في دول العالم حين تعجز الحكومات عن حماية شعبها تقوم على الفور بتقديم استقالتها ، وهذا يحدث جراء خروقات أمنية أو ملفات تتعلق بقضايا فساد أو حتى عن تصريحات تلفزيونية لكبار رجالات الدولة . في العراق الأمر مختلف ، فلا حكومة تحمي شعبها من السيارات المفخخة وليس بأمكانها أن تشتري اجهزة لكشف المتفجرات صالحة للاستعمال ! ويومياً يضرب الارهاب كل محافظات العراق وبخاصة العاصمة بغداد وتكتفي الحكومة والبرلمان والقوى السياسية ببيانات شجب واستنكار لهذه الجرائم التي يذهب ضحيتها المئات يومياً من العراقيين الفقراء تحديداً .
وتشترك الحكومة واحزابها بالعمليات الارهابية لقتل الابرياء في صراعها على السلطة المستمر والذي أنهك البلاد وجعلها تئن منذ سنوات طويلة من دون أي تقدم يذكر على الصعيد الامنية ! رئيس الحكومة نوري المالكي يعرف جيداً من يقتل ومن يفجر في كل يوم ولديه ملفات طويلة عريضة لهؤلاء الارهابيين ، لكن لقائه الاخير في قناة العراقية قال صراحة انه إذا ما اخرج هذه الملفات من درجه العتيق ! الذي يحمل الكثير منها فسوف يعرض العملية السياسية للخطر !
عن اي عملية سياسية يتحدث رئيس الوزراء ؟ ولماذا يحاول التغطية على الارهابيين والقتلة وعلى السراق والفاسدين ؟ أليس من حق القضاء أن يوجه تهمه للمالكي على تصريحاته هذه ويحيله للمحاكم بتهمة التستر على هؤلاء واعتباره شريكاً لهم ؟ لم يخرج برلماني ولا سياسي واحد يدين تصريحات المالكي التي اعتبرت ثمن الانسان العراقي ابخس من ثمن سجارة واحدة !
الحكومة مدانة بتهم كثيرة : قتل الانسان العراقي عبر العمليات الارهابية ، ورؤوس الارهاب يتستر عليها رئيس الوزراء ! الحكومة سرقت ثروات الشعب وقامت بتوزيعها على الاحزاب والسياسيين من اجل اسكاتهم ! أضافة لمحاولاتهم تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم ، وهذه جريمة ايضا يعاقب عليها القانون فالحكومة لا تقدس تربة العراق ! وكذلك الهبات التي تقوم بها بين الحين والآخر بضم اراضي حدودية الى الكويت والاردن وايران ، فيما الاحزاب الكردية تتصارع مع الحكومة على اراضي عراقية لاستقطاعها وضمها للاقليم الذي سيعلن دولته قريباً !
ما يحدث بالعراق من تفجيرات وبخاصة هذا اليوم الذي ضرب الارهاب الكثير من المدن وذهب ضحيته المئات من الابرياء تتحمل الحكومة مسؤوليته ! ادانة الحكومة برمتها من قبل القضاء ، سيجعل من القضاء العراقي فعلا سلطة ثالثة مستقلة وجدت لاحقاق حقوق الناس . الدولة مدانة ، والقضاء مدان ، والبرلمان مدان هو الآخر ، والاحزاب مدانة ، والاجهزة الامنية متواطئة مع الارهاب وامام انظار الجميع !
وسيبقى الشعب العراقي لسنوات قادمة يدين الحكومة واجهزتها والبرلمان ولجانه دون جدوى ! والغريب في الامر ان السياسي العراقي حين يطل على شاشة التلفزيون يتحدث عن الديمقراطية والفيدرالية ! لا بل حتى ديمقراطيتكم هي الاخرى مدانة ! |