إذا وقعت الواقعة ومادت الأرض وولدت معجزة وتمَّ كنس العراق من الحرامية والخائنين ، وقام على عافيته نظام حكم وطني نزيه شريف مدني متحضر ليس تابعاً ذليلاً لأحد ، فسوف نحتاج إلى خمس سنوات لإعادة بنائه ، وخمسين سنة لإعادة إعمار روح البشر التي أصابها عطبٌ عظيم . إنَّ كنسَ وغسل البلاد من جيَف الحرامية والخائنين والدجّالين ، سيؤدي حتماً وجداً وطبعاً إلى كنسها من داعش وأخواتها بالرضاعة والمعنى ، والعكس غلط إبن سطّعش غلطة . على وقع هذه الأمنيات والفرضيات المنتظرات ، اشتعلت فوق الدكة الرافدينية الشاسعة ، حرب الكراسي والإعترافات ورفع الكارتات الحمر والصفر والضرب تحت وفوق وخلف الحزام والخواصر . حرب الحرامية في ما بينهم جميلة ومفيدة ومنعشة وهي واحدة من بوابات الحلّ صوب يوم الكنسة الكبرى . أللهم اجعل نارهم تأكل حطبهم . في كل شهر يضيف أبناء المزاد ، تمثيلية جديدة لتخويف وتدويخ الرعية وتأجيل حقوقها وأحلامها وكرامتها وخبزها . مرة عن عودة حزب البعث العربي الإشتراكي إلى الحكم ، والمفارقة هنا هي أنهم يدعمون بالمال والدم بعث الأسد في سوريا ، ويجتثون ويحاربون بعث العراق ، تماماً مثلما فعل كبيرهم الذي علّمهم الدجل الخميني ، عندما أفتى بتكفير البعث العراقي من دون تكفير البعث السوري . ومرات بالقاعدة والإرهاب ، وثالثة بداعش وأخواتها بالرضاعة من ذات ديس الشيطان ، واليوم أضافوا إلى أفلامهم السخيفة ، مقطعاً مرعباً اسمه سد الموصل واحتمال انهياره وغرق نصف العراق . هذا الفلم تم انتاجه بمعاونة من الوغدة أمريكا التي طالب سفيرها ومبعوثها في محمية الحرامية الخضراء بإفراغ السد من مياهه . ألسد لن ينهار إلا إذا قررت أمريكا أن يتحطم ويغرق الزرع والضرع والناس ، خدمة لفكرة أمريكية جهنمية منتظرة . في مسائل التحرير وجلب الديمقراطية والشفافية وباقي أجزاء التمثيلية ، سيكون القول حقاً انّ الضرر الآني والستراتيجي الذي أصاب العراق كله في زمان صدام حسين ، هو أقلّ بكثير من هذا الجذام الذي أصاب الجسد الرافديني المريض الذي تم انتاجه على يد وعقل وفعل العراق الأمريكي الإيراني التخادمي . قارنوا فقط بين أعداد الحرامية والمرتشين والمزورين والخائنين والطائفيين ومزدوجي الولاء والجنسية والخدمات . |