ضاعت الخرجية بين الذكية وكرجية

 

رغم اعلان  الشركة العالمية للبطاقة الذكية عن أطلاق خدماتها للجيل الثاني من حاملي بطاقة الـ كي كارد في العراق وأنها ستقوم بتفعيل خدمة التجوال للبطاقة الذكية لاستخدامها خارج العراق، فضلا عن خدمة الموبايل والانترنت الا ان شرط الحصول عليها يتطلب ظهور بصمة الاصابع لكي يخصص للفرد  تلك البطاقة الامر الذي حرم منه الالاف من المتقاعدين  لان بصمات اصابعهم مسحت جراء تراكم الامراض التي غزت اجسادهم من سنوات الخدمة العجاف التي تربو على الثلاثين ويزيد هذه الفئة اي المتقاعدين خدمت وطنها باخلاص ولم تنهب المال العام كما هو بعد الاحتلال عام 2003بمليارات  الدولارات من الصفقات المشبوهة والعقود المزورة ولم تتهم بالفساد الاداري وغسيل الاموال والتزوير وليست هي طرف في قضية المصارف الاهلية والرسمية بعد ان اصبح السارقون خارج البلد ومع ذلك ورغم الدنانير المعدودة لرواتبهم فقد طالتها  مقص الاستقطاعات بحجة التقشف مع انهم اصلا متقشفون منذ احالتهم الى التقاعد او (المعاش ) كما يحلو للاشقاء المصريين تسميتها !! ويبدو ان موجة وعواصف الاستقطاعات لرواتب صغار الموظفين والمتقاعدين دون الدرجات الخاصة طبعا !!ولدت عدم الدقة في المبالغ المستقطعة من الكثيرين بحيث غدت افواج المراجعات اليومية للمتقاعدين بشكل كبير لدائرة التقاعد العامة وفروعها ومنها في ساحة الوثبة وخاصة الشباك (36) الذي يتجمع حوله المئات مع انه لايتسع الا لعشرين شخصا وقوفا معظمهم تم استقطاع مبالغ كبيرة من رواتبهم الضئيلة دون معرفة الاسباب وحتى المصارف التي يتسلمون منها رواتبهم من متقاعدي البصمة الممسوحة لم تكلف موظفة المصرف (كرجية او خيرية او جاسمية أو .. او … ) المنهمكة بجهازها النقال الحديث (اي فون 6 )بالاتصال اوالبحث عن برجها او الموديلات والعطور من ان تجيب  على متقاعد يقف امامها خلف الزجاج والذي معظمهم لايقوى على الوقوف اصلا لساعتين في المصرف لاستلام تلك الدنانير الشحيحة بعد ان فتكت به امراض السكري والفقرات والضعط والذبحة الصدرية لتوضح له مقدار المبلغ المستقطع بل تكتفي فقط بعبارة (ياله وقع باصبعك )!!وعند السؤال عن الاستقطاع تجيب وهي مهمكة في هاتفها (ماادري روح راجع التقاعد همه يعرفون )مع ان بإمكانها توضيح ذلك دون عناء ..  مع ان معظم دول العالم ترسل رواتب المتقاعدين الى منازلهم او (فوكه بوسه )ونحن في العراق نعرض فئة المتقاعدين الى تعذيب جسدي ونفسي وكأنهم ارتكبوا معصية لانهم خدموا وطنهم كل من موقعه باخلاص وتفان بتلك الاجرءات الروتينية الثقيلة على الكثير منهم ان بعضهم مقعد الا ان المصارف تطلب حضوره كل شهرين عند تسلم الراتب .. وامام تجمع هذه الفئة في المصارف ودوائر التقاعد لسان حالهم يقول نحن مع اسرنا نشكل كذا مليون عراقي نعيش  تحت خط الفقر ويتعذر  علينا   في اغلب الاحيان  توفير ابسط وجبات الطعام اليومي لافراد اسرنا والبعض يستغني اضطرارا لابطرا عن وجبة اوأثنتين لقلة المورد فقد كنا ننتظر البحبوحة في رفع المستوى المعاشي بعد تعديل قانون التقاعد ورغم قلة الزيادة ولكنها ادخلت الفرحة الى اجواء تلك الاسر بالرغم من ان العراق من المفترض !!انه دولة نفطية وخيراته تعّدت الحدود الى دول الجوار وغيرها !! ولكن يتم استقطاع مبالغ من المتقاعدين هم بامس الحاجة اليها مهما كانت قليلة ولو لم تكون (البطاقة التموينية ) مستمرة لانقاذها من الجوع خاصة بعد أن اختلط الحابل بالنابل وساد الفساد والسرقات والخاسر الوحيد هم السواد الاعظم من فقراء الوطن وهم الاغلبية ومن بينهم المتقاعدون ..هي دعوة نتمى ومعي المتقاعدون ان تجد صداها عند المعــــنيين وننتظر خيرا ..