اجتماع (فضائي) للتحالف الوطني ..!

البيان الختامي لأجتماع قادة التحالف الوطني في كربلاء (وفي هذا الوقت بالذات) جاء مخيباً لآمال العراقيين، بعد انتظارهم لقرارات نوعية من أكبر فصيل سياسي قاد حكومات متعاقبة، تسببت بالخراب الشامل الذي يعاني منه الشعب منذ سقوط الدكتاتورية .
أربعة نقاط رئيسية أعتمدها البيان، جاءت جميعها معادة ومكررة في الخطابات السياسية والتصريحات المعلنة من قادته وطواقمه في البرلمان والمؤسسات الرسمية التي يهيمن عليها، الأولى أنه يدعم الاصلاحات، والثانية رفضه للتفرد بالقرار السياسي، والثالثة رفضه لحمل السلاح خارج اطار الدولة، والرابعة دعوته لسلمية المظاهرات !.
هذه النقاط الأربعة التي تضمنها البيان، لاتحتاج الى اجتماع (مهم وشامل) لقادة التحالف الوطني لتاكيدها، لأن جميع الكتل السياسية في المنطقة الخضراء تؤكد عليها في اجتماعاتها وخطاباتها السياسية، وهو التزام يفرضه الدستورالعراقي، لكن تطبيقه في الواقع تعرض ومازال لانتهاكات صارخه من جميع الكتل، خاصةً في نقطة (حمل السلاح خارج اطار الدولة)، الذي أفضى ومازال الى جرائم الاغتيال والخطف والتسليب وترهيب المواطنين في العاصمة والمحافظات.
لقد فتحت أبواب محلات بيع السلاح في بغداد علناً، اضافة الى محلات بيع الملابس العسكرية بالرتب والنياشين كأننا في تكساس الأمريكية، وكل ذلك كان في ظل حكومات التحالف الوطني، الذي يدعو في اجتماعه الأخيرالى (رفضه لوجود السلاح خارج اطر الدولة)، ناهيك عن استخدام السلاح في النزاعات العشائرية في محافظات الوسط والجنوب، التي تمثل (خزان الانتخابات) للتحالف الوطني وحكوماته المحليه، حتى (أرتقت) العشائرالى استخدام الاسلحة المتوسطة ( بي كي سي وهاونات )، اضافة الى الاسلحة الشخصية الموجودة في كل بيت دون ضوابط قانونية!.
أما دعوة قادة التحالف الوطني لسلمية المظاهرات فهو (الحق الذي يراد به باطل)، لان تظاهرات العراقيين كانت وستبقى سلمية، ولم تبرز خلالها طوال الاسابيع الماضية، كما كانت منذ انطلاقتها الاولى في 2011، مظاهر عنف كي يؤكد على ضرورة سلميتها البيان !.
خاتمة بيان الاجتماع جاءت مثالية في (الفنتازيا) التي تمثلت بعبارة ( اننا نتطلع الى المزيد من التعاون بين أبناء شعبنا لتجاوز التحديات التي تواجه العراق، وفي مقدمتها الحرب ضد عصابة داعش )!!، دون الاشارة الى أسباب سيطرة داعش على ثلث مساحة العراق في ظل حكومة يقودها التحالف، ولا الى الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة العراقية على مدى ثلاث حكومات متعاقبة على الحكم في العراق قادها التحالف، وتسببت سياسات قادتها بالخراب العام في مفاصل الدولة العراقية، الذي مهد الطريق لسيطرة داعش !.
لماذا( يتطلع ) قادة التحالف الوطني الى مزيد من تعاون أبناء (شعبهم) قبل تعاونهم فيمابينهم أولاً، ومع الفرقاء الآخرين الذين يتقاسمون معهم القرارفي المنطقة الخضراء ثانياً، والجميع على يقين ان خلافاتهم الشخصية والمناطقية والحزبية والطائفية والقومية، هي العقدة الرئيسية في ادارة الدولة، التي تسببت ومازالت بكل مآسي العراقيين ؟.
لقد جاء البيان معبراً بمضمونه عن اجتماع (فضائي) لاعلاقة له بالواقع العراقي، وهوحلقة مضافة الى سلسلة طويلة من الاجتماعات غير المجدية للسياسيين العراقيين طوال السنوات الماضية، والشعب العراقي أعرف منهم بابجديات الأزمات التي (يصنعونها)، وأعرف باساليبهم في ادارتها وتسويقها وجني (ثمارها) على حساب تضحياته التي تجاوزت المسموح والمعقول، وهي بمجملها محسوبة عليهم بالتفاصيل والتواريخ، ولكل مشهد حساب !!.