معلم واخ وصديق |
عندما كنت اتحدث مع معلمي في المدرسة الابتدائية استاذ خليل ابراهيم قبل ان احتضنه وكأنه ابي واقبل يديه كان هناك رجل كبير في العمر ولكنه انيق بشكل جميل ويضع قبعة جميلة جدا فوق رأسه وهو يشاهد هذا الموقف قال ، ليست هناك علاقة ابوية قوية بين الطالب الكسلان ومعلمه ، انت طالب نجيب ومعلمك استاذ مربي فاضل ، الرجل يقول كنت معلما لوزير التجارة العراقي الاسبق حكمت العزاوي فلم يتركني اسبوعا الا وهو يزورني في بيتي ، لم يكن استاذ خليل ابراهيم مجرد معلم بل كان مربيا ومرشدا وناصحا وابا واخا وصديقا ، في يوم الامتحان كان يجلب الحلوى معه فضلا عن اشياء وحاجيات جميلة اخرى ويشجعنا من اجل ان تكون اجاباتنا صحيحة ، لم نكن نشعر اننا في مدرسة بل كنا نعيش في عائلة كبيرة فيها كل شيء جميل ، مواقف كثيرة مازلت اتذكرها الى الان منها ، ان مجموعة من الطلاب كانت حالتهم المادية صعبة ولم يكن باستطاعتهم دفع اجور كلفة السفرة المدرسية مدير المدرسة الاستاذ نصيف صاحب الشخصية الاسطورية قال لهم ناخذكم معنا في السفرة على حساب الادارة ، في حصة درس الرياضة كان الاستاذ موفق عبد المجيد يرتدي الملابس الرياضية الكاملة وهو يتدرب معنا ويقوم بدور المدرب ، ماذا نتذكر من ايام دراسية علمتنا الشيء الكثير وهي مازالت عالقة في الاذهان .اكثر من اربعين سنة تمضي ولكن تبقى علاقتي بمعلمي استاذ خليل ابراهيم متواصلة ، اراه دائما ذلك الرجل الجميل بكل شيء لم يتغير به شيء ، انيق في الملابس برغم بساطتها والابتسامة دائما ترافقه في كل الاحوال والظروف ، ماذا يمكن ان اهدي لهذا المربي في عيد المعلم .في المقابل نسمع قصص وحكايات عن المعلمين والمدرسين في زمن الفوضى ، خاصة فيما يتعلق بقبول الرشا والهدايا والامور الاخرى وهي تبدأ في الدروس الخصوصية ولاتنتهي عند حدود معينة ، هل يقبل المعلم ان يكون رخيصا الى هذه الدرجة وهو يمارس دور المربي والناصح للاجيال التي يتحمل مسؤوليتها؟ ، كيف للمعلم ان يبحث عن هيبته واحترامه وشخصيته بين طلابه وهو يبدوا صغيرا امامهم وامام نفسه على اقل تقدير ، مشهد مؤلم جدا لطفل صغير جدا يظهر عبر الفيس بوك وهو قد تعرض الى ضرب مبرح من احد المعلمين حتى ان منظر الطفل يبدو وكأنه خارج من معركة وهناك اثار القسوة والضرب والعنف بادية على اغلب اماكن جسم الطفل من رأسه الى قدمية ، تبا لحكومة تنظر الى التعليم من ثقب صغير جدا وهي مشغولة بنهب وسرقة اموال العراق وتوصله الى اسوء مراحله في تاريخه . |