غياب المواطنة وتنامي العرف الطائفي

 

تنامت الطائفية البغيضة بعد الاحتلال الامريكي للبلاد وبعدما اعلنت الحكومة الامريكية احتلالها للعراق . وخصوصا بعد تشكيل الفصائل المسلحة التي تندد بالاحتلال الامريكي والتصدي العسكري لها حيث ظهرت الكثير من الفصائل المسلحة ولم تتخذ الحكومة المشكلة اي امر بشآن ذلك وهذا هو امر مساعد كان من الامور التي ادت الى تنامي ظاهرة الطائفية وفي السنوات الماضية تعالت اصوات الطائفيين. واصبحت الشعارات والخطب تشكل خطرا كبيرا في مرحلة بعد الاحتلال. وهذا ماكانت تترصده القوى الامريكية لانها تركت الحبل على الغارب وشهدت البلاد الكثير من الصراعات وتنامي اللهجة الطائفية ولم تفعل اي شيء بصدد هذا الامر بل كانت تحاول طمس كل القرارات التي كانت تريد اخماد مثل تلك الظاهرة التي لم تكن معروفة في البلاد وان كانت هناك اصوات من هنا وهناك لكن الشعب العراقي كانت بمستوى المسؤولية. نعم لقد اتبعت الحكومة السابقة والحزب الذي كان هو كل شيء وبيده الامر الا ان الشعب لم يلتزم بالكثير من القرارات التي تؤخذ بصدد ذلك وكذلك ان جميع الطوائف والاقليات كانت تتعايش ولا تبالي لما تفعله الحكومة في ذلك الوقت. لكن عندما تشكلت الحكومات العراقية بعد الاحتلال تنامت افكار الطائفيين وتعالت الاصوات المريدة لذلك. وهذا ناتج من كثرة الاحزاب التي ظهرت على الساحة العراقية وتشكيل الحكومات على اساس المحاصصة والتحزبية وقد اختلفت الولاءات فبدلا ما تكون للوطن اصبحت للاحزاب والحركات وكذلك هيمنة بعض السياسين الذي يشكون من عقد النقص فكان وجودهم اصلا هو من اجل زرع الطائفية والتفرقة بين الاقليات والشعب الواحد على اسس دينية عقائدية او حزبية . وهذا مما جهل الشعب ينحدر انحدارا طائفيا مقيتا وكذلك ان تلك الحكومات لم تكن عارفة بما كان يريده الشعب ولم تكن بمستوى الثقافة السياسية والوطنية كي تحاكي تلك الظواهر التي اثقلت كاهل الشعب وادت الى تمزيق صفه الوطني بل كان الكثير من السياسيين يناغمونها وهذا من اجل تحقيق مايطمحون اليه ويثبتوا في مواقعهم التي حصلوا عليها في تلك الحكومات. كذلك ان هناك الكثير من القوانين التي كانت ليس على اساس المواطنة بل على اسس تحزبية وسياسية والغرض منها هو لاثبات كل فرقة مكانتها واستمرارها في ذلك. هذا مما اجج الكثير من الخلايا النائمة التي كانت تريد انتهاز اي فرصة للقيام بافعالها ودخول ساحة الحراك السياسي والوصول الى مآربها وهي شعال الفتنة الطائفية وهذا امر يمكنها من الاشتغال والوصول الى اهداف كثيرة ومن اهم الاسباب لذلك هو انقسام الحكومة على اسس سياسية وليست وطنية الى اكثر من حكومة في داخل الحكومة الواحدة. وعدم الاهتمام بالمطالب الشرعية الوطنية للشعب وكذلك عدم الاهتمام بكل ماكان يتطلع اليه المواطن العراقي واتباع السياسة الجغرافية والنظرة الظيقة وعدم احتواء الاخر وقبول الاراء وانتهاز الفرص من اجل القضاء على الافكار التي تظهر هنا وهناك. حيث ينظر للمواطن ليس بنظرة المواطنة بل بنطرة التحزب والتبعية والمذهبية وهذا امر من اهم الامور التي كانت اشد خطورة ان لم تقتل الانفاس السياسية المريضة ومتابعة الشأن الامني والعمل بجدية لمعالجة ظاهرة البطالة والفقر وتردي الاوضاع الامنية والثقافية والاجتماعية وحل المشاكل التي من شانها تاجج الطائفية والانقسام الشعبي وعدم التصدي لظاهرة العرف الطائفي قد يؤدي الى الانقسام الطائفي وهذا ماشهدناه اليوم من الضمور الوطني وتعالي الصوت الطائفي وظهور مايسمى بداعش والحركات الاخرى.