رئيس اللجنة العتيدة ، فلم يعرف عنه انه شغل منصبا سياسيا او علميا قبل الغزو الامريكي للعراق عام 2003 ،باستثاء قيامه بتصليح المصاعد في لندن!!
وعليه يكون العبادي يكون قد فضح ما كان يخفيه من روح حزبية مقيتة ،واظهر للعراقيين انه محاصصي بامتياز .وان كل ما يدعيه ما هو الا خداع وتضليل سرعان ما بانت حقيقته .وكذلك كشف زيف ادعاءاته بانه يرفض المحاصصة السياسية .
|