علي .. لمثلك يبكي قلمي

 

شاء القدر مرة اخرى أن تحل ذكراك السنوية في موعد عمودي ( نبض القلم ) .. وليس للقلم الا ان يستجيب لوجع الألم ..

وعندما أكتب هذه الاسطر القليلة فهي ليس كلمات رثاء ، فأنت عند رب كريم رحيم ..

وتمر الايام والسنين على رحيلك ، ولكني لم  استطع أن استوعب غيابك ، لكي أرثيك ، بل أجدك حاضرا معي لا تفارقني حتى في أحلامي … كنت حلما لي في حياتك ، وحلما اتمناه دائما في حياتي…

 يا علي .. إني لم ولن أنساك لكي اتذكرك .. فانت معي ، ولم ترحل عني ، لكي اشتاق اليك .. فانا وانت نتقاسم حياتي  ..القلب لي ، والنبض لك ..  وتعرف أنه  إذا توقف  النبض مات القلب ..

في ذكراك أتمنى أن لا يكتب قلمي عنك ،  ويعدني ، لكنه لا يطــــاوعني ..

وعجبت كيف يتمرد عليَّ قلمي ، ويرثي وحيدي ، وأرى  مداده  يتدفق رغما عني … نظرت اليه بتعجب واستفهام .. وسألته.. لماذا سال مدادك  على الورق ؟…. قال لي بألم  .. إني لم أكتب كلمات ، وهذا المداد على الورق هو دمعي ، فلا  قدرة لي أن أحبس مشاعري .. وكيف لا أبكي ، واراك تبكي صامتا أمامي…

 وأعجز أن اقول كلمة توفيك بعض حقك ، أو أجد عبارة تترجم مشاعر امك وشقيقتيك في ذكراك .. غير أن نسلم جميعا بقضاء الله وقدره ونقول ..انا لله وانا اليه راجعون …

نفس السيارة الملعونة هي من قتلت علي .. إذا كان قد سلم من سيارة مفخخة حاقدة على الحياة في بلاده ، لم يسلم في الغربة من سيارة رعناء  طائشة في حادث مؤلم فقتلته ..

مثواك الجنة ، وقد إختارك الله لجواره وأنت في الغربة وريعان الشباب ، بعد أن حققت حلمك وحلمنا ، وأصبحت مهندس اتصالات ، وتتمتع بكفاءة مهنية عالية ، وإخلاق رائعة وحب كبير لوطنك، بشهادة اصدقائك وزملائك في الجامعة في القاهرة والعمل أيضا …فكنت نعم  السفير الشعبي المخلص لبلادك والوفي لأهلك واحبائك واصدقائك ..

 وندعو الله أن يعوضنا ثواب صيرنا ونكون معا في جناته ان شاء الله .. والصابرون يأخذون أجرهم بغير حساب ..( وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون .. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، واؤلئك هم المهتدون ) ..

أعرف كم يصعب عليك بكائي ، ولكن الدمعة  تغلبني …

وسلام على البعيد عنا فهو الاقرب الينا …

{{{{{{

كلام مفيد :

الصبر صبران : صبر على ما تحب .. وصبر على ما تكره ..