اعــمار المناطــق المتضررة من الارهاب

الحرب ضد الارهاب في مناطق سيطرته ضربت البنية التحتية، وبحسب بعض التقديرات ان 80% من مدينة الرمادي دمرت ولا تنفع معها الطريقة المعمول بها حالياً لاعادة اعمارها وتأهيلها ما لم يبذل جهد استثنائي واجتراح بطولات في جانب البناء مثلما فعلت القوات المسلحة الوطنية والقوى المساندة اليها في الجانب العسكري وتمكنت من طرد الدواعش الارهابيين بوقت قصير من بدء العمليات الحربية.. بادرت الحكومة بتشكيل لجنة لاعادة الاعمار برئاسة الوقف السني وهي تعمل منذ ذلك الحين لتأهيل البيوت والطرق والمؤسسات وما تزال على وعدها باعادة النازحين خلال عشرين يوماً.. وايضاً كانت السعودية اول الدول المتبرعة لهذه المناطق المتضررة ونحن في انتظار ان نرى هذه المساعدات والكيفية التي ستنفق بها ووجه البناء.
الواقع ان الخراب الداعشي الارهابي كبير ويتقضي حشداً للامكانات على غرار الحشد الشعبي والعشائري ان يكون هناك حشد وطني للبناء تخصص له مدة محددة وتشارك فيه مختلف مؤسسات الدولة وشركاتها.. وتقسم المناطق المتضررة على قطاعات ويناط كل قطاع بجهة او جهات وتكون هناك مباريات تنافسية لاكمال ما يعهد لها وباحسن صورة. وقبل ذلك على مجلس محافظة الانبار الابتعاد عن التصريحات العمومية التي لا طائل منها، ولا تبني بيتاً ولا تعمر شارعاً.. وانما وضع حجم الدمار بالملموس وتحديد الحاجة الى الاليات والمعدات والمواد الانشائية وغيرها من مستلزمات اعادة الامور الى نصابها قبل الحرب لاقرب نقطة اليه. وما سيكون بامكان المحافظة انجازه وما هو مطلوب من الجهات الحكومية الاخرى والتعرف على ما يمكن ان تقدمه وفي اي مدة والى اي وقت لكي يكون هناك استغلال امثل لما هو متاح من عناصر اعادة التأهيل والبناء. فعلى سبيل المثال قد توجد معدات في البصرة لدى الشركة الفلانية او في محافظة اخرى يمكن الاستغناء عنها لشهرين او ثلاثة فهل جردت محافظة الانبار مثل هذه الامكانية وحسبت حسابها واستفادت منها..
نلاحظ لغاية الان ان الانبار تعمل لوحدها كأنها في جزيرة منعزلة نحن واثقون اذا ما تم التنسيق عبر الحكومة وليس بالطرق التقليدية كتابنا وكتابكم سيتوفر ما لا يكون في الحسبان من مبادرات وادوات ووضعها كلها في مشروع وطني موحد ليتجاوز وتخطي ما خربه الاشرار والمجرمون مثلما فعلوا في الحرب ضد الارهاب.
ان التعاون لاستنهاض القوى الاقتصادية وفي مقدمتها وسائل الانتاج هو جهاد في خدمة المواطنين ويعزز اللحمة والنسيج الاجتماعي بين العراقيين ويضع موارد اقتصادية في ظل الازمة تحت تصرف اعادة وبناء المدن المدمرة جراء الارهاب. نحن بحاجة الى جانب حشد الموارد الاقتصادية ووسائل البناء ان نفعل المبادرات الوطنية الطوعية، ولا نترك اية معدة من دون عمل، ونجمع كل قوانا الظاهرة والغائبة عن العين في معركة البناء التي لا تقل قداسة عن تحرير الارض.. سبقتنا شعوب كثيرة ابتليت بظروف الدمار والخراب في تجميع طاقات ابنائها واعادة توجيههم حتى ان بعضها سخر الطلاب وبعض الوحدات من الجيش لتجاوز ما حل بهم في وقت قصير.
ان فحص كل القطاعات والمجالات سيوفر لنا ما لم يكن بالحسبان من الموارد الاقتصادية وتشغيل ما هو تحت اليد بكامل طاقاته وجعل اساليب عمل جديدة من ضمن حضارتنا وطبيعة مجتمعنا.