رسالة مفتوحة الى السيد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ..


تحية طيبة .. وبعد 
المنظمة الدولية هي الهيئة العليا في هذه الأرض ! .. وهي المراقب والمدافع والأمين عن مصالح الأمم والشعوب المنضوية تحت خيمتها ، ولها سلطات واسعة وخاصة في ما يتعلق بالحقوق والحريات العامة والخاصة ! .. وعن المرأة وحقوقها والدفاع عنها ضد الأنتهاكات في هذا البلد أو ذاك .. 
ويجب أن تنهض بمهماتها على أحسن وجه !.. وهي لا تقبل أن تكون شاهدة زور عن كل الخروقات والأثام والجرائم والموبقات التي تحدث ، ولا يمكنها !.. لا عرفا ولا قانونا أن تغض الطرف عن كل الذي يجري في عراقنا ومنذ سنوات !.. وعلى مرأى ومسمع الأشهاد في الداخل والخارج ومنهم الأمم المتحدة في العراق ، المتمثل بممثلها وطاقمه المتواجد في بغداد ..
أن الممارسات الفضة والصارخة التي يمارسها النظام السياسي الطائفي في أنتهاكه للحريات والحقوق ..وحق التظاهر وحماية المتظاهرين من أي أعتداء أثناء تواجدهم في سوح الأعتصام والأحتجاج والتظاهر .. للمطالبة بمحاربة الفساد والفاسدين !.. والتصدي لقوى الأسلام السياسي المهيمن على السلطة ، والمفرخ للفساد والظلام والتخلف ، ومعاداته للمرأة ولحقوقها من خلال فرض رؤاه وفلسفته المتخلفة ، ونظرته الدونية للمرأة كونها ( كائن من الدرجة الثانية أو الثالثة !.. وكونها تابعة للرجل !.. وشل حركتها وحريتها ) بحجة الدين والأعراف والتقاليد الدينية .. والسعي الحثيث لأسلمة الدولة والمجتمع .. من خلال فرض ضوابط على المرأة !.. منها فرض الحجاب عليها !..ومن تخالف ذلك تتعرض لكل أنواع المضايقات والتحرشات والأهانات اللاأخلاقية واللاقانونية .
وكذلك فرض الحجاب على الطالبات في المرحلة الأبتدائية من صغيرات السن ، وكذلك فرض ( الصلاة في المدارس .. وأهانة كل طالبة لاتلتزم بتلك الضوابط ) وهي كذلك مخالفة للدستور والقانون ولحرية المعتقد .
أما الملصقات التي تشاهدها في الشوارع !..وعلى الجدران والأماكن العامة والجامعات والدوائر ، المسيئة للمرأة .. ( كبني أدم ) له كرامته وحريته وحقوقه ! .. فهي لا تعكس غير حقيقة أن هؤلاء !.. أشباه للبشر !.. وهم أقرب للحيوانات منهم الى البشر !!.. وتفكيرهم المتخلف والهمجي والظلامي ، ويبغون من ورائه أرهاب المرأة وثنيها عن الدفاع عن حقوقها كونها مخلوق له حقوق مثل أخيها الرجل .
وأحدثك سيدي الكريم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد .. عن همجية العصابات المسلحة بالأسلحة النارية والعصي والأسلحة الجارحة وهم يجوبون الشوارع وبشعارات طائفية وعنصرية ، وأستعراض لعضلاتهم وقوتهم لأرهاب الناس وخصومهم السياسيين !.. والأعتداء على الأحياء وبدوافع حزبية وطائفية ومناطقية .. ولأبتزاز الناس ... والأستعراضات التي يقوم بها هؤلاء ومن دون أن تتعرض لهم القوات الأمنية !.. وليس للحكومة وقواتها أي موقف رادع !.. أو القيام بمنعهم عن همجيتهم وكف شرورهم ، وفي أغلب الأحيان تخرج هذه المجاميع بموافقة وعلم الدولة أو بغض الطرف عنهم ! .. كونهم يمثلون أحد أجنحة النظام الطائفي السياسي الشيعي على وجه التحديد ، وهذه المجاميع تمثل بمجموعها السلطة الحاكمة ونظامهم الطائفي العنصري ....
اليوم قامت مجاميع في قضاء بعقوبة بمحافظة ديالى ، من أحد أجنحة الميليشيات العابثة في أمن البلد في أستعراض وبأسلحتهم وهراواتهم وعصييهم في بعقوبة !! .. ومنعوا الناس من الذهاب الى مراكز عملهم !.. وأخراج من وصل مبكرا لعمله !.. أخرجوهم من أماكن عملهم ، وأجبروهم بالعودة الى بيوتهم !!.. وبسلوك مريب وخارج عن اللياقة والأدب ..وبهمجية وعنجهية وأستخفاف بمشاعر الناس . 
أنا أسأل الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن والحكومة العراقية ؟ .. وقادة الأسلام السياسي الشيعي على وجه الخصوص ؟ .. متى سيحين البدء ببناء دولة المواطنة في العراق ؟ .. ومتى سيتم مراعات حقوق الأنسان ؟ .. متى ستؤمن الحماية للناشطين والديمقراطيين وللمرأة ؟ .. متى سيطلق سراح معتقلي التظاهرات وجلال الشحماني وأبراهيم البهرزي وغيرهم من سجناء الرأي ؟ ... متى ستتوقف عمليات الخطف والقتل وأبتزاز الناس ؟ .. متى سيتعامل النظام القائم مع الناس ..على أساس المواطنة وقبول الأخر ؟ .. متى سيتم قيام الدولة الديمقراطية العلمانية ؟ .. ويتم فصل الدين عن السياسة وعن الدولة ؟ .. متى نشعر كشعب بالأمن والأستقرار والعيش بسلام في بلد أمن ومستقر ورخي سعيد ..متى ؟ 
أكرر سيدي ليس من المعقول ولا من المقبول أبدا أن تكونوا شهود زور على التأريخ !.. فهي مسؤولية أدبية وأخلاقية وقانونية ، والمفروَض بل الواجب عليكم بأن لا تقبلون بأستمراركم بتولي مسؤولياتكم هذه من دون أن يكون لكم القدرة على فعل شئ ! .. وأنتم تعلمون بحجم المعضلات والتراكمات وحجم الضحايا التي قدمها شعبنا بكل أطيافه ! .. نتيجة للأحتلال وما أعقبه من استلم مقاليد البلد من الأسلام السياسي الشيعي ، والذي فشل فشلا ذريعا في أدارته للدولة ، فأشاع الخراب والدمار والموت ، وأفلست الدولة على يدي هؤلاء ! .. وتفشي الجريمة وتمدد داعش وأعوانه وحواضنه وعملائه .. والعابثين بأمن الناس .. 
الميليشيات الخارجة عن القانون والدستور والمخالفة لقيام دولة تحترم نفسها وشعبها ، والتي تعتبر من أعقد ما يواجه العراق في سعيه لبناء دولته العادلة ، أضافة الى الفساد الذي ينخر في مفاصل الدولة والطائفية السياسية والمحاصصة وأسلمة الدولة ونهجها الظلامي المقيت .
لا يمكن قيام دولة ديمقراطية علمانية بوجود نظام الأسلام السياسي وطاقمه !.. لأنه غير قادر على التقدم حتى خطوة واحدة ، بل هو غير راغب بذلك ، لأنه بالضد من قيام دولة المواطنة !.. وأعادة بناء هذه الدولة .