فتاة عاشقة حكاية أغرب من الخيال – 3

تقول الرسالة :{ سيدي أيها الرجل الظالم ، أيها الغافي على جرحي الممتد من بيتي الى مقعد الدراسة .. ليس من العدل ، ولا من الإنصاف ، أن تغيب عني أو تتجاهلني دون وجه حق ! وانا التي شريتك بالدنيا وما فيها ، ولو فعلتها وتركتني ، أو تجاهلتني ، ماذا سأقول لنفسي فيما لو سألتني عنك ؟ ماذا سأقول ليدي ، ولذلك الخاتم المرتجف في إصبعي ، وماذا سأقول للمنديل ألذي إبتل بدموعي ، ومصباح غرفتي ، ولذلك القلم الخجول الذي ما برح يناجيك بحروف أمتزج مدادها بدمي ، وهل لك ان تخبرني بماذا سأعتذر للزهور الغافية في حديقتي ، وكيف سأتصرف مع ذاتي .. أتريد أن تقتلني بصمتك الذي أجبرني على ما انا فيه ؟ أم أنك تكابر الشوق الدفين والذي فضحك من الأساس ؟!!
لقد أخبرتني العصفورة – وهي لا تكذبني القول – أخبرتني بأنك أصبت بالصداع حينما غادرت قاعة الدرس ليلة أمس !! إطمئن سيدي لست مصابا بالصداع ولا يحزنون إنما هو هروب مؤقت من قدرك الذي هو انا .. طيب مالذي ستفعله في قوادم الأيام ؟ وكل هذه الأفعال لن تجديك نفعا مهما حاولت .
قالوا حبيبك محموم فقلت لهم : .... انا التي كنت في حمائه السببا !!
نعم فكل ما فيك يهمني ، وكل ما فيك مرهون بحبي ، وأبتسامتك ستشرق كشمس الصباح حين تراني وتنصاع لحبي الجارف من قبل أن تحتسي قهوة الصباح والتي أتمنى ان أسقيكها بيدي وكما قال الشاعر :
يسقيكها من كفه رشأ .... لدن القوام مهفهف بضُ !!
هذه رسالتي الثانية ولن تكون الأخيرة ، فلا تضطرني لكتابة المزيد فلست أدري هل سأتمكن من كبح جماح نفسي ؟ }
انه كلام كبير من فتاة في ريعان الشباب وهوإن دل على شئ فأنه يدل على عمق ثقافة هذه البنت وبراعتها في إختيار المفردات فضلا عن سلامة اللغة ، ولكن لم يرد بخلدي أن أكون ندا لها او أبادلها شعورا لست مقتنعا به لعدة اسباب كنت قد شرحتها في الحلقتين السابقتين ، بالاضافة الى أنني غريب في تلك الديار ، وربما كنت مراقبا من السلطات فيضيع مستقبلي فيما لو جاريت تلك البنت فيما تقول ، واخجل من نفسي لو أدعيت اني أحببتها واقوم بتمثيل دور العاشق ، فذلك بعيد عن تربيتي وأخلاقي لأنني سأتسبب بضرر غير محمود العواقب ، وسط كل الوساوس التي إنتابتني وانا أقرأ تلك الرسالة ، ووسط الأفكار التي عصفت برأسي وأعيت حيلتي في التصرف كما ينبغي رن جرس هاتفي المحمول فكان رقما مجهولا أيقنت إن المتصل هي تلك البنت ( الشقية ) والتي تريد تدمير حياتي ومستقبلي بذات الوقت .. تركت الهاتف يرن دون أن أرد .. رن مرة أخرى وثالثة ورابعة ، وفي المرة الخامسة وصلتني رسالة قصيرة من ذات الرقم المجهول تقول : جاوبني أرجوك ألا يكفيك تعذيبا لنفسك ؟؟ لم أكترث لتلك الكلمات وفكرت أن ابعث لها تهديدا مبطنا لعل وعسى ترتدع وتتركني في حال سبيلي ، أرسلت لها رسالة قصيرة قلت فيها : ( حبا بالله إتركيني وشاني ، وبخلافه سأضطر آسفا
لأخبار السيد رئيس الجامعة .. مع التقدير ) ما هي إلا لحظات حتى جاءني ردها الذي يقول : ( والله لو أخبرت الأمين العام للأمم المتحدة فلن أتراجع عن حبي ، وتهديدك لي لن يفت في عضدي ) !!
حسبي الله ونعم الوكيل .. أمسكت بالهاتف لأهاتفها مرغما لعل صوتي يثنيها عما هي فيه :
* الو السلام عليكم .
- وعليكم السلام وأخيرا نطق الصمت .. عساه خيرا !
* خيرا أن شاء الله .. إسمعيني جيدا يابنت الناس ، انا رجل غريب واود أن أخبرك أني لا أنفعك لعدة اسباب أولا فرق السن ، ثانيا أنا مصاب بالسكري وإرتفاع ضغط الدم والكآبة وغيرها من الأمراض فهل يصح أن ترتبطين بمستشفى متنقل ؟
- والله لو بقي في عمرك يوم واحد فهو غاية مطلوبي ان اكون معك !!
أغلقت الهاتف بوجهها رغم علمي أنه تصرف غير مهذب ، ورحت مستغرقا بتفكير عميق علني أجد مخرجا لتلك الورطة ..
( للحكاية بقية )