بلاد العمائم بنوعيها الابيض والاسود، ذاتها بلاد الاموات والتوابيت ، بلاد المساجد المترفة والمآذن الشاهقة ذاتها بلاد الجوادر والبكاء والعويل، بلاد الحجاج والحجيج والزائرين ذاتها بلاد الخوف والايتام والارامل، أنها بلاد مسحورة كل شيء فيها غريب، بلاد المتناقضات والتناقضات، بلاد التكنوقراط بطعم رجال الدين وبلاد الخراب وداعش الحقير. يجلس القادة يجتمعون على طاولة مستديرة على حين غرة ليناقشوا مصير البلاد فيسمعوا صوتاً مدوياً أحدهم يسأل آلاخر : ماهذا الانفجار المذهل ياترى؟ فيأتي الحاجب مسرعاً يقول : لهم سادتي واولياء نعمتي هذا انفجار ضرب بوابة الحلة وسقط على اثره مئات الابرياء فيجيبه أحد القادة : يحيك هل مات قائد من اتباعنا؟ يرده لحاجب : لاياسدي الانباء تقول أن الانفجار وقع وسط الفقراء والمساكين. فيجيبه قائد آخر : لنكمل الاجتماع اذن فالحياة تستمر ولاعليك انهم شهداء ابرار وهذا يومهم اختارهم الله بقربه وفي ذمتنا مستقبل البلاد.
القصة تبدأ عندما يبحث العراقي في بقاع وادي السلام عن قطعة أرض وقبر تضمه عند وفاته مع عائلته يشترياها بأعلى الاثمان وأحيانا يزورها ولايعلم أن كان سيأتي فيها كامل الجسم أو مقطع الاشلاء أو قد لايأتيها اصلاً ولايعلم أيضا أن يكون جسدة منثورا في السماء بفعل اولاد الجنة وازواج الحوريات واصحاب اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ والباحثين عن وجه الله في ثنايا الدماء، يفكر العراقي في الموت المفخخ كثيرا وطويلاً ويعتقد أنه خلق ليموت في زحام البشر. هو ابن هذه الارض التي "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ" في التفخيخ والقتل والتفجير تحت عمامة رجال الدين المتطرفين الباحثين عن انين الامهات، الذين يبسمون امام دموع الايتام ويقولون هذا ما وعدناكم به وصدق المجرمون ، في هذه البلاد يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ. "القتل لنا عادة "تراها في وجه كل عراقي، نحن شعب الله المختار في الدماء والتوابيت، في زمن تحترق طفلة في سيطرة الحلة يبتسم القادة في كربلاء مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ. يقولون لماذا يصيبكم الحزن ابستموا لأن الموتى الذين احترقوا ويحترقون الان هم شهداء لاتخافوا سنتكفل بالقبور وسنشيدها على حسابنا الخاص وقد نزور مجالس العزاء أو عذرا ليس لنا وقت لهذا الهراء فما مجالس العزاء الا عمل من كيد الانسان وليس لها اصل في القرآن ، أنما نحن مبعوثون للاصلاح العملية السياسية والحفاظ على بيت التحالف الوطني. يحتاج الامر إلى اكثر من ذلك، هولاء ليسوا ببشر بل ألهة جاءت على صورة بشر، هولاء جاءوا لينقذوا البلاد من شر الشيطان ااياك وانتقادهم فما انت بمثلهم فلست أنت سوى بشر من تراب حقير وماهم سوى من نور ونار يجتمعان!
|