عِيال الرحمن والشيطان!!

سؤال محير تصعب الإجابة عليه , فليس من الواضح كيف تخندق العرب ضد ذاتهم وموضوعهم وجوهر وجودهم وأصبحوا اعداءً للعروبة والدين؟!!
لم يحصل في تأريخهم أن إنقلبوا بهذه السهولة إلى طاقات عدوانية متوثبة للفتك بكل ما يمت بصلة إليهم.
كيف تحوّل المزيج العربي المتجانس إلى خليط غير متجانس وفيه ما لا يحصى من الشوائب؟
كيف يغتال العربي عروبته , وينحر دينه وقيمه وأخلاقه , على مقصلة الضلال والبهتان , وبأسلحة الطائفية والفئوية والتكفيرية؟
كيف يفهم العربي دينه بالمقلوب؟
وكيف ينادي بإسم ربه لقتل أخيه المسلم الذي يشهد بإسم ربه؟
كيف يسوّغ العربي المسلم خطاياه ومآثمه بإسم الديم , ويجعل من سيئات أفعاله وجرائمه طقوسا يتقرب بها إلى ربه الذي رسمه على لوحة هواه؟
كيف يسكر العربي بالتضليل والبهتان , ويصبح مخمورا يجوب شوارع الهلاك والضياع والخسران , بإرادته المسلوبة ووعيه المسيّر , ونفسه المبرمجة للقيام بأفظع الأعمال وأقرفها؟
كيف يقاتل العربي المسلم , ربه وكتابه ونبيه وتأريخه وتراثه ومعايير سلوكه ومفردات قوته ومنابع قدرته , وهو يصلي ويصوم ويحج , لكنه لا يزكي ولا يرحم المساكين , وإنما يتلذ بإنتشار الفقراء والمحرومين ويستثمر في حاجاتهم وعوزهم.
إنها محنة المسلم العربي في دينه , ومعضلة وجوده السقيم في زمن يتحرك نحو العلى بخط مستقيم , وينطلق بإبداعه في أفاق مجد عظيم , فهل أن مصيبة العرب بدين؟!!
تلك مصيبة واقع يقبل ألف تبرير وتبرير , لكن عيونه تحدّق بوجه العرب والمسلمين أجمعين!!
وصدق محمد عبده حين قال:
" ولكنّ دينا قد أردت صلاحه....أحاذر أن تقضي عليه العمائم"
فهل من يقظة ألفة ومحبة وإعتصام بحبل العزة والكرامة يا عرب؟!!