تداعيات مقتل قائد جيش (دابق)

 

 ذكرت شبكة “سي أن أن” التلفزيونية الثلاثاء8  مارس/ آذار 2016  عن مسؤولين أمريكيين، فضلوا عدم ذكر اسمائهم، أن القيادي في تنظيم داعش الارهابي أبو عمر الشيشاني (30  عاما) قتل اثر غارة جوية أمريكية قرب بلدة الشدادي في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة بتاريخ 4/3/2016 . وهي معــــــقل جهادي في شمال شرق سوريا كان تنظيم “الدولة الاسلامية” قد خسره لصالح قوات موالية للتحالف الدولي وهي قوات سورية الديموقراطية. والسؤال المطروح هو عن أهمية مقتل ابو عمر الشيشاني وتأثيره على تنظيم داعش الارهابي ؟

يعد طرخان باتيرشفيلي، الملقب بـ (أبي عمر الشيشاني) ، أحد أبرز قادة المقاتلين الشيشانيين في تنظيم داعش الارهابي، الذين قدموا من وادي بانكيسي شمال شرقي جورجيا ، حيث ولد عام 1986 وعرف عنه أنه مستشار عسكري مقرب من زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش الارهابي) أبو بكر البغدادي الذي قال أنصاره إنه يعتمد على لشيشاني بشدة.

ولما كان الطاجيك والأوزبك والشيشانيين والقرغيز هم الجزء الأكبر من قوات النخبة في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش الارهابي)، الذين يشكلون الجزء الأكبر من  قوات النخبة المسماة “الانغماسيين” لذلك يعتبر الشيشاني، صاحب اللحية الكثيفة الصهباء، أحد كبار المسؤولين العسكريين في تنظيم (داعش) إن لم يكن المسؤول العسكري الأكبر في التنظيم .

لذلك فقد تولى ابو عمر الشيشاني تأسيس وقيادة “جيش الخلافة” أو “جيش دابق” أو “جيش المهاجرين والأنصار” الى جانب ارهابي آخر هو أبو محمد الأميركي (قُتل في وقت سابق)، بالإضافة إلى القيادي البارز في التنظيم أبو أيمن العراقي .

وجيش دابق مؤلف من المقاتلين الشيشان والأوزبك والأفارقة بشكل كبير، ويعتقد أن جزءاً منه ينتشر اليوم بشكل كبير في الموصل بالإضافة الى مطار الجراح في ريف حلب الشرقي، ومعسكر أسامة بن لادن في ريف الرقة ومدينة منبج والباب وجرابلس وريف الرقة.

وجيش دابق يضمّ أكثر من أربعة آلاف عنصر تقريباً لم يتم إشراكهم في أي معركة وكانت مهمتهم التدريب فقط ، ويعتقد أن التنظيم الارهابي يدّخره لمعركة الموصل الحاسمة .

وتتألف قيادة “جيش دابق” العسكرية، وفقاً للموقع، من خمسة أشخاص: ثلاثة أوزبكيين وشيشانيَين على رأسهم أبو عمر الشيشاني، ولهم شبكة اتصال خاصة وأجهزة لاسلكي خاصة مفصولة عن الأجهزة التي يستخدمها عناصر التنظيم الآخرين. ويتم انتقاء عناصر جيش دابق بشكل دقيق جدا” من ذوي الخبرات القتالية العالية واللذين تلقّوا تدريبات عالية جدا” ، ومن المخلصين والموالين لابي بكر البغدادي لذلك لا يُسمح للسوريين بالانضمام إلى (جيش دابق).

ويشكل المقاتلون من دول القوقاز نسبة 50  بالمئة منه والباقون من الخليج والتونسيين والجزائريين والسعوديين والسودانيين والفلسطينيين والاردنيين.

وبعد مقتل وزير حرب التنظيم، عدنان أسماعيل نجم الملقب بـ (أبي عبد الرحمن البيلاوي)، الذي قتلته القوات العراقية في 4  تموز2014  عيين أبي عمر الشيشاني” وزيرا” للحرب في تنظيم داعش الارهابي ، حتى بات الشيشاني ، الأكثر شعبية بين المقاتلين الأجانب ، وذلك للخبرة القتالية الكبيرة التي يتمتع بها ومكانته العالية في نظر المقاتلين وخاصة ( المهاجرين) أي المقاتلين الأجانب ما جعله يدخل بقوة في خضم الصراع على السلطة بالتنظيم ، ليكون أحد أبرز المرشحين لخلافة البغدادي في حال قتل .

وتأتي عملية تصفية ابو عمر الشيشاني في سياق مساعي التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لملاحقة واغتيال وتصفية قيادات التنظيم الارهابي .

إن مقتل الشيشاني في حال تأكد هذا الامر سيضعف قدرة تنظيم الدولة الاسلامية داعش الارهابي على تجنيد مقاتلين اجانب ولا سيما من الشيشان والقوقاز″ وكذلك ايضا قدرته على “تنسيق الدفاع عن معقليه في الرقة (سورية) والموصل (العراق) ، فضلا” عن ارباك قياداته من الخطين الثاني والثالث ايضا” لشعورها المستمر بانها مطاردة ومعرضة للاغتيال في اي لحظة وهو ما قد يدفعهم الى الاختباء والتمترس في المدن والمراكز المدنية في وقت يشهد فيه التنظيم تراجعا” كبيرا” وملحوظا” على الارض.

ورغم ذلك فأن داعش الذي يتبع اسلوب القيادة العسكرية المناطقية،  حســــب نظام الولايات لتامين الاكتفاء والتكامل الذاتي الميداني لقواته في كل قاطع ولاية من دبابات ومدفعية و مفخخات وانتحاريين وانغماسيين و دعم لوجستي ..الخ ، قد يمكنه من الاستمرار بشن تعرضات وغارات في هذا الموقع أو ذاك ، الأمر الذي يعني استمرار قدرته على القتال لفترات طويلة