دائرة الهجرة و المهجرين تخص معاملاتها للعائدين من حزب الدعوة فقط ـ ٢

منذ مدة طويلة و أنا اتلقى التوسل من سيدة النساء أمي و من أخوتي و كل أفراد اسرتي البالغين 125 نسمة أطفالا و نساءا و شيوخ و أولاد يانعين و بنات بكر و متزوجات .

قررت الامتثال و العودة الى الوطن ، بقائمة حسابية بسيطة احصيت ما اريده للعودة ، قبل ان أغادر العراق بعت بيتي بقيمة 7 ملايين دينارا عراقيا بالوقت الذي الذي كان الدينار العار...اقي أيام صدام يساوي 4 سنتات أمريكية. اليوم بيتي يساوي نصف مليون دولارا أمريكيا ، ، بيتي في سيف سعد في كربلاء ، بني على يدي بكتل كونكريتية تكفل بقاء البيت شامخا لنصف قرن ، زينت جدرانه بالكاشي الكربلائي على يد ابا فيصل صاحب المعمل و مهندس مختص المرسوم بلوحات مستوحاة من أعمال فنية تجسد قصائد و شعر عمر الخيام ، في وسط حديقة البيت نافورة جميلة على شكل تمثال طفل يحمل الورد الذي ينزل منه الماء على شكل ندى من عينيه السوداويتين .

قبلت بالتضحية بما فات فداءا للوطن ، وراجعت دائرة الهجرة في كربلاء للحصول على قطعة أرض و منحة للبناء ، قدمت أوراقي التي تثبت كوني كنت لاجئ سياسي و ليس انساني في أستراليا ، طلبوا مني عدة مستمسكات ، قدمتها ،،، و لكن ما أحزنني و أثار رعبي و أعصابي ان مدير الهجرة في كربلاء طالبني بأي مستمسك يثبت كوني كنت على علاقة باحد المسؤولين ، سالته عن تحديد من من المسؤولين تريد ان أثبت علاقتي به أثناء وجودي في الاردن ؟ و كنت فرحا مستبشرا حين قلت له : أنا كنت مراسلا رسميا لجريدة الوفاق المعارضة في الأردن التابعة لصلاح عمر العلي و الصادرة من لندن ، و لي مقالات عديدة في جريدة الزمان تلك المقالات مناوئة لنظام صدام أبان جبروته . و يعرفني شخصيا كل مثقف و كاتب عراقي معارض في الخارج و جمعت له تواقيع كتاب و شعراء و فنانين عراقيين كانت موجهة الى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الاردن . و أعلمته برقم ملفي في تلك المفوضية و من الاجدر بالحكومة العراقية اذا كانت حقا تتعامل مع هذا الامربجدية ان تخاطب تلك المفوضية للحصول على الملف الكامل عن قضيتي التي كانت تعتبر من القضايا المهمة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الاردن .

المهم تعاملت مع السيد مدير دائرة الهجرة و المهجرين ذو المسبحة الطويلة التي كان يعد عليها اسماء الله الحسنى أثناء حديثي معه بلغة علم النفس و تقصي ما بداخل هذا الرجل حتى اني عرفت منه ان طلبي للحصول على قطعة الارض و المنحة المالية سيكون أسهل لو اني كنت على علاقة باي من المسؤولين الحاليين و كان يقصد اعضاء حزب الدعوة بالتلميح .

عدت الى بيت أمي و معي أعتذار و دمعة تنزف في أحضانها ، قلت لها : أمي سوف لن يمنحونني أرض و لا منحة و لا أي شئ ، استغربت.
سألتني عن السبب ، قلت لها أنا لست من حزب الدعوة ، أنا أشرب الخمر و لا أتطبر أو الطم و لكني اقدس ثورة الحسين و اعتز و احتفل بها كل عام على انها ثورة تستحق الاحتفال لا البكاء فالحسين أكبر من ان يبكى عليه و الحسين يحتاج الى مثقفين يخلدون ذكره كما يخلد النصارى جراحات صلب المسيح ، فمأساة السيد المسيح و جراحاته و هو نبي الله لا تختلف عن جراحات الحسين لان الهدف كان هدفا واحدا واضحا ألا و هو الحق .
سألت نفسي : لو أني كنت يزيديا ، نصرانيا ، صابئي أو غير ذلك ، كيف يتسنى لي ان اعرف أحد من المسؤولين ؟

لا أدري كيف اضع هذا المقال ، هو مقالا مفيدا يوضح حالة سلبية في ماهية الخصوص أو انه رسالة صريحة الى ذوي الامر ممن يقودون الوطن و يتبجحون بتسهيل معاملات و إجراءات عودة المضحين الاوائل و الفاقدين للكثير . إذا كانت دولة الكويت تطالب بالتعويض عن خساراتها من خلال الغزو و إيران تطالب و إسرائيل تطالب و غيرهم ممن تعرضوا للأذي ابان حكم صدام إذن لماذا نستجدي نحن مواطني العراق و اللذين تعرضنا للأذي و التدمير و التشريد و الضياع و فقدان ما بنيناه في سنين عجاف بكد و عرق و سهر ، ألا يحق لنا ان نطالب ؟ ألا يحق لنا ان نقاضي من يعرقل سير معاملاتنا ؟ ألا يحق لنا ان نقف بقوة و نقول يا ناس هذا وطننا كما هو وطنكم؟
ألا يحق لنا ان نشعر و نستمتع بفجر جديد يعيدنا الى أهالينا و ديارنا و أحبابنا بعد غياب طويل في غياهب الظلم و الغربة ؟ الا يحق لنا ان نرى نور الشمس ؟ ألا يحق لنا ان نلمس الشئ الجديد المختلف عن متاهة ايام الحكم البائد ؟ ألا يحق لنا ان نطالب دولة القانون بتنقيذ القانون بحياد دون إعطاء الكفة المميزة وزنا أكثر ؟

يا سيدي مدير دائرة الهجرة و الهجرين في كربلاء ، حين تقدمت باوراقي لسيادتكم كنت أعتقد ان إسمي فقط يكفي لاثبات كوني مناضل عراقي كتب و قارع النظام البائد المنحل .
و لكن ، البلد الذي لا ينشئ تمثالا للجواهري و البياتي و محمد صالح بحر العلوم و غيرهم من رموز شرف العراق لا لسبب فقط كون لا علاقة لهم باحد ألمسؤولين ، لا أعتقد ان هناك أمل بان يكون العراق عراقا ، بل سيكون عـار ..... قا .