حسنةٌ تُسجّل لأي محافظ يتولى إدارة البنك المركزي إذا رفض الإنصياع لقرارات الحكومة ، وسُبّة عليه إذا نفّذ مايريده رأس الدولة مهما كان ذلك الرأس كبيرا ومؤثرا !
ألبنك المركزي هو بيت مال العراقيين بصرف النظر عن طبيعة الحاكم وطريقته في إدارة البلاد ! في بيت المال هذا حصّة لكلّ عراقي ، وحقّ لكل عراقية ، ومايحتويه من نقد أجنبي وسبائك ذهبية إنّما هو ملكٌ لكلّ العراقيين لا يحقّ لأحدٍ كائن من كان أن يتلاعب به !
لم يسجّل تأريخ العراق المعاصر قيام رؤساء الوزراء أو رؤساء الجمهورية بزيارة الى البنك المركزي إلا في حالات إستثنائية ولأسباب إستثنايئة ولموجبات خاصة تقتضيها مصالح البلاد العليا!
محافظ البنك لايعمل بمعزل عن الدولة وليس له صلاحيات أعلى من صلاحيّات رأس الحكومة لكنه مؤتمنٌ على أموال الشعب وعليه أن يكون أمينا وأن لاتأخذه في أمانته وحرصه لومة لائم.
ينبغي أن تكون ذراع المحافظ قوية لاتُلوى وعصاميته متينة لاتُخترَق وحصانته صلبة لاتضعف ولا تهن أمام بريق الإغراء مهما كان ساطعا!
أعجَبُ ممن يتّهمون محافظ البنك ويعيبون عليه بأنه رفض إقراض الحكومة!
أمانته تقتضي ان لايُقرض الحكومة ،ومهنيّته تحتّم عليه أن يقول (لا ) لمن تسوّل له نفسه التحرّش ببيت المال!
السلام على من كانوا أمناء على بيت مال المسلمين في كلّ زمان وفي كل عهد.
وعليكم ألف سلام
|