حملة الإصلاحات التي يتحدث عنها رئيس الحكومة حيدر العبادي وبعض قيادات العملية السياسية في العراق من اجل اخراج العراق من مصائبة وخاصة مصائب انهيار الخدمات التي لابد منها لحفظ كرامة العراقيين؛ أثارت لدي حجم التظليل الذي تعرضنا له خلال السنوات الماضية من حكومتي السيد نوري المالكي؛ فكلما تحدث المسئولون اليوم عن مشاكل المستعصية وفي مقدمتها الأمن والكهرباء والمياه والمجاري (الصرف الصحي) وانهيارالواقع الزراعي والصناعي وخراب الطرق والمواصلات وتدهور الواقع الصحي والتربوي وغيرها من المصائب التي حلت بنا وهي مشروعات الخدمات الأساسية التي لا بد منها؛ تساءلت وأين ذهبت مئات المليارات من الدولارات التى أنفقتها الحكومة السابقة في السنوات الثمانية الماضية.. أين محطات الكهرباء والمياه والسكن والطرق وسكك الحديد التي كانت يضع لها حجر الاساس وتصرف الاموال من الموازنات الانفجارية مستفيدة من الارتفاع الكبير للاسعار النفط؛ أين ذهبت..؟ وكنا نشاهد كل يوم أفتتاح مشاريع بمليارات الدولارات... أين الكهرباء وأين شبكات الصرف الصحي والسكن.... التى تصدعت بها عقولنا.. وأين الوزارات العراقية وكل وزير كانت ترافقه عشرات الكاميرات والصحفيين الذين يتحدثون عن انجازاته وخطط وما قدمه للوطن والمواطن.. بصراحة نقول وبعد مرور أكثر من عام على حكومة العبادي الإصلاحية التقشفية؛ إن الصورة التى نشاهدها اليوم تقول إن الدولة العراقية تبدأ من الصفر فى كل شىء (أي عدنا للعام 2003).. والحقيقة تؤكد بالفعل أن كل شىء كان وهمياً الكهرباء والسكن وطرق والجسور التي تتساقط والمياه الملوثة والواقع الزراعي والصناعي الذى خرج نهائياً عن (خطط) أصحاب القرار .. اليوم يتحدثون عن ضرورة توفير السكن والكهرباء والمياه وهذا ما يثير الضحك والبكاء في انفسنا؛ فأنا كصحفي أعمل منذ سقوط صدام ومراقب لنشاطات الحكومة السابقة اتمنى من أي صحفي نزيه أن يبحث هذه القضية ويجلس في أرشيف مؤسسته ويرصد الحفلات والتصريحات والندوات ومواكب المسئولين السابقين وهم يفتتحون المشروعات ويرفعون الرايات ويصريحون بشأن تحويل الحياة بالعراق إلى مستوى دبي أو نيويورك أو كندا وغيرها من البلدان. إن أمنيتي هذه قد تكون صعبة جداً؛ لذا أطلب من أي صحفي جريء أن يأخذ أحد إحدى المدن العراقية الكبرى كعينة بحيث يرصد المشروعات التى أعلنت عنها الحكومات في مجال الكهرباء والمجاري والمياه والسكن وكم تكلفت وأين ذهبت هذه الأموال وكيف كانت الشوارع تغلق كل يوم من اجل مرور مواكب أحد قيادات الحكومة السابقة من اجل وضع حجر الأساس لخطوط المياه وشبكات الكهرباء والمجاري ومشاريع السكن، وكيف كان المسؤولون يخدعونا بسقوف زمنية تبين فيما بعد انها زائفة ومخادعة كقائليها. اصدقاء الصحفيين وكل اصحاب الضمائر من جهات رقابية لقد آن الأوان لفتتح هذه الملفات التي سلبت حقوقنا وحقوق الاجيال المقبلة، ولنعرف أين ذهبت أموال هذه المشاريع التي كانت كذبة كبيرة عشناها. مطلوب محاسبة لضمائر المسؤولين وهل كانوا يستهزؤن بنا؟، ويكذبون على الشعب كما فعل صدام! وهل هذه المشروعات أقيمت فعلا؟ وأين ذهبت أموال العراقيين؟ وهل أنفقت؟ أما أننا كنا خدعة كبرى؛ وأمام مسئولين لم يتقوا الله فينا.. وابرز مثال ما قاله رئيس الحكومة حيدر العبادي إن أهالي البصرة لا يزالوا يتمنون وينتظرون يوما يشربوا الماء غير المملح والملوث رغم انفاق المليارات على مشاريع المياه، وهذا حال كل مدن العراق فأين كانت كل الحكومة السابقة.
|