العراق السعيد |
نوري السعيد باشا ابرز الشخصيات في الطبقة السياسية التي حكمت العراق عام 1921 حتى ثورة 14 تموز 1958 ضابط عراقي بالجيش التركي التحق بالثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين (شريف مكة) عام 1916 كان في مقدمة الذين ساهموا في بناء دولة العراق، وهو من المؤيدين والداعمين للعلاقات العراقيه البريطانيه وهي في رأيه الطريق الوحيد نحو تطور العراق والحفاظ على وحدته وقد نظمت هذه العلاقة من خلال (المعاهدة العراقية البريطانية في 10 تشرين الاول 1922 وكان لنوري السعيد دور كبير في مواجهة الاحداث المعقدة والتحديات الخطيرة التي واجهت الدولة العراقية وحسمها للصالح العام الوطني، والتي كان في مقدمتها مشكلة (الموصل) والحدود العراقية النجدية والحدود العراقية الايرانية.. في تشرين الثاني عام1925 عقدت اتفاق الحدود العراقية النجدية (اتفاقية بحرة) حيث انهت هذه المعاهدة الاوضاع المعقدة على الحدود العراقية السعودية، وخاصة في المناطق المحاذية للبادية والتي كانت تسبب قلقا وعدم استقرار نتيجة لقيام (الخوارج) بالهجمات المتكررة على القبائل العراقية.. وفي 16 كانون الاول 1926 صدر قرار عصبة الأمم بجعل (خط بروكسل خط الحدود بين العراق وتركية).. بعد جدل ونزاع مرير مع الجانب التركي الذي كان يطالب بها، لقد انتزع نوري السعيد الحقوق الوطنية العراقية بدبلوماسية ذكية وشجاعة شهدتها له اروقة المؤتمرات الدولية وكذلك حصل على منطقة نفط خانة وكان مهندسا للاتفاقية العراقية الايرانية في ترسيم الحدود والنزاع على شط العرب.. حيث اقرت معاهد عام 1937 سيادة العراق الكاملة على (شط العرب) من خلال عد الجرف الايسر للشط يمثل حدود ايران مع العراق اضافة الى تعهدات الطرفين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية والسماح للايرانين بزيارة العتبات المقدسة في العراق.. وقد ناظل وقادت الاحزاب في الحركة الوطنية العراقية من اجل استقلال العراق وكان قبول العراق في عصبة الامم عام 1932 اعترافاً بهذا الاستقلال حيث (تغيرت العلاقة بين بريطانيا والعراق من علاقة انتدابية الى علاقة تحالفية).. يعد نوري السعيد من مهندسي السياسة العراقية في تاريخ العراق السياسي ومن بناة الدولة العراقية حيث اشرف على وضع القانون الاساسي وقانون الانتخابات ثم قانون الجنسية ووضع للعراق سياسة مالية وطور قدراته الاقتصادية من خلال مجلس الاعمار وكذلك ساهم في بناء جيش له قدرات عسكرية جيدة. شغل منصب رئيس وزراء لاكثر من عشرين حكومة وعمل وزيرا للدفاع ووزيرا للخارجية وكان متنقلا بين هذه المناصب حسب متطلبات المصلحة العامة الوطنية وكان يتحمل غضب الشارع والشتائم يسمعها بأذنه من اجل مصلحة البلد، حمايته تتكون من شرطي واحد. كان له دور في القضايا القومية وقضية فلسطين وكان رئيسا لوزراء الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن في شهر شباط 1958 كان يظهر على قدر المساواة مع زعماء ورؤساء الدول العظمى كما شهد في توقيع حلب بغداد كان يقف مع رئيس وزراء بريطانيا تشرشل ومع رئيس الولايات المتحدة الامريكية ايزنهاور وكان يحظى بدعم واحترام كبير من زعماء ورؤساء العالم يحب العراق ويتطلع بأن يرتقي الى مصافي الدول المتقدمة. ولقد سؤل عن اسباب استخدامه الرفع في لفظة عراق قال لقد رفعت عين العراق ولم اكسره وهكذا فعلت.. قتل في 15 تموز 1958 ومات ولم يمتلك دارا او ارضا مسجلة بأسمه ولم يحصل على راتب تقاعدي لعائلته بعد هذه الخدمة الطويلة التي استمرت اكثر من اربعين عام كذلك لايوجد له قبر حيث تناثرت اشلاؤه في شوارع بغداد وكان ضحية (عقلية الثأر الجاهلي). |