الصامتون يقتلون العراقيين |
لا تبتئسوا يا عراقيون فدماؤكم أهون مما لو انهارت العملية السياسية.. ماذا يعني أن يسقط قرابة 300 عراقياً قتلى وجرحى.. أليس هذا الثمن أقل مما لو ذهب المالكي إلى البرلمان وكشف ملفاته المزعومة وتعارك لقطاء العملية السياسية بالـ"بوكسات".. أنتم الآن انكشفت أمامكم اللعبة، ولا حاجة بكم لأن تسألوا: لماذا نموت نحن ولا يموت لقيط من لقطاء العملية السياسية؟ والله والله والله، ثم والله والله والله، ثم والله والله والله إن هذه الدماء لا يتحملها المالكي ولا لقطاء العملية السياسية لوحدهم، وإنما يتحملها أمام الله والشعب الصامتون الخانعون الذين لم نسمع أصواتهم إلى الآن، والذين ينتظرون أدوارهم في الذبح كالخراف، وخصوصاً بعد أن استمعوا مراراً إلى اعترافات المالكي القاتل ولقطاء العملية السياسية، وتفضيله العملية السياسية على دمائكم الطاهرة.. اللهم اغفر لي جسارتي وغضبتي هذه فهي لك ثم للشعب.. دققوا في وجهه بالله عليكم دققوا في وجه المالكي وهو يتحدث ستكتشفون فعلاً أنه يكذب في كل حرف يقوله فعيناه لا تستقران في محجريهما، ويبدو الرعب على وجهه، الذي يكشف عن جبنه وخوفه من "البوكسات" إذا كشف الملفات التي بين يديه ومن يدير التفجيرات وبأية سيارات، ويتنحنح عندما يتكلم، من دون أن ينتبه أنه رئيس ما يسمى بمجلس الوزراء وأنه وزير الداخلية والقائد العام للقوات المسلحة ووزير كل ما يختص بأمن المواطن، بل أنه مجلس الوزراء ومجلس الوزراء هو. أنا شخصياً لا ألوم المالكي على كذبه فهو جرب مرة واحدة أن يصدق في حياته كلها وكانت النتيجة نقله باسعاف ليرقد في المستشفى.
بغداد العصية في الذكرى العاشرة لغزوها أثبتت بغداد أنها عصية على السقوط.. عصية على الإذلال.. عصية على الانصياع للغرباء.. بغداد للسنة العاشرة تقاوم وللسنة العاشرة ترد الصاع صاعين للمحتلين ووكلائهم.. بغداد ستنهض قريباً ولن تعاتب من غدرها أو خذلها، بل ستمضي في طريق العلياء الذي ما مشت في سواه.. ولأنها قائدة فهي تكابر ولا تتأوه مما تعانيه لئلا يشمت بها الشامتون.. بغداد تكبر على جراحاتها وتتسور بأبنائها من الفاو الى زاخو.. فثبوا يا أبناءها وارفعوا رايتها خفاقة في الذرى فهي تستأهلكم وأنتم تستأهلونها وليس للمستعرقين فيها من مكان.. حتمية التاريخ يعيش في عالم الخيال من لا يعرف تاريخ العراق ولا يفهم نفسية شعبه، وما دامت بغداد تقاوم فهي لم تسقط ولم تذل ولم تنحن جبهتها، وعلى من يقول غير ذلك أن يفهم التاريخ، ويعرف طبيعة هذا الشعب، ولو كان شعبنا منصاعاً لعملاء الاحتلال وذيول الفرس من الصفويين لوجدنا هؤلاء العملاء يتجولون في شوارعها ولا يقبعون في المنطقة الخضراء الحصينة التي ضاقت عليهم بما رحبت.. العراق سينهض وهذه هي حتمية التاريخ.
قصف الطارمية إذا قصفت الطائرات الطارمية بحجة أن فيها ارهابيين، فإن الأولى بهذه الطائرات أن تقصف المنطقة الخضراء ففيها يتجمع الارهابيون، الذين تطورت أساليب قتلهم للعراقيين من المفخخات إلى القصف بالطائرت. شمس العراق كل يوم يمر يأكل من جرف وكلاء الاحتلال ويقترب بهم من نهايتهم، ويزيد الثائرين عزماً وإصراراً ومضاء، ولسوف تبزغ بعد وقت قصير شمس العراق فلا يبقى لخفافيش الاحتلال من مكان.
|