من سرق دور السلطة الرابعة ؟

كثيرة هي المهام والمسؤليات التي تحملها تلك المهنة الرائعة والنبيلة حين تحافظ على شرفها الا وهي مهنة المتاعب صاحبة الجلالة والقدسية المقترنة برسالتها الانسانية المتمثلة برسالة الاعلام الحر النزيه الشريف الهادف ..تلك الرسالة التي من خلالها جاءت تسمية السلطة الرابعة كونها ذات اهمية كبرى في توحيد الخطاب الشعبي نحو تقييم اداء السلطات

الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية )....ومن المعروف نظريا ان عملية الاعلام هي عملية اتصال بين مرسل يمثله الاعلام ومستقبل يمثله الجمهور عن طريق وسيلة اعلاميةتتمثل بالصحيفة او الاذاعة او التلفزيون او غيرها..اذ تنتقل بواسطتها الرسالة الاعلامية الى احدى السلطات الثلاث وفقا لاختصاص كل منها..وقد سمي الاعلام بالسلطة الرابعة لتمكنه من تحديد مكامن التقصير الذي قد يصدر من السلطات الثلاث بقصد او بغير قصد بحيث يكون انحرافا في اداء الدور الذي تضطلع به كل سلطة منها...ليبرز دور الاعلام في تنبيه من كان على غفلة من اداء دوره المطلوب بحيث يكون الاعلام عينا للمسؤول ومقترحا له بالقيام بعدد من الواجبات والمبادرات....لكن في هذه المرحلة نرى ان السلطة التشريعية هي التي تسرق الدور الملقاة على عاتق الاعلام حين نرى مختلف القنوات الفضائية وهي تشهد التصريحات الاعلامية الرنانة التي تصدر من اعضاء مجلس النواب العراقي ومن اعضاء مجالس المحافظات ومن رؤساء الكتل السياسية وهي تندد بالفساد وتقترح مشاريعا وتوضح تقصيرا واهمالا لوزارة او هيئة معينة متناسين ان تلك التصريحات ليس من واجبهم بل ان واجبهم الرئيسي هو معالجة الاخفاق او الخلل الذي يتحدثون عنه...وهنا نتساءل هل اصبح الدور التشريعي دورا اعلاميا فقط..بحيث يتعدى على السلطة الرابعة بسرقة دورها الرئيسي ام ان هذا اسلوبا جديدا لتحشيد الشارع صوب اهداف الوصول لمناصب يطمحون لها مستغلين بذلك ضعف وعي الجماهير القانوني بهم.....وامام هذا لايسعنا الا القول بأن هؤلاء قد اخطأوا في التصور كون هذا الشعب قد كسب خبرة كبيرة بفضل معطيات اخفاقات السلطة منذ عام 2003 ولحد الان حيث اصبح الشعب واعيا ومدركا لكل مايجري على جميع المستويات وهو يلتحق بالثورة الاصلاحية التي تتصف بالسلمية المقترنة بغضب جماهيري واسع النطاق....لذلك نوجه كلامنا لاعضاء مجلس النواب وجميع الهيئات المستقلة بالسعي والجدية لمغادرة الخطابات الاعلامية والتوجه الى اداء الادوار التي ينبغي ان تكون واجبا انسانيا كبيرا وهو معالجة مايتم ذكره من قبل السلطة الرابعة متمثلة بوسائل الاعلام وحرية التعبير والرأي كمبدأ من مبادئ حقوق الانسان التي اكدتها مختلف الدساتير والقوانين الدولية ..والله الموفق لكل جهد يصب في خدمة الانسانية والوطن...