الطفل اللاجئ مهدي يعود لعائلته بعد عام من الفراق في البحر

 

انتهت قصة ضياع الطفل الأفغاني مهدي نهاية سعيدة اليوم الاثنين (السابع من آذار/ مارس 2016) بعد أن وصل مهدي إلى مطار مدينة هانوفر قادما من سويسرا للقاء عائلته بعد عام من الفراق.

عانت عائلة رباني الأفغانية عاما كاملا، بعدما فقدت الأمل في إيجاد ابنها مهدي الذي ضاع أثناء رحلة العائلة إلى أوروبا. وكانت العائلة قد قررت مغادرة أفغانستان في كانون الثاني/ يناير 2015 والاتجاه إلى أوروبا طلبا للجوء، بسبب مضايقات حركة طالبان للعائلة ومطالبتها العائلة بتزويج بناتها الصغار بالإكراه. وكان طريق اللجوء يمر عبر تركيا، وقبل العبور بالقوارب إلى اليونان كان يتحتم على العائلة إتباع طريق عبر الغابة وانتظار قوارب مهربي البشر المتوجهة إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

بدأ التزاحم بين اللاجئين قبيل الصعود إلى القارب وتمكن أفراد العائلة من ركوب القارب - الأب والأم مع أطفالهما الأربعة - لكن من دون مهدي، حسبما نقل موقع تلفزيون "أن دي أر" الألماني. انتظرت العائلة وصول مهدي إلى جزيرة ليسبوس لكن دون فائدة. فقد غرق القارب الآخر المتوجه إلى ليسبوس. ولذلك قررت العائلة العودة إلى تركيا للبحث عن ابنها المفقود. وبعد سبعة أشهر من البحث لم تعثر على ابنها، وتوقعت موت الطفل أثناء عبوره إلى اليونان. وبعد يأس عائلة رباني من العثور على طفلها في تركيا قررت التوجه من جديد إلى أوروبا دون مهدي. ووصلت العام الماضي إلى ألمانيا وطلبت اللجوء فيها واستقرت في مدينة باد بودينتايخ. وهناك طلبت من موظفي مؤسسة الصليب الأحمر مساعدتها في العثور على ابنها مهدي.

كان القارب الذي يقل مهدي قد غرق فعلا في البحر لكن مهدي استطاع النجاة بحياته والعبور مع قارب آخر إلى جزيرة ليسبوس وهناك التقى بعائلة أفغانية أخرى وأكمل مسيرة الرحلة معها إلى أوروبا ووصل إلى سويسرا.

وبعد عملية بحث طويلة وجد راني حجازي الذي يعمل مع منظمة الصليب الأحمر الطفل مهدي في سويسرا. وقال حجازي إن عائلة رباني قدمت إليه في شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي لمساعدتها في العثور على الطفل المفقود. وذكر حجازي، الذي قدمت عائلته من لبنان طلبا للجوء إلى ألمانيا هو الآخرعندما كان طفلا، أنه "يعلم تماما كيف هي أوضاع اللاجئين وما الذي عليهم تحمله". قرر حجازي لذلك مساعدة عائلة رباني والبحث عن ابنها الضائع، نقلا عن موقع تلفزيون "أن دي أر" الألماني.

قام حجازي بالاتصال بمختلف مراكز اللجوء في ألمانيا ولم يعثر على أي خيط آمل يوصله بمهدي. ومن ثم قرر الاتصال بالمنظمات في سويسرا ووجد معلومة مفادها أن هناك طفل أفغاني في ولاية برن يحمل نفس مواصفات مهدي ويعيش هناك تحت إشراف مؤسسة حماية الطفل. وهو ما قادهم لاحقا إلى التعرف عليه وطلب إلحاقه بعائلته في ألمانيا.

بعد وصول مهدي إلى هانوفر قالت والدته:" شعوري لا يوصف". وقال والده ": كانت أوقات عصبية جدا علينا".