أفلام السيرة الذاتية |
السيرة الذاتية نوعان. ان يكتبها صاحبها أو يكتبها عنه الاخرون. وفي كلا الحالتين فانها تعطي لقارئها صورة واضحة المعالم والابعاد عن هذا الانسان، سياسياً أو مفكراً أو عسكرياً أو مثقفاً أو ثائراً، منذ نشأته وصباه وبيئته التي نشأ فيها وتكونه الفكري ودراسته وتأثيرات الاخرين فيه وصولاً الى موقعه الذي رأى فيه أنه يشكل علامة في ميدانه ومن حق الاخرين أن يعرفونها.
وأفلام السيرة الذاتية يعدها كتاب السيناريوهات مستندين الى ما دونه هذا الشخص أو ما كتبه التاريخ عنه وما قال فيه زملاؤه واصدقاؤه وأبناء عائلته لتتشكل بعد ذلك رؤية فنية تستحق أن تكون فيلماً سينمائياً يراه الناس فيعجبون أولا يعجبون، وكل حسب هواه ورؤاه، ولكنها في آخر الامر توثيق معرفي لسيرة هذا الرجل، وهذا ما شاهدناه في افلام كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المهاتما غاندي وعمر المختار ولورنس العرب وجيفارا والسيد المسيح وجمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات وماغريت تاتشر ونيكسون وسبارتاكوس وعشرات من الافلام التي أعدها منتجوها لكي تكون معبرة عن مرحلة تاريخية معينة بكل ما تعنيه تلك الرحلة من ارهاصات وحوادث وانعكاسات!.
في تاريخنا السياسي والثقافي ثمة عشرات بل مئات من الشخصيات التي تستأهل أن نراها على الشاشة، خاصة وان الكثيرين منهم كتبوا مذكراتهم وسيرهم الذاتية بأنفسهم، وباستثناء بعض الاعمال التلفزيونية المتسلسلة كما في مسلسل نوري السعيد وعلي الوردي والسياب، فاننا لا نجد فيلماً سينمائياً واحداً عن أية شخصية عراقية بذاتها، رغم ان لدينا الكثير من المخرجين الذين يشار لهم بالبنان، ويمتلكون من الطاقات والابداع ما يمكنهم من ادارة أعمال سينمائية مهمة مثل هذه الاعمال.
في مصر على سبيل المثال عشرات وعشرات من أمثال هذه الافلام، صحيح انهم يمتلكون كافة الادوات الفنية والتقنية والاستديوهات والكتاب المتمرسون في اعداد السيناريوهات، الا ان هذا لا يمنع أن تكون لدينا مؤسسة، ليست بالضرورة أن تكون حكومية، بل تعتمد على نتاج القطاع الخاص وشركات الانتاج الاهلية، فالسينما صناعة وتجارة في آن واحد وشخصياتنا السياسية والفكرية والعسكرية والادبية تستأهل منا أن نعد العدة لانتاج افلام رؤائية عن سيرهم الذاتية لأنهم يشكلون التاريخ ويرسمون ملامحه. |